دراسة: طلاق الوالدين في الطفولة يزيد خطر إصابة الأبناء بالسكتة الدماغية في الكِبَر
كشفت دراسة علمية جديدة أن الأطفال الذين عاشوا تجربة طلاق والديهم معرضون لخطر أعلى للإصابة بالسكتة الدماغية عند التقدم في العمر، حتى في حال عدم تعرضهم لأي شكل من أشكال العنف الجسدي أو النفسي خلال طفولتهم.
وأوضحت الدراسة المنشورة في مجلة PLOS One أن الطلاق يمكن أن يُحدث تأثيرات بيولوجية طويلة المدى على الجسم، ترتبط بزيادة مستويات التوتر خلال سنوات النمو الأولى، مما يجعل الأفراد أكثر عرضة لأمراض القلب والأوعية الدموية لاحقًا في الحياة.
تأثير الطلاق على الأبناء
أجرى الباحثون ماري كيت شيلك من جامعة تيندال في كندا، وفيليب بايدن من جامعة تكساس، التحليل استنادًا إلى بيانات المسح الوطني الأمريكي لسلوكيات المخاطر الصحية لعام 2022. وشملت الدراسة 13,205 شخصًا تجاوزوا سن 65 عامًا من ثمانية ولايات أمريكية.
وبحسب النتائج، فإن 7.3% من المشاركين أصيبوا بسكتة دماغية، بينما قال 13.9% إنهم شهدوا طلاق والديهم قبل سن 18 عامًا. وبعد تحليل البيانات إحصائيًا، تبيّن أن من عايشوا الطلاق لديهم خطر أكبر بنسبة 73% للإصابة بالسكتة، وبعد تعديل النموذج ليأخذ في الاعتبار عوامل مثل الحالة الاجتماعية والتعليم والدخل والعادات الصحية، ظل الخطر مرتفعًا بنسبة 61%.
وأكد الباحثون أن هذا المعدل يعادل تأثير بعض عوامل الخطر الطبية الشائعة مثل داء السكري، الذي يزيد احتمالية السكتة بنسبة 37%، والاكتئاب بنسبة 76%.
تفسر الدراسة هذا الارتباط بما يُعرف بـ"التأثير البيولوجي للتوتر المزمن"، إذ يؤدي تفكك الأسرة إلى اضطرابات نفسية واقتصادية في حياة الطفل. توضح الباحثة فولر-تومسون أن الطلاق غالبًا ما يصاحبه صراعات أسرية وضغوط مالية، ما يؤدي إلى فرط نشاط الغدة النخامية المسؤولة عن إفراز هرمون الكورتيزول، وهو ما يربك توازن الجسم على المدى الطويل.
وتضيف أن التعرض المستمر لهذا النوع من التوتر في مراحل النمو يؤثر سلبًا على القلب والجهاز العصبي، ما قد يمهد للإصابة بأمراض مزمنة مثل السكتة الدماغية وأمراض الشرايين. كما ربط الباحثون بين تداعيات الطلاق وتراجع الدخل الأسري، وهو عامل اجتماعي معروف بارتباطه بزيادة معدلات السمنة وضغط الدم المرتفع والإجهاد المزمن.
بيّنت النتائج أن العلاقة بين الطلاق المبكر والسكتة الدماغية كانت متشابهة لدى الجنسين، خلافًا لدراسات سابقة أشارت إلى أن تأثير الطلاق قد يكون أوضح لدى الرجال. وأشارت الدراسة إلى أن الرجال في العينة كانت لديهم معدلات إصابة أعلى نسبيًا، لكن تأثير الطلاق كان متماثلًا بين الجنسين من حيث زيادة الخطر النسبي للإصابة.
