التقنية في خدمة اللياقة: كيف تدمج التكنولوجيا في روتين التدريب؟
لم تكن التكنولوجيا المتطورة مرغوبة لمجرد التطور ذاته، بل لما تقدمه من دقة وسرعة في أداء المهام، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالصحة الشخصية أو اللياقة البدنية، حيث الحاجة لحلول سريعة وموثوقة لا يمكن تجاهلها.
سواء كنت رياضيًا محترفًا أو مبتدئًا لا يزال يستكشف طريقه، فإن تكنولوجيا تتبع اللياقة الرجالية تستحق الانتباه. فهي لا تكتفي بعدّ الخطوات أو حساب السعرات الحرارية، بل تحلل البيانات بعناية وتقدّم توصيات وإرشادات شخصية مُصممة خصيصًا لك.
السؤال هنا: كيف يمكن دمج هذه التكنولوجيا بسلاسة في روتين تدريباتك اليومية؟ وهل تخفي وراء فوائدها أي عيوب قد تؤثر على أدائك أو صحتك؟
ما هي تكنولوجيا تتبع بيانات لياقة رجالية؟
هي أجهزة يمكن ارتداؤها، عادةً على المعصم، لمراقبة جوانب مختلفة من نشاطك اليومي وصحتك، إذ تسجّل هذه الأجهزة الخطوات والمسافة المقطوعة والسعرات الحرارية المحروقة، كما يراقب كثير منها أيضًا أنماط النوم ومعدل ضربات القلب ومستويات التوتر وحتى الأكسجين في الدم.
وبعد ذلك تتم مزامنة هذه المعلومات مع تطبيق جوّال، إذ تُشاهِد تقدّمك بمرور الوقت، وتُحدّد أهدافك الشخصية، وحتى يمكنك مشاركة إحصائياتك مع أصدقائك.
كيف تحسن تكنولوجيا التتبع دقة التمارين اليومية؟
يمكِن لتكنولوجيا تتبع بيانات اللياقة البدنية أن تحسّن نشاطك البدني ودقّة التمارين اليومية التي تمارِسها بعِدّة طرق، تضمّ وفقًا لموقع "Fitness First":
1. تتبّع النشاط البدني
تراقب أجهزة تتبع اللياقة البدنية مستويات نشاطك البدني على مدار اليوم، وبتتبّع نشاطك، يمكنك فهم مقدار نشاطك البدني اليومي بدقة وما تحرقه من سعرات حرارية، وهذا مفيد خاصةً إذا كُنت تعمل في وظيفة مكتبية، وتحتاج إلى التحرّك طوال اليوم، أو حتى تهدف فقط إلى زيادة مستويات نشاطك البدني.
2. مراقبة ضربات القلب
تُجهَّز العديد من أجهزة التتبع بتقنيات استشعار بصرية لمعدل ضربات القلب، تراقِب معدّل ضربات قلبك باستمرار خلال التمرين.
وهذا يتيح لك قياس كثافة التمرين، وتساعدك على البقاء ضمن منطقة معدل ضربات القلب المستهدفة من التمرين، كما يساعدك أيضًا على التأكّد من أنّك تدفع نفسك بما يكفي لرؤية النتائج، ولكن تذكّر دائمًا ألّا ترهِق نفسك أكثر من اللازم.
اقرأ أيضًا:جهاز Hypershell X Ultra: قوة ومتانة مع مدى 30 كيلومترًا
3. تحليل التمرين
كذلك تقدّم أجهزة التتبع تحليلًا متعمقًا لتدريباتك، مما يوفّر معلومات تفصيلية بشأن المُدّة، الوتيرة، السرعة، بل وحتى التمارين المحددة التي تمارسها.
وهذا يسمح لك بالتأكيد تقييم أدائك وتتبّع تقدّمك بمرور الوقت، بل ووضع أهداف جديدة بناءً على النتائج الحالية، وقياس إنجازاتك، وحتى تعديل روتين التدريب حسب الحاجة.
أيضًا تساعد هذه الأجهزة على تحديد أهداف مُعيّنة، مثل عدد مُحدّد من الخطوات يوميًا، أو مسافة مُستهدَفة للركض، أو حرق سعرات حرارية مُحدّدة، بما يُبقِيك متحفزًا باستمرار، وجاهزًا للاحتفال بالإنجازات التي تحقّقها.
4. التدريب المُوجّه
تحتوي بعض الساعات على خطط تمرين مُصمّمة مسبقًا وتمارين مُوجّهة على تطبيق مُخصّص، وهذا يوفّر لك ميزة تنظيم جلسات تدريبية مع إرشادات من الخبراء، سواء كُنت مبتدئًا تبحث عن التوجيه في البداية، أو رياضيًا متمرسًا تبحث عن التنوّع في التمارين.
كيف تدمج أجهزة تتبع البيانات في روتينك التدريبي؟
إذا كُنت جديدًا في تتبع اللياقة البدنية، فقد يكون الأمر صعبًا في البداية، لذا فيما يلي بعض التوجيهات لدمج استخدام هذه الأجهزة في روتينك التدريبي في صالة الألعاب الرياضية:
1. ضع أهدافًا مُحدّدة
بدايةً يجب أن تحدد أهداف لياقة بدنية واضحة، قابلة للقياس والتحقيق، ومُحدّدة زمنيًا، ثُمّ استخدم أجهزة تتبع اللياقة البدنية لمراقبة تقدمك نحو تحقيق هذه الأهداف.
وسواء كان الأمر يتعلق بإكمال عدد معين من التدريبات أسبوعيًا، أو الجري لمسافة مُعيّنة، أو تحسين قوتك، فإنّ وجود أهداف واضحة يساعدك على الحفاظ على تركيزك باستمرار.
2. راقب تقدّمك
لا تنس أن تُسجّل تدريباتك وتتابع أي تقدّم تحرِزه، حتى لو كان تمرينًا مُدّته بسيطة، كالمشي 5 دقائق، فهذا ضروري لمراقبة خطواتك التي اتخذتها للوصول إلى أهدافك.
3. حلّل بياناتك
خُذ الوقت الكافي لمراجعة بيانات اللياقة البدنية بانتظام، واستخدمها لتحديد المجالات التي يمكنك من خلالها تحسين تدريبك.
مثلا إذا لاحظت وجود أي تراجع أو هبوط في أثناء التدريبات المتقطعة عالية الكثافة "HIIT" لمدة 20 دقيقة، عندما تصل إلى الدقيقة 13، فاجعل هدفك الاستمرار عندما تبدأ تمرينك التالي وتجاوز مُدّة الـ13 دقيقة.
اقرأ أيضًا:الساعات الذكية: كيف تختار الأنسب لصحتك وحياتك اليومية؟
4. عدّل تمارينك بناءً على المُعطيات
بناءً على البيانات التي تجمعها بانتظام، أجرِ بعض التعديلات التي تراها مناسبة على تمارينك لتحسين نتائجك حسب أهدافك.
هل هناك عيوب لاستخدام أجهزة تتبع اللياقة البدنية للرجال؟
رغم المزايا الهائلة التي توفّرها أجهزة تتبع اللياقة البدنية، فإنّها لا تخلو من بعض العيوب أيضًا، مثل:
- اختلاف دقّة البيانات: قد تخطئ بعض الأجهزة في حساب الخطوات أو قد تُفسِّر حركات معينة بطريقة خاطئة، كما يمكن أن تكون مراقبة ضربات القلب في أثناء التدريبات المكثّفة أقل دقة، خاصةً في الإصدارات منخفضة التكلفة، وهذا قد يكون له أثر في النتائج التي تحصل عليها.
- التعويل المُفرِط على الأرقام: قد يُركِّز بعض المستخدمين على الأرقام فقط، مثل أهداف الخطوات اليومية أو حرق السعرات، ومِنْ ثمّ فقد يشعر بالتوتر أو عدم إنجاز شيء إذا لم يصل إلى تلك الأرقام تحديدًا.
- الخصوصية: تجمع أجهزة التتبع بيانات صحية حسّاسة، وربّما تشارِك بعض الشركات هذه المعلومات مع أطراف ثالثة، ومِنْ ثمّ فالخصوصية والحفاظ على البيانات من الأمور المُقلِقة مع استخدام تلك التقنيات.
- زيف الإحساس بالصحة: لا يعني قطعك لـ10,000 خطوة يوميًا أنّ نظامك الغذائي صحي أو أنّك تعيش نمط حياةٍ صحي، فاستخدام أجهزة التتبع قد يُوهمِنا أحيانًا أنّنا صِرنا أصحاء، لكن يجب أن تتذكّر دائمًا أنّها مُجرّد أدوات، وليست بديلًا عن نمط الحياة الصحية أو النصائح الطبية.
كيف تختار أفضل جهاز تتبع بيانات لياقة بدنية مُخصّص لأهدافك؟
يجب أن يكون اختيار جهاز تتبع بيانات اللياقة البدنية منسجمًا مع أولوياتك، فهل تبحث فقط عن جهاز يراقب الخطوات الأساسية اليومية؟ أم تبحث عن ميزات أكثر تقدّمًا، مثل تغيّر معدل ضربات القلب أو مراقبة مرحلة النوم بالتفصيل؟
كي تتمكّن من اختيار الجهاز المناسب، إليك بعض النصائح:
- تحقّق من عُمر بطارية الجهاز، خاصةً إذا كُنت تسافِر كثيرًا أو لا ترغب في شحن جهازك يوميًا.
- تأكّد من أنّه متوافق مع الهاتف الذكي والتطبيقات الصحيّة المُفضّلة لديك.
- اختبِر مدى راحتك مع استخدام الجهاز، فقد تشعر أنّ بعض الأجهزة أكبر من اللازم أو غير مريحة في الاستخدام، والمفاضلة في هذه الأمور تختلف من شخصٍ لآخر بالطبع.
مستقبل تكنولوجيا تتبع اللياقة البدنية
ما نزال في كل يوم نرى أجهزة أكثر تطورًا، بل إنّ بعض الشركات بالفعل تدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي، لجعل أجهزة التتبّع أكثر دقة وتخصيصًا لاحتياجات كل شخص. تخيّل جهازًا لا يتتبع نشاطك البدني فحسب، بل يُوصِي بتغييرات أيضًا مُصمّم خصيصًا لبيولوجية جسمك.
وثمّة اتجاه آخر يتمثّل في دمج أجهزة التتبع مع المراقبة الطبية، مثل اكتشاف نسبة السكر في الدم أو ضغط الدم أو حتى العلامات المبكّرة للمرض، وهذا قد يجعل أجهزة التتبع مستقبلا أدوات أساسية في الرعاية الصحية الوقائية.
ومع ذلك تتزايد الأسئلة حول الخصوصية وحماية البيانات بالنسبة لمُستخدمِي هذه الأجهزة، خاصةً أنّها تجمع بيانات حسّاسة تتعلّق بصحة كل شخص.
