دراسة تحذر من جفاف شديد قد يصيب أوروبا لمئات السنين.. ماذا يحدث؟
تشير دراسة حديثة إلى أن صيف جنوب أوروبا، المعروف بحرارته وجفافه، قد يزداد قسوة في السنوات المقبلة في حال انهيار تيار AMOC، الذي يعد تيارًا مهمًا في المحيط الأطلسي وينقل الحرارة والمياه بين نصفي الكرة الأرضية.
وقد يؤدي هذا الانهيار إلى ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وزيادة مدة فترات الجفاف، ما يفاقم صعوبة الحياة في مناطق الجنوب، مثل إسبانيا والبرتغال.
كيف يؤثر انهيار AMOC على أوروبا؟
يلعب تيار AMOC دورًا أساسيًا في تنظيم الطقس وهطول الأمطار في أوروبا؛ وفي حال ضعف أو توقف التيار، ستصبح فصول الصيف أكثر حرارة وتمتد فترات الجفاف، بينما قد تشهد بعض المناطق شتاءً أبرد من المعتاد.
وأظهرت دراسة أجراها باحثون في علوم البحار والغلاف الجوي بجامعة أوتريخت بهولندا أن انهيار التيار قد يزيد فترة الجفاف بشكل كبير، حيث يمكن أن تصل الزيادة إلى 60% في جنوب أوروبا مثل إسبانيا، و72% في شمال أوروبا مثل السويد، مقارنة بالمواسم الحالية.

ونفّذت الدراسة عدة محاكاة امتدت لأكثر من ألف عام، شملت سيناريوهات مختلفة لانبعاثات الكربون وكميات المياه الناتجة عن ذوبان الجليد في القمم الشمالية.
وأظهرت النتائج أن انهيار تيار AMOC يزيد من حدة الجفاف مقارنة ببقاء التيار قائمًا، مع تفاوت التأثير بين شمال وجنوب أوروبا.
وحتى في حال انخفاض الانبعاثات مستقبلًا، قد يؤدي انهيار التيار إلى تفاقم الجفاف بشكل ملحوظ.
وفي شمال أوروبا، مثل السويد وفنلندا، قد يزداد طول موسم الجفاف بنسبة تصل إلى 72%، ما يهدد الأراضي الزراعية ويزيد المخاطر على الطبيعة والاقتصاد.
أما في جنوب أوروبا، مثل إسبانيا وإيطاليا، فقد تصل زيادة الجفاف إلى 60%، مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف، ما قد يفاقم مشاكل الزراعة وتوافر المياه.
آراء العلماء حول إصابة أوروبا بالجفاف
وأكد الباحثون أن الدراسة تقدم رؤية طويلة المدى لتأثير التغير المناخي على الجفاف في أوروبا.
وأوضح بعض العلماء أن السيناريو المتطرف لانهيار تيار AMOC يتطلب كميات كبيرة من المياه العذبة، وهو أمر غير محتمل في الوقت الحالي، لكنه يوضح حساسية النظام المناخي الأوروبي تجاه أي تغيّر كبير في المحيطات.
وتقدّم الدراسة تحذيرًا واضحًا بأن أي ضعف كبير في التيار قد يستمر لقرون، مما يضع تحديات كبيرة أمام صناع القرار.
وتشير النتائج إلى أن انهيار AMOC سيزيد من مشاكل الجفاف في أوروبا، ويجعل الصيف أكثر حرارة لفترات طويلة، مؤثرًا على الزراعة والمياه والاقتصاد، ما يضع مسؤولية كبيرة على صناع القرار اليوم لحماية البيئة والمناخ للأجيال القادمة.
