دراسة تكشف السر: ماذا يفعل الأكل الصحي لدماغك على المدى الطويل؟
أظهرت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة Current Developments in Nutrition، أن الأشخاص الذين يتبعون نظام تغذية صحية غنيًا بالأطعمة النباتية المفيدة، يتمتعون باحتياطي معرفي أكبر في منتصف العمر، ما يعني قدرة أعلى للدماغ على مقاومة تأثيرات التقدم في السن والأمراض العصبية.
وأوضح الباحثون أن الاحتياطي المعرفي هو مرونة الدماغ وقدرته على التكيف مع التغيرات أو الأضرار الناتجة عن الشيخوخة أو الأمراض مثل الزهايمر، مشيرين إلى أن هذه القدرة ترتبط بعوامل متعددة، تشمل التعليم والنشاط البدني والاجتماعي، إلا أن الدراسة الجديدة تسلط الضوء على أثر التغذية الصحية كعامل مهم ومؤثر في هذا المجال.
قاد البحث العالمة "كيلي سي. كارا" الزميلة في الجمعية الأمريكية للسرطان، التي أشارت إلى قلة من الدراسات السابقة التي تناولت العلاقة بين النظام الغذائي والاحتياطي المعرفي، رغم أن أنماط الأكل المختلفة مرتبطة بنتائج معرفية أخرى مثل الانحدار الذهني وسرعة التفكير.
تأثير الغذاء على الإدراك
واستندت الدراسة إلى بيانات مجموعة المواليد البريطانية لعام 1946، وشملت 2,514 مشاركاً، جُمعت معلوماتهم الغذائية في أربع مراحل من الحياة بين سن 4 و53 عامًا.
واعتمد الفريق على مؤشرين لتقييم جودة النظام الغذائي: مؤشر الأكل الصحي 2020، ومؤشرات النظام النباتي الصحي وغير الصحي.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين حصلوا على أعلى درجات في مؤشر الأكل الصحي والنظام النباتي الصحي، كانت لديهم نتائج أفضل في اختبار القراءة في سن 53 عامًا، وهو اختبار يعكس مستويات الاحتياطي المعرفي المكتسب عبر الخبرة والتعليم.
وبيّن الباحثون أن جودة النظام الغذائي تشكل علاقة طردية مع الأداء الذهني؛ فكلما تحسنت جودة الأكل، زادت درجات الاحتياطي المعرفي، كما أن اتباع نظام تغذية صحية متكامل كان مرتبطًا بنتائج أفضل حتى بعد ضبط العوامل الأخرى مثل المستوى التعليمي والنشاط البدني.
وفي المقابل، لاحظ الباحثون أن الإفراط في تناول النشويات المكررة والمشروبات السكرية والحلويات النباتية غير المفيدة، ارتبط بانخفاض في الاحتياطي المعرفي، مما يشير إلى أن نوعية الأطعمة النباتية أهم من كونها «نباتية» بحد ذاتها.
وأظهرت الدراسة أن مؤشر الأكل الصحي تميز بارتباط أقوى بالاحتياطي المعرفي، مقارنة بالمؤشرات النباتية، لاحتوائه على عناصر مثل الأسماك الغنية بـ«أوميغا 3» المفيدة لصحة الدماغ.
وخَلص الباحثون إلى أن التغذية الصحية، إلى جانب العوامل المعروفة الأخرى مثل التعليم والنشاط الجسدي، تساهم بنسبة تقارب 5% في تحسين الاحتياطي المعرفي عند البالغين، وهي نسبة مماثلة لتأثير الحصول على درجة جامعية أعلى.
واختتمت الباحثة كيلي كارا بالقول إن النتائج تؤكد ضرورة دراسة العلاقة بين النظام الغذائي وتطور الاحتياطي المعرفي على مدى الحياة، لفهم أفضل لكيفية تأثير الأكل الصحي في تعزيز وظائف الدماغ.
