النساء أم الرجال.. من يتعافى أسرع بعد السكتة الدماغية؟ دراسة تجيب
أظهرت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Neurology أن النساء يواجهن تحديات أكبر من الرجال في استعادة قدراتهن على أداء المهام اليومية خلال العام الأول بعد الإصابة بـ"السكتة الدماغية الإقفارية، وهي النوع الأكثر شيوعًا من السكتات الدماغية الناتجة عن انسداد تدفق الدم إلى جزء من الدماغ.
وذكرت الدراسة، التي قادها الباحث تشن تشن من جامعة ميشيغان الأمريكية، أن النساء أظهرن درجات أدنى في التعافي عند تنفيذ أنشطة حياتية أساسية مثل تناول الطعام، وارتداء الملابس، وقيادة السيارة.
وأوضحت النتائج أن متوسط معدل صعوبة أداء المهام اليومية لدى النساء بلغ 2.39 بعد ثلاثة أشهر من الإصابة مقابل 2.04 لدى الرجال، ما يشير إلى بطء نسبي في تعافي النساء.
واستند البحث إلى بيانات 1,046 مريض خضعوا لأول سكتة دماغية إقفارية في حياتهم وكان متوسط أعمارهم 66 عامًا.
وتمت متابعة المشاركين عبر فحوص طبية ومقابلات شخصية لقياس مستوى التعافي بعد 3 و6 و12 شهرًا من الإصابة، باستخدام اختبارات عصبية ونفسية واستبيانات لجودة الحياة.
تأثير الجنس على التعافي من السكتة الدماغية
وبيّن الباحثون أن درجات المشاركات من النساء انخفضت تدريجيًا بين الشهر الثالث والثاني عشر، ما يشير إلى تحسن طفيف، لكنه ظل أبطأ من الرجال حتى بعد أخذ عوامل مثل العمر والتعليم والحالة التأمينية في الاعتبار.
وأكد تشن أن حجم الفروق كان صغيرًا من الناحية الإحصائية، إلا أن دلالته السريرية مهمة.
وأشار الباحثون إلى أنه لم تُلاحظ فروق كبيرة بين الجنسين في جوانب أخرى من التعافي مثل التواصل أو الحركة البسيطة، حيث أظهر كلا الجنسين تحسنًا في الوظائف العصبية.
ولكن الفروق برزت خصوصًا في الأنشطة التي تتطلب مجهودًا بدنيًا أكبر مثل الأعمال المنزلية الثقيلة والتسوق وحمل الأوزان.
وأوضح تشن أن النتائج تسلط الضوء على أهمية إجراء تقييمات مبكرة ومتكررة لقدرة المرضى على أداء الأنشطة اليومية بعد السكتة الدماغية، خاصة لدى النساء، مؤكدًا أن تصميم برامج تأهيل تتضمن أنشطة لتقوية العضلات قد يساعد على تسريع التعافي.
وأقر الباحثون بوجود حدود للدراسة، من بينها عدم توفر بيانات حول نوع أو مدة خدمات التأهيل التي تلقاها المشاركون، ما يجعل من الصعب تحديد مدى تأثيرها في نتائج التعافي.
