أمل جديد لمواجهة النوبات القلبية.. لماذا وقوعها بالنهار أكثر ضررًا؟
كشفت دراسة جديدة أجراها فريق من علماء المناعة بجامعة ييل عن سبب لاحظه الأطباء منذ عقود، وهو أن النوبات القلبية تسبب أضرارًا أكبر عند حدوثها خلال النهار مقارنة بالليل.
الباحثون وجدوا أن خلايا الدم البيضاء من نوع العدلات (Neutrophils)، والتي تعمل كخط الدفاع الأول ضد الإصابات، تكون أكثر نشاطًا وعدوانية خلال النهار، مما يزيد الالتهاب ويضاعف الضرر النسيجي في عضلة القلب.
وفي المقابل، تكون العدلات أقل نشاطًا في الليل، مما يقلل حجم الضرر ويعزز التعافي بعد الإصابة.
هدوء خلايا المناعة ليلاً يحمي القلب
واعتمد الباحثون على سجلات أكثر من 2000 مريض بالنوبات القلبية، حيث أظهرت التحليلات أن المرضى الذين وصلوا المستشفى خلال النهار كانوا يمتلكون معدلات أعلى من العدلات وأضرار قلبية أكبر.
وللتأكد من النتائج، أجرى العلماء تجارب على الحيوانات، حيث لاحظوا نفس النمط الزمني.
وعند إزالة العدلات أو تعطيل الجين المسؤول عن الساعة البيولوجية داخلها، اختفت الفروق بين النهار والليل وقلت أضرار النوبات بشكل كبير.
كما ركّز الباحثون على مستقبل الخلايا CXCR4، المسؤول عن تهدئة نشاط العدلات خلال الليل.
وعند زيادة تركيز هذا المستقبل، أو استخدام دواء منشط له، يخفّ نشاط العدلات خلال النهار، ما يؤدى إلى تقليل الضرر القلبي وتحسين وظيفة القلب على المدى الطويل.
وقد أظهرت التجارب أيضًا فعالية هذا الدواء في نماذج مرض فقر الدم المنجلي، حيث خفّف من انسداد الأوعية الدموية وحسن تدفق الدم.
وأظهرت الدراسة أن العدلات النشطة خلال النهار تميل إلى الانتشار خارج نطاق موقع الإصابة، مما يوسع حجم الأضرار، بينما العدلات الليلية تبقى محصورة في مركز الإصابة فقط، ما يحد من التلف النسيجي.
علاج جديد للنوبات القلبية وأمراض الدم الالتهابية
وشدد الباحثون على أن هذه النتائج تفتح الباب أمام تطوير علاجات مستقبلية تتيح ضبط نشاط العدلات لتخفيف الالتهاب دون المساس بقدرتها الدفاعية.
ورغم النتائج الواعدة، فالتحويل إلى علاجات بشرية يتطلب دراسة دقيقة، بما في ذلك تأثير دواء CXCR4 على أنواع خلايا أخرى، واختيار التوقيت الأمثل لإعطائه عند حدوث النوبة القلبية، وتقييم أي مخاطر محتملة.
وإذا نجحت هذه الاستراتيجية، فقد تكون ثورة حقيقية في طب القلب والمناعة، مما يسمح بتقليل أضرار النوبات القلبية وتحسين جودة حياة المرضى بشكل كبير.
