بروتين في الجسم يكشف أمراض القلب بطريقة أفضل من الكوليسترول
أظهرت أبحاث حديثة أن بروتين C التفاعلي يعد مؤشراً أكثر دقة لتوقع الإصابة بأمراض القلب مقارنة بالكوليسترول.
وأكدت ماري ج. سكوربوتاكوس، أستاذة مساعدة في طب الأسرة والمجتمع بجامعة أولد دومينيون، ولاية فرجينيا، أن قياس هذا البروتين يمكن أن يغير الطريقة التي نقيّم بها خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
المعيار الأساسي لتقدير خطر الإصابة بأمراض القلب
وتقول سكوربوتاكوس: "لطالما اعتقدنا أن مستويات الكوليسترول هي المعيار الأساسي لتقدير خطر الإصابة بأمراض القلب".
وأظهرت الدراسة الجديدة أن بروتين C التفاعلي، الذي ينتجه الكبد استجابةً للالتهابات والإصابات والحالات المزمنة مثل السمنة والسكري، يعد مؤشراً أدق بكثير".
وأضافت سكوربوتاكوس: "هذا البروتين يعكس الالتهاب منخفض الدرجة في الجسم، وهو عامل رئيسي في تراكم الترسبات الدهنية داخل الشرايين، والتي تؤدي إلى تصلب الشرايين وحدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية؛ فقياس مستويات CRP بالدم سهل، والمستويات المرتفعة تشير إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب".
وتوضح سكوربوتاكوس: "الالتهاب يلعب دوراً أساسياً في كل مرحلة من مراحل تكون اللويحات الدهنية".
وتضيف: "عندما تتضرر الأوعية الدموية بسبب عوامل مثل ارتفاع السكر أو التدخين، تتجه الخلايا المناعية لتغليف جزيئات الكوليسترول، مكونةً لويحة دهنية".
وتستطرد: "وإذا تمزق غطاء هذه اللويحة، يحدث جلطة دموية قد تسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية، ومن هنا، يتضح أن الكوليسترول ليس العامل الوحيد، بل الجهاز المناعي يلعب دورًا محوريًا".
كيفية خفض مستويات CRP
وتشير سكوربوتاكوس إلى أن نمط الحياة والتغذية يمكن أن يخفضا مستويات CRP: "الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفاصوليا والخضروات والمكسرات، إضافة إلى التوت، وزيت الزيتون، والشاي الأخضر، وبذور الشيا والكتان، تساهم في تقليل الالتهاب، كما أن ممارسة الرياضة وفقدان الوزن بشكل منتظم يقللان من إنتاج هذا البروتين".
وأكدت سكوربوتاكوس: "رغم أهمية بروتين C التفاعلي، يظل الكوليسترول ذا صلة بالمرض، خاصة LDL، لكن عدد جزيئات LDL أهم من إجمالي الكوليسترول. لذلك يُنصح بقياس أبوليبوبروتين B وLipoprotein(a)، حيث يعطيان صورة أوضح عن خطر الإصابة بأمراض القلب".
وأشارت إلى أنّ "الجمع بين هذه القياسات مع CRP يتيح تقييم المخاطر بشكل شامل ويحفز على الالتزام بأساسيات الوقاية من أمراض القلب، مثل التغذية السليمة، النشاط البدني، النوم الكافي، إدارة التوتر، الحفاظ على وزن صحي، والإقلاع عن التدخين عند الحاجة".
