فن الإصغاء والحوار: مفاتيح التواصل التي تصنع زواجًا متوازنًا وسعيدًا
قد تعبِّر عن حبّك لزوجتك من وقتٍ لآخر، لكن هل تتواصل معها بطريقةٍ صحيحة، خاصةً خلال خوضكما جدالاً أو نقاشًا ما؟
التواصل الصحيح هو الأساس الذي تستند إليه العلاقة الزوجية، إذ يبني الثقة، ويمنع سوء التفاهم، وهو في صميمه تعبير عن الاحترام المتبادل بين الزوجين.
وربّما يكون التواصل الجيد من خلال الاستماع إلى الزوجة، هو نصف الطريق نحو حلّ أي خلافٍ يقع بين الزوجين، فما أسرار التواصل الفعال بين الرجل وزوجته لزواجٍ ناجح؟ وما أخطاء التواصل التي قد تضرّ العلاقة الزوجية؟
أهمية التواصل الفعال بين الزوجين
التواصل الفعال هو الأساس لأي علاقة ناجحة، فهو يمنع سوء التفاهم الذي قد يؤدي إلى الخلاف، وهو الوسيلة المُثلى للتعبير عن الحب، وهو اللغة المُعبِّرة عن الثقة العميقة بين الزوجين، وفيما يلي بعض النقاط التي توضِّح أهمية التواصل الفعال بين الزوجين، حسب موقع "Marriage":
1. تجنّب سوء التفاهم والخلافات
التواصل الصحيح هو الواقي الأساسي من سوء التفاهم الذي قد يقع بين الزوجين، إذ عندما يتشارك الزوجان وجهات نظرهما ورغباتهما وآرائهما مع بعضهما بوضوح، يصبِح كل منهما قادرًا على فهم الآخر بشكلٍ أفضل.
وهذا بدوره يمنع الوقوع في سوء التفاهم، إذ تمنح زوجتك الفرصة الكاملة لفهم رأيها بوضوح، ثُمّ السعي معًا لوضع حل أو الوصول إلى نقطة تلاقٍ بينكما.
2. بناء الثقة بين الزوجين
ضعف التواصل قد يكون علامة على هشاشة الثقة بين الزوجين، فيما يُعدّ التواصل الواضح ضروري لتعزيز الثقة بين الزوجين، فكُلّما كُنت منفتحًا في التواصل مع زوجتك، كان الوثوق بك أكثر سهولة.
وكُلّما كان التواصل الواضح مستمرًا بين الزوجين، فإنّ الثقة ستزداد حتمًا بمرور الوقت، بما ينعكس إيجابًا على استقرار العلاقة الزوجية، سواء كان التواصل الجيد متمثلا في التواصل اللفظي أو غير اللفظي أو حتى من خلال الإيماءات.
3. تعزيز الرضا بين الزوجين
أثبتت بعض الدراسات أهمية التواصل الفعال بين الزوجين في تعزيز الرضا عن الحياة الزوجية، منها دراسة منشورة عام 2016 في "مجلة الزواج والأسرة Journal of Marriage and Family".
فالتواصل يعزّز شعور الارتباط بالشريك، وكذلك يحافظ على الشعور بالرضا عن العلاقة الزوجية، إذ يكون كل من الزوجين هو الشخص المثالي للوثوق به للتحدّث إليه بصراحة، سواء فيما يتعلّق بالتعبير عن المشاعر أو بثّ الهموم أو طلب العون أو غير ذلك.
اقرأ أيضًا: العلاقة الزوجية في عصر التكنولوجيا: تواصل أذكى أم فجوة أعمق؟
4. التعبير عن الاحترام المتبادَل
لا يُوجَد ما هو أفضل في التعبير عن الاحترام بين الزوجين من التواصل الواضح، فالشخص الذي يكون مستعدًا لأن يكون صريحًا ومنفتحًا بشأن مشاعره وأفكاره، هو شخص يمكِن احترامه.
فعندما تكون منفتحًا مع زوجتك، تبثّ مشاعرك إليها، وتعبّر عن أفكارك بوضوح، فإنّها تتفاعل حتمًا وتفهمك بشكلٍ أفضل، بل قد تكون أكثر احترامًا وتقديرًا لك، خاصةً إذا شاركت معها التجارب والمحن التي تغلبت عليها خلال مسيرة حياتك.
أخطاء يجب تجنبها أثناء النقاش الزوجي
كثيرًا ما يقع أحد الزوجين في أخطاء خلال النقاش، قد تجرح الطرف الآخر، أو تجعله غير متفهّم لوجهة النظر التي يحاول التعبير عنها بالكامل، أو ربّما تفاقِم المشكلة بدلا من أن تحلّها، وفيما يلي بعض الأخطاء التي يجب تجنّبها في أثناء النقاش الزوجي:
1. المعاملة الصامتة
قد يظنّ بعض الأزواج أنّ المعاملة الصامتة تضع حدودًا أو تعبّر عن الانزعاج، لكن حتى وضع الحدود أو التعبير عما يزعجك يكون أفضل عند التواصل بشكلٍ صريح مع الشريك، وإلّا فإنّ الطرف الآخر قد لا يدرك أنّه تجاوز الحد، خاصةً مع استمرار الصمت.
2. الانسحاب
المماطلة أو الانسحاب في أثناء الجدال يترك الخلاف الواقع بين الزوجين بلا حل، وهو ليس من الطرق الفعالة في التواصل بين الزوجين.
3. الصراخ
إنّ رفع الصوت أثناء الجدال أو اللجوء إلى الصراخ وسيلة غير فعالة في التواصل، بل على المدى الطويل، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الخلافات، وانهيار احترام الشريك لذاته، وهو أمر لن ينفع العلاقة الزوجيّة.
اقرأ أيضًا: الصمت العقابي بين الزوجين: كيفية كسر دائرة الصمت وبناء جسور التواصل
4. السخرية والإهانة
كذلك فإنّ السخرية أو الفكاهة غير اللائقة في أثناء الحوار، ليست مُجدية، بل تفاقم الخلاف، والأفضل عند الرغبة في إطلاق نكتة مثلا أن تكون عن نفسك بدلا من أن تقول شيئًا سلبيًا عن زوجتك.
أسرار التواصل الفعال بين الرجل وزوجته لزواج ناجح
التواصل ليس بالكلمات والحوار اللفظي فحسب، وإنّما أحيانًا تتحدّث العيون بحُبٍ تعجز عنه الكلمات، أو ربّما كانت بعض الأفعال أبلغ في الدلالة على الحب من كثيرٍ من الكلام، وعلى كل حال، هذه بعض النصائح للتواصل الفعال بين الزوجين لعلاقةٍ زوجية يملؤها الحب:
1. الاستماع جيدًا إلى زوجتك
قد تعتقد أنّك تستمع إلى زوجتك جيدًا، لكن ربّما تستغرق في التفكير فيما ستقوله بعد أن تتوقف زوجتك عن الحديث، خاصةً إذا كان في الكلام ما يثير انفعالك.
لكن حاول الاستماع جيدًا إلى ما تقوله، لا تقاطعها، ولا تكُن دفاعيًا، فقط استمع إليها، فهذا سوف يساعدك على فهمها بشكلٍ أفضل، كما أنّها ستكون أكثر استعدادًا للاستماع إليك كما فعلت أنت، مما يبني أساسًا لتواصلٍ فعال ومثمِر بين الزوجين.
2. محاولة رؤية الأمور من منظورها
قد تحاول زوجتك إقناعك بأمرٍ ما، وربّما لا ترى الأمر إلّا من منظورك فحسب، أو لا تدرِك مدى أهمية ما تناقشك فيه بالنسبة لها، لذا بدلا من الاستمرار في التحدّث عن وجهة نظرك، حاول أن تفهم وجهة نظرها جيدًا.
فإذا فهمت وجهة نظرها، ستتمكّن من شرح وجهة نظرك بشكلٍ أفضل، وإذا لم تكُن مستوعبًا لفكرتها بالكامل، فاطرح عليها بعض الأسئلة، حتى تشكّل صورة واضحة لمنظورها للأمر، فمن المُرجّح أن تكون زوجتك على استعداد للاستماع إليك إذا شعرت أنّها مفهومة وصوتها مسموع.
3. الاستجابة المتزنة للنقد
لا شكّ أنّ الخلاف قد يحدث في الحياة الزوجية من وقتٍ لآخر، وربّما تنتقد زوجتك بعض السلوكيات أو الأفعال التي تراها من قِبل الزوج، ومن السهل أن يستجيب الزوج باتخاذ موقفٍ دفاعي، إذ يشعر بأنّه مخطئ.
صحيح أنّ سماع النقد أمر صعب، وغالبًا ما يكون النقد مبالغًا فيه، لكن من الضروري أيضًا الاستماع إلى النقد، ليس حبًا فيه، بل لأنّه صادر من الزوجة، لفهم مكمن المشكلة، والاستجابة بتعاطُف لمشاعرها، كذلك البحث عمّا هو صحيح فيما تقوله الزوجة، فكُلّما فهمت وجهة نظرها حتى في الانتقاد بشكلٍ أفضل، كانت العلاقة أكثر استقرارًا.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف تفضيلات الرجال والنساء في التعبير عن الحب
4. عبِّر بـ"أنا" بدلاً من "أنتِ"
من السهل قول: "أنتِ أخطأتِ في هذا الأمر"، وربّما يغيب عن بالك أن تقول مثلا: "أشعر بالإحباط لأنّ هذا الأمر قد حدث".
الفرق بين التعبيرَين واضح، إذ عندما تعبِّر عن نفسك ومشاعرك بدلا من المسارعة إلى الاتهام المباشر وإلقاء اللوم، فإنّك تُثِير قدرًا أقل من الدفاع، وهذا يساعد زوجتك في فهم وجهة نظرك بدلا من أن تشعر بأنّها تتعرّض لهجوم نفسي وأنّها بحاجة إلى الدفاع عن خطئها.
5. اجعل الهدف هو التفاهم وحلّ الخلافات
تذكّر أنّ التواصل مع زوجتك، ينصب على التوصّل إلى تفاهُم في نهاية المطاف، وسواء كُنتما تتحدّثان عن مشاعر جُرِحت أو تتناقشان حول أفكار متضاربة بشأن الخطط المستقبلية، فيجب على كلٍ منكما إنهاء الحديث وأنتما تشعران بأنّ هناك نوعًا من التفاهم، توصّلتما إليه.
وقد يكون من المفيد الاعتراف بوجهة نظر الآخر وإظهار التفهّم التام لها، فالغرض ليس انهيار التواصل، وإثبات رأي مُعيّن، وإنّما الهدف النهائي هو حلّ الخلاف وتعزيز التواصل.
