هل حان وقت إعادة التفكير في حبوب الإفطار؟ دراسة تكشف مفاجآت خطيرة
أصدر علماء أوروبيون تحذيرًا عاجلًا بشأن مخاطر تناول حبوب الإفطار، بعد اكتشاف نسب مرتفعة من مواد كيميائية سامة في عدد واسع من المنتجات الغذائية.
ووفقًا لدراسة جديدة أجرتها منظمة Pesticide Action Network (PAN) Europe، تم الكشف عن وجود مادة حمض ثلاثي فلورو الأسيتيك (TFA)، وهي مركب صناعي ناتج عن استخدام مبيدات تحتوي على الفلور تُرش على محاصيل القمح والذرة.
وتُصنف TFA ضمن مجموعة PFAS المعروفة باسم المواد الكيميائية الدائمة، لكونها لا تتحلل في البيئة، وتشير بيانات المنظمة إلى أن التعرض لهذه المواد له آثار سلبية عدة، تشمل اضطرابات في التنفس ووظائف الكبد والغدة الدرقية، وضعف الخصوبة، وتشوهات الأجنة.
كما يمكن أن تُسبب بعض المواد المشابهة في الفئة نفسها أنواعًا من السرطان، مثل سرطان الكلى والخصية والمبيض.
وشملت الدراسة الأوروبية تحليل 66 منتجًا معتمدًا على الحبوب في 16 دولة، وتم رصد المادة السامة في 54 منتجًا منها، بنسبة بلغت 81.8%، بتركيز وسطي وصل إلى 78.9 ميكروغرامًا لكل كيلوغرام.
وسجّلت حبوب الإفطار أعلى معدلات التلوث بمادة TFA، حيث بلغت تركيزاتها 360 ميكروغرامًا لكل كيلوغرام، أي ما يعادل أكثر من مائة ضعف المستوى المرصود في مياه الشرب.
تأثير TFA على صحة الإنسان
أوضحت الدراسة أن منتجات القمح كانت الأعلى تلوثًا بنحو 7.6 مرات، مقارنةً بأنواع الحبوب الأخرى مثل الشعير والشوفان والأرز والذرة، مرجّحة أن السبب يعود إلى طبيعة استخدام المبيدات، أو إلى قدرة القمح على امتصاص المادة الكيميائية بشكل أكبر.
ويحذّر الباحثون من أن الطعام يُعد، بعد مياه الشرب، المسار الأهم لتعرّض الإنسان لمادة TFA، التي تُعتبر حمضًا سامًا ومسببًا للتهيج في الجهاز التنفسي عند استنشاقها.
وتشير الأدلة العلمية إلى أن التعرض المزمن لتلك المادة يُضعف وظائف الكبد والمناعة، ويؤثر على جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال.
ورغم أن الدراسة لم تؤكد بعد مدى احتمال تسبب TFA في السرطان، فإن نتائجها صدمت الأوساط العلمية، خاصة مع غياب اختبارات رقابية كافية من قبل الهيئات الصحية.
وقالت الدكتورة أنجيليك ليسيماخو، رئيسة قسم السياسات والعلوم في PAN Europe، إن «المبيدات الحشرية التي تحتوي على TFA يجب حظرها دون تأخير»، مضيفة أن «تعريض الأطفال والنساء الحوامل لهذه المواد يمثل انتهاكًا خطيرًا للسلامة العامة».
وخلص تقرير المنظمة إلى أن النظام الغذائي الأوروبي بات مسارًا رئيسيًا لتعرّض الإنسان للمواد الكيميائية الدائمة، داعيًا إلى تشديد القواعد التنظيمية، وتحديد حد أمان أكثر صرامة لمادة TFA، مع حظر شامل لجميع المبيدات من فئة PFAS.
