دراسة تكشف: النوبات القلبية الصامتة قد تكون أكثر فتكًا من النوبات التقليدية!
أكدت دراسة نشرت في مجلة European Journal of Preventive Cardiology، أن النوبات القلبية التي تمر دون تشخيص، والمعروفة باسم النوبات الصامتة (UMI)، لا تقل خطورة عن النوبات التقليدية، بل قد تكون مميتة بمرور الوقت بسبب التأخر في اكتشاف الضرر القلبي.
اعتمد البحث على بيانات من مشروع "دراسة روتردام" الهولندي، وشارك فيه أكثر من 12 ألف شخص بمتوسط عمر 65 عامًا، نصفهم تقريبًا من النساء.
تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات: مرضى بنوبات قلبية صامتة (512 حالة)، وآخرين بنوبات معلومة ومشخّصة طبيًا (669 حالة)، ومجموعة لم تسجل لديها أي نوبات (11,122 حالة).
وتابعت الدراسة معدلات الإصابة بفشل القلب، والرجفان الأذيني، والسكتات الدماغية، إضافة إلى الوفيات العامة خلال فترة المتابعة الممتدة من عام 1990 حتى 2008.
الفروق بين النوبات القلبية الصامتة والمعلومة لدى النساء والرجال
أظهرت النتائج أن النوبات القلبية الصامتة لدى النساء ترتبط بزيادة معتدلة في خطر فشل القلب بنسبة 31%، والوفاة العامة بنسبة 21%، مقارنة بمن لم يتعرضن لأي نوبة، لكن هذه النسب تراجعت بعد احتساب عوامل مثل ضغط الدم والكوليسترول والسكري.
في المقابل، النوبات المشخّصة لدى النساء كانت أكثر ارتباطًا بالمضاعفات، إذ تضاعف خطر فشل القلب، وارتفع احتمال الرجفان الأذيني بنسبة 62%، مع زيادة كبيرة في معدل الوفيات.
أما لدى الرجال، فكانت النوبات الصامتة أكثر خطورة، حيث تضاعف خطر فشل القلب والرجفان الأذيني، وزاد خطر السكتة الدماغية بنسبة تفوق الضعف، وارتفع معدل الوفيات بنسبة 59%.
وأظهرت الدراسة أن الفروق بين النوبات الصامتة والمعلومة لدى الرجال كانت أقل وضوحًا، ما يعكس خطورة الضرر القلبي غير المكتشف.
أهمية الكشف المبكر عن النوبات القلبية الصامتة
تؤكد هذه النتائج الحاجة الملحة إلى تطوير استراتيجيات فحص أكثر فعالية، للكشف عن النوبات القلبية الصامتة، خاصة لدى الرجال الأكبر سنًا الذين قد يعانون من تضرر عضلة القلب دون إدراك ذلك، نتيجة غياب الأعراض التقليدية مثل ألم الصدر الحاد.
ويشير مؤلفو الدراسة إلى أهمية اعتماد نهج طبي مخصص بحسب الجنس في ما يتعلق بالوقاية من أمراض القلب ومتابعة الحالات الحرجة، إذ تظهر البيانات أن استجابة الرجال والنساء للضرر القلبي تختلف من حيث معدل المضاعفات واحتمالية النجاة على المدى البعيد.
كما يدعو البحث إلى تعزيز برامج الرعاية الوقائية وتشخيص المرضى عبر تخطيط القلب الدقيق (ECG) والفحوص الموسعة قبل ظهور الأعراض، نظرًا لأن النوبات الصامتة قد تكون مقدمة لأمراض أكثر خطورة مستقبلًا.
