دراسة تكشف الجانب الخفي لتأثير الأبطال الخارقين على حياتنا اليومية
كشفت دراسة أُجريت في مترو مدينة ميلانو الإيطالية عن ظاهرة نفسية أطلق عليها الباحثون اسم "تأثير باتمان"، توضح كيف يمكن لحدث بسيط وغير متوقع أن يزيد من استعداد الناس لمساعدة الآخرين.
وأوضحت الدراسة التي نُشرت في مجلة npj Mental Health Research أن وجود شخص يرتدي زي البطل الخارق باتمان جعل ركاب المترو أكثر ميلاً للتخلي عن مقاعدهم لصالح امرأة حامل، مقارنةً بحالات أخرى لم يكن فيها أي عنصر مفاجئ.
وأجرى الباحثون تجربة واقعية شارك فيها 138 راكبًا لم يكونوا على علم مسبق بالاختبار.
وفي السيناريو الأول، دخلت امرأة ترتدي زيًا يجعلها تبدو حاملاً إلى إحدى عربات المترو، لتُرصد تفاعلات الركاب معها ومَن سيقدّم لها مقعده، وأظهرت النتيجة الأولية أن 37.6% فقط من الركاب بادروا بالمساعدة.
وفي التجربة الثانية، أُعيد نفس المشهد ولكن مع إضافة عنصر جديد، وهو دخول شخص يرتدي زي باتمان من باب آخر في العربة نفسها دون أي تفاعل مع المرأة الحامل.
والمفاجأة كانت أن نسبة المساعدة ارتفعت إلى 67.2%، أي أن أكثر من ثلثي الركاب قدموا مقاعدهم عند دخول "باتمان".
تفسير تأثير باتمان
ويرى الباحثون أن دخول شخصية غير متوقعة أحدث "صدمة فكرية" بسيطة كسرت روتين الرحلة اليومية وجعلت الركاب أكثر وعيًا بمحيطهم.
فعندما ينقطع تسلسل الأحداث المعتاد، ينتقل العقل من حالة "اللا مبالاة" إلى حالة انتباه شديدة تشبه ما يُعرف بالوعي الحاضر أو mindfulness.
وأوضح البروفيسور فرانشيسكو باجنيني، قائد الدراسة، أن هذا الانتباه المفاجئ جعل الناس أكثر إدراكًا للمرأة الحامل وحاجتها للمساعدة.
وأضاف: "نتائجنا تتقاطع مع دراسات سابقة تُشير إلى أن الوعي اللحظي يعزز السلوك الإيجابي، فمجرد كسر الرتابة اليومية قد يجعل الأفراد أكثر استعدادًا للتفاعل الإنساني".
ورغم أن الباحثين افترضوا أن شخصية باتمان نفسها قد تُثير مشاعر العدالة أو البطولة، إلا أن نصف من قدموا المساعدة أفادوا لاحقًا بأنهم لم يلاحظوا وجوده أصلاً.
ويشير ذلك إلى أن التفاعل الاجتماعي قد ينتقل بعدوى الوعي داخل المجموعة، إذ يكفي أن ينتبه بعض الأشخاص للموقف حتى ينتشر السلوك الإيجابي بين الآخرين دون وعي مباشر، فيما يعرف في علم النفس بـ"العدوى الاجتماعية".
