للحب لغات مختلفة: دور الرجل في التواصل غير اللفظي مع الزوجة
غالبًا ما يتردّد الرجال في التعبير بالكلمات أمام زوجاتهم، ومع ذلك، فإنّ مشاعرهم تبوح بما يضمرونه من خلال تعابير وجوههم وحركات أجسادهم، التي تنطق أحيانًا بما لا تقوله الشفاه.
إنّ الطريقة التي يتواصل بها الرجل مع زوجته، حتى من دون حروف، تترك أثرًا عميقًا على مشاعرها، وتقوّي الروابط العاطفية بينهما، أو قد تؤدي إلى توتّرٍ يفاقم الخلافات. فماذا يعني دور الرجل في لغة التواصل الصامتة مع زوجته؟ وما هي إشارات الحب غير اللفظية التي يرسلها من دون أن يدرك؟
أهمية دور الرجل في التواصل غير اللفظي
قد لا يكون التواصل اللفظي كافيًا لتعميق الحب بين الزوجين، فكل طريقة تواصُل بينهما من شأنها إمّا أن تعزّز العلاقة أو تُضعِفها، لذلك تأتي أهمية دور الرجل في التواصل غير اللفظي في النقاط الآتية:
1. زيادة الحميمية
التواصل غير اللفظي ضروري للحفاظ على حميمية العلاقة بين الزوجين، والقُرب العاطفي، فيمكِن لأمور بسيطة، مثل اللمسات اللطيفة، أو الحفاظ على التواصل البصري، أو غيرها، أنّ تعزّز شعور الزوجة بقُرب زوجها منها.
وعندما يتعمّق الارتباط بهذه العلامات غير اللفظية، فمن المُرجّح أن تكون الزوجة منفتحة على مشاركة أفكارها ومشاعرها مع الزوج بدون خجل أو خوف.
2. تجنّب سوء الفهم
التواصل غير اللفظي من العلامات غير المباشرة للحالة العاطفية، إذ إنّ التغيّرات ولو كانت طفيفة في لغة الجسد أو تعبيرات الوجه أو نبرة الصوت، تدلّ بشكل واضح على حقيقة المشاعر، ولذلك يقع على الرجل عبء إدارة هذه الجوانب من التواصل، لتجنّب سوء الفهم، وكي تكون الزوجة على درايةٍ أعمق بمشاعره.
3. التعامل مع الخلافات
التواصل غير اللفظي مؤثِّر مباشر في نتائج الخلافات، إذ يمكِن للغة الجسد الدفاعية، مثل وضع الذراعين المتقاطعتين، أن تؤدي إلى زيادة التوتر، في حين أنّ الوضعية الجسدية المنفتحة، يمكِن أن تعزّز الحوار الهادئ للوصول إلى حل.
ومن خلال الانتباه لإشاراتك غير اللفظية، التي قد لا تشعر بها، يمكِنك أن تجعل الخلاف أكثر قابلية للحل، بدلا من التفاقم.
4 إشارات غير لفظية يرسلها الرجل بدون أن يدري
كثيرًا ما يُعبر الرجل عن محبّته بصمتٍ يتجلّى في إشارات جسدية وأفعال دقيقة. قد تكون هذه اللغة الصامتة هي الأبلغ في التعبير عن مشاعره اليومية. فيما يلي أبرز تعابير لغة الجسد التي يوظفها الرجل في تواصله مع زوجته، وفق ما ورد في موقع "Marriage":
1. التواصل البصري
التواصل البصري من أعمق سبل التواصل مع الزوجة، إذ عندما يحافظ الرجل على التواصل البصري لفترة طويلة، فغالبًا ما يدلّ ذلك على الحب، فهي ليست نظرة عابرة، بل عيونٌ مملوءة بالحب والاهتمام والانجذاب.
وتتأكّد دلالة ذلك على الحب، إذا ظلّ الرجل يركّز في عيون زوجته، حتى في وجود كثيرٍ من الأشياء التي تُشتّته من حوله.
2. الابتسام
لا شكّ أنّ الابتسامة هي علامة السعادة، لكن عندما يبتسم الرجل لزوجته، فمعناها أعمق، بل حتى تفسير السعادة هُنا يكون مختلفًا، فهي سعادة ليس لها مثيل، إذ إن الابتسامة دليل على الحبّ الحقيقي وشعور الرجل بالراحة في وجود الزوجة.
والابتسامة المتكررة عندما يكون الرجل قريبًا من زوجته، تشِير إلى أنّه يستمتع حقًا بصحبتها، وأنّه يكِنّ لها الكثير من المشاعر الجميلة.
3. تقليد حركات الزوجة
يميل الزوج، حين يفيض قلبه بحبّ زوجته، إلى محاكاة حركاتها وابتساماتها، وحتى نبرات حديثها، كما لو كانت لغته الخاصة للتواصل معها. بل إنّ قضاء الوقت الطويل إلى جانبها، مع إدراكه لجاذبيتها في عينيه، يدفعه، غالبًا من دون وعي، لتقليد سلوكياتها الدقيقة، فتتحوّل هذه المحاكاة إلى واحدة من أرقى لغات الحب المتبادلة بين الزوجين.
4. اللمسات التلقائية والمتكررة
عندما ينجذب الرجل نحو زوجته، فإنّه يرغب في لمسها بطريقة تلقائية، سواء كان ذلك متمثلاً في صورة إزالة بعض الغبار عن الملابس، أو تربيت لطيف على الذراع، أو حتى لمسة عفوية في أثناء التحدّث.
اقرأ أيضًا:العلاقة الزوجية في عصر التكنولوجيا: تواصل أذكى أم فجوة أعمق؟
أخطاء الرجل في التواصل غير اللفظي مع الزوجة
إذا كان فيما سبق طرق التواصل غير اللفظي التي يستخدمها الرجل في التعبير عن حبّه، ففيما يلي بعض الأخطاء التي قد يقع فيها الرجل في هذا النوع من التواصل:
1. وضعيّة الخصر
إذا رأيت أي شخص يتحدث متخذًا وضعية اليدين حول الخصر، فبالتأكيد ستعتقد أنّ هناك جدال أو خلاف ما يحدث، وذلك لأنّ الوقوف بتلك الوضعية يدلّ على السيطرة أو الاستعداد لشيءٍ ما.
كذلك الحال عندما يتخذ الرجل تلك الوضعية أمام الزوجة، فإنّها قد تُفسَّر بالنسبة لها على أنّها علامة على السلوك العدواني، ومِن ثمّ ينبغي للرجل الانتباه جيدًا إلى لغة جسده، خاصةً في أثناء الخلاف.
2. عقد الأذرع
عندما يشتدّ شعورنا بالحاجة إلى الحماية، يميل الإنسان إلى إنشاء ما يشبه "حاجزًا جسديًا" بينه وبين من حوله. ومن أبرز هذه الإشارات، تقاطع الذراعين أثناء الحديث، الذي يعكس، في هذا السياق، محاولة خلق جدارٍ صامت بين الرجل وكلمات زوجته. فهذه الوضعية قد تدل على رغبته في التخفيف من شعورٍ بالضعف أو الهشاشة في تلك اللحظة، أو على انزعاجه أو غضبه، وهي من الوقوعات الشائعة التي قد تُعيق تواصل الرجل غير اللفظي مع زوجته.
3. وضع اليد على الجبهة
عندما يضع الشخص يديه على جبهته، فإنّه قد اصطدم حتمًا بجدارٍ معنوي من نوع ما، ربّما سئم من محاولة إيصال وجهة نظره، وبدأ يشعر بالإحباط، وبالتأكيد لا يُنصَح بتكرار هذا الفعل كثيرًا أمام الزوجة.
4. الميل الجسدي بعيدًا من الزوجة
من الطبيعي أن الرجل يميل إلى زوجته عندما تتحدّث إليه، فهذا شكل من أشكال التعبير عن الاهتمام والانجذاب، ولغة الجسد بين الأزواج من أوضح ما يدلّ على المشاعر. لذلك بنفس المنطق، فإنّ الميل الجسدي ببعيد من الزوجة، يُظهِر مسافة عاطفية بينهما.
هذا الأمر قد يكون موقتًا لخلاف بسيط، أو في بعض الأحيان متكررًا بصفةٍ واضحة، ومع ذلك فإنّ الابتعاد أو الميل بعيدًا يمكن أن يشير إلى الكراهية أو الانزعاج من الزوجة، لذا ينبغي للرجل ألّا يكون متجهًا بجسده بعيدًا من زوجته خلال أي حوارٍ بينهما.
5. النظر بعيدًا منها
قد تُفسِّر الزوجة عدم التواصل البصري أو تجنّبه على أنّه عدم اهتمام بها، وربّما لست مُعتادًا على النظر في عينيها أو اعتدت النظر بعيدًا في أثناء الحوار، لذلك حاول أن تدرّب نفسك على النظر إلى عينَي زوجتك على الأقل 60% من الوقت خلال الحديث، وبالطبع يمكنك الزيادة قدر ما تستطيع.
نصائح لتعزيز التواصل غير اللفظي والقُرب العاطفي
ختامًا، إليك بعض النصائح لتعزيز التواصل غير اللفظي، لتجديد الحبّ مع زوجتك:
- كُن واعيًا بذاتك، وافهم إشاراتك غير اللفظية، وكيف تدرِكها زوجتك، مثل لغة جسدك وتعبيرات وجهك ونبرة صوتك، ففهْمها وفهم دلالتها، يساعدك على معرفة كيف تتواصل بطريقةٍ صحيحة حتى لو كُنت قليل الكلام.
- لمس الزوجة من وقتٍ لآخر، سواء كان في صورة لمسة لطيفة على الذراع، أو العناق، أو الإمساك بالأيدي، فكلّ هذه اللمسات تنقل حبك إلى زوجتك.
- تدرّب على استخدام تعبيرات الوجه التي تعكس مشاعرك بدقة، وحاول أن تتجنّب تقطيب الجبين قدر الإمكان، مع مزيدٍ من الابتسامات بين الحين والآخر.
- الاستمرار في التدرب على التواصل غير اللفظي، وأنّ ما تشعر به في قلبك، يصل إلى زوجتك بوضوح، ليس فقط بالكلمات وإنّما أيضًا بطرق التواصل غير اللفظي المختلفة، مثل التواصل البصري، لغة الجسد، اللمس. ولا تفترض أنّ شعورك بالرضا عن طريقة تواصلك، هو نفس ما تشعر به زوجتك.
