حين لا يدري الرجل أنّه يجرح: تصرفات تهدد استقرار العلاقة الزوجية
كثيرًا ما يرتكب الرجلُ أخطاءً في علاقته مع زوجته من دون أن يدرك ذلك، وربما يظنّ أن تصرّفاته عادية، بينما تكون سببًا في إضعاف الرابط بينهما تدريجيًا. فحتى إن لم تُظهِر الزوجة ردّ فعلٍ مباشر، فإن تراكم هذه التصرفات قد يُحدِث شرخًا يصعب ترميمه مع الوقت.
على سبيل المثال، قد يقاطع الرجل زوجته أثناءَ الحديث، أو يقلّل من شأن ما تقوم به، أو يتجاهل حاجتها إلى القرب والاهتمام. هذه التفاصيل الصغيرة، وإن بدت بسيطة، تحمل أثرًا كبيرًا على استقرار العلاقة.
فما أبرز الأخطاء التي يقع فيها الرجل وتؤثر في توازن الحياة الزوجية؟ والأهم، كيف يمكن تجنّبها لبناء علاقةٍ يسودها الحب والتفاهم والوُدّ؟
أخطاء يقع فيها الرجل وتؤثر على استقرار العلاقة الزوجية
بين التجاهل والسلوك الأناني والتقليل مما تفعله الزوجة، ينهار الحب تدريجيًا. فيما يلي أبرز الأخطاء التي يقع فيها الرجل وتؤثر على علاقته بزوجته، حسب موقع "Marriage":
1. التجاهل ومقاطعة الحوار
ليس التجاهل فحسب، بل حتى مقاطعة حديثها فجأة بكلمات، مثل "اصمتي" أو "أغلقي فمكِ" عندما تحاول أن تقول لك شيئًا ما، فغالبًا ما لا تكون هذه الكلمات مناسبة لسياق الحوار، بل ربّما كانت أسوأ الأخطاء التي يرتكبها الرجل في علاقته مع زوجته.
وتتفاقم حدّة الأمر إذا حدث هذا السلوك أمام الناس، فهذا السلوك يُظهِر للزوجة بوضوح أنّها لا تعني لك شيئًا، وقد يؤدي الاستمرار على هذا المنوال إلى تدمير العلاقة، لذا بدلاً من ذلك، ينبغي الاستماع إلى الزوجة وعدم تجاهلها والتلطّف في الحديث معها.
2. التقليل مما تفعله زوجتك
ومن أبرز الأخطاء التي قد يرتكبها الرجل في علاقته بزوجته التقليل من شأنها أو من قدراتها، مهما كانت نياته. فبدلاً من أن يمنحها الدعم والتشجيع، قد يُضعف ثقتها بنفسها بكلمةٍ عابرةٍ أو سخريةٍ غير مقصودة. فمثلًا، إن كانت تحب الرسم وتسعى لتطوير موهبتها، قد يقول لها إنها ليست جيدة بما يكفي أو لا تملك الموهبة الحقيقية، ظنًّا منه أنّه يمازحها، بينما في الواقع يجرحها ويُطفئ شغفها شيئًا فشيئًا.
وإذا أخذت الزوجة الأمر على محمل الجد، فسوف يجعلها ذلك تشعر بأنّها عديمة الفائدة، وهو شعور غير صحي ومميت. ليس من الضروري أن تُثني على كل شيءٍ تفعله زوجتك، وإن كان الأفضل الثناء بالطبع، لكن على الأقل لا ينبغي انتقادها أو التقليل مما تفعله، بل يجب دعم الزوجة والثناء على موهبتها.
3. إظهار الرفض للزوجة
ربما تكون منشغلاً بتصفّح الأخبار على هاتفك، فتقترب منك زوجتك بابتسامةٍ دافئةٍ أو تحتضنك برقةٍ محاولةً لفت انتباهك. عندها، كيف تكون استجابتك؟
للأسف، كثير من الرجال يتعاملون مع هذه اللحظات بعفويةٍ خاطئةٍ أو لامبالاةٍ مؤذيةٍ، من دون إدراك أثرها الكبير على العلاقة. فمثلًا:
يتجاهلها تمامًا، ويظلّ محدّقًا في هاتفه وكأن وجودها لا يعنيه.
يردّ بجملةٍ باردة مثل: "أنا مشغول الآن"، فيُطفئ بذلك رغبتها في التقرّب منه.
أو يقول بتبرُّم: "دعيني أرتاح"، مما يترك في نفسها شعورًا بالرفض والبعد.
تبدو هذه الردود بسيطة، لكنها قادرة على إضعاف الرابط العاطفي بين الزوجين مع الوقت. فبدلاً من ذلك، يكفي تفاعل صغير، ابتسامة، نظرة امتنان، أو حتى كلمات لطيفة، ليشعر الطرف الآخر بأنّه محبوب ومُقدَّر، فتزدهر العلاقة بالدفء والمودة.
اقرأ أيضًا:أفضل 6 طرق لتقوية العلاقة الزوجية بعد إنجاب الطفل الأول
4. الأنانية
الأنانية عدوٌّ لدودٌ للعلاقة الزوجية؛ إذ لا ينبغي أن يكون هناك مكانٌ للأنانية بين زوجين يحبّان بعضهما، وإلّا قضت الأنانية على العلاقة بأسرع مما يتخيّل الزوجان، ومن صور الأنانية في العلاقة الزوجية:
- بعد قيام الزوجة بالتسوّق، تطلب منك أن تأتي وتساعدها، فيكون جوابك أنّك مشغول.
- تطلب منك كوبًا من الماء أو أن تذهب وتشتري لها شيئًا ما، فترفض القيام بذلك وتُخبِرها أنّك مُتعب، أو تقول مباشرةً: "افعلي ذلك بنفسك".
هذه أمثلة فقط على الأنانية، التي تُعدّ سكينًا حادًا يذبح الوُدّ بين الزوجين، لذا يجب على كل من الزوجين تقدير وتفهّم مشاعر ورغبات الشريك، كما يجب على الرجل أن يُشعِر زوجته بأنّها مميزة لأنّها كذلك بالفعل، مع إظهار أفضل ما لديه لزوجته، وتجنّب السلوك الأناني تمامًا.
خطوات عملية لتجنب تكرار نفس الأخطاء والحفاظ على استقرار العلاقة
ما دامت الأخطاء متكرِّرة، فبالتأكيد ستنهار العلاقة في وقتٍ ما، وإن لم يكُن ذلك واضحًا بعد، فربّما كانت قمّة الجليد هي الظاهرة فحسب حتى اللحظة، لذا فيما يلي بعض الخطوات العملية لتجنّب تكرار نفس الأخطاء والحفاظ على استقرار العلاقة الزوجية:
1. الاعتراف بالخطأ
الاعتراف بالخطأ الذي وقع هو الخطوة الأولى نحو إصلاح العلاقة الزوجية وتدارُك الخطأ، فهذا يعني أنّك على دراية بأفعالك وتأثيرها، وهذه الصراحة ضرورية لإعادة بناء الثقة وترميم العلاقة، واستعادة الحب والمودة بينكما.
2. الاعتذار بصدق
الاعتذار الصادق هو الخطوة المنطقية بعد الاعتراف بالخطأ، لكن يجب أن يكون الاعتذار حقيقيًا من دون أي أعذار، فقط عبّر عن مدى أسفك وأنّك تفهم كيف أثّرت أفعالك في زوجتك، فهذا يعني أنّك تُقدِّر مشاعرها، وأنّ الخطأ الذي وقع غير مقصودٍ منه إيذاؤها.
3. الاستماع الجيد
إذا كانت زوجتك تحاول لفت نظرك إلى خطأٍ ما، فلا تتجاهلها أو تقطع حديثها، بل استمع إليها جيدًا ودعها تعبّر عن مشاعرها كما تريد، فهذا يدلّ على أنّك تحترم مشاعرها وأنّك على استعداد لفهم وجهة نظرها، والعمل معها على إصلاح العلاقة وتفادي وقوع الأخطاء مرةً أخرى.
اقرأ أيضًا:لماذا يحدث الانفصال بعد الخمسين؟ كيف تتجنب "الطلاق الرمادي" وتحافظ على دفء العلاقة؟
4. التعاطُف مع زوجتك
ما إن عبّرت زوجتك عمّا يضايقها، فلا تسخر أو تستهِن بما تُخبِرك به، بل ضع نفسك في مكانها وحاول أن تفهم ما تشعر به، وأظهر تعاطفك معها، فهذا سيساعد على سدّ الفجوة العاطفية الناجمة عن الخطأ، كما أنّ ذلك يُطمئنها بأنّك حقًا تهتم بمشاعرها.
5. التواصل المفتوح
التواصل المفتوح والصادق هو المفتاح لحل النزاعات، وتجنّب الأخطاء مستقبلًا، لذا ينبغي أن يكون هناك حوار بين الزوجين للتحدث عن الخطأ ولماذا وقع، وكيف يمكنهما منع حدوثه في المستقبل، كما أنّ الحوار المفتوح يساعد الزوجين على فهم بعضهما بشكلٍ أفضل ويعزّز الرابطة بينهما، ويمنع سوء الفهم أيضًا.
6. إعادة بناء الثقة
لا شكّ أنّ الثقة قد تُكسَر ولو قليلاً مع تراكُم الأخطاء في العلاقة، والثقة هي أساس العلاقة بين الزوجين، ومع كسرها، ستحتاج إلى بعض الوقت لإعادة بنائها مجددًا، لذا كُنْ واضحًا وصادقًا مع زوجتك، واحرص على تنفيذ ما اتفقتما عليه لتجنّب الأخطاء مستقبلًا، فالاستمرار في محاولة تحقيق ذلك بمرور الوقت، سوف يثبت التزامك بالتغيير وسيعيد الثقة حتمًا إلى علاقتكما.
7. التعلّم من الأخطاء
ما دُمت تعلم أنّ سلوكًا معيّنًا أو كلمةً بعينها قد تُزعِج زوجتك، فلا تُبادر بهذا الفعل أو تلك الكلمة، بل يجب التعلّم من الخطأ وعدم تكراره، فكِّر في كيفية التحسّن ذاتيًا للتعامل مع الزوجة بشكلٍ أفضل وتجنّب ما يزعجها كي تسير العلاقة بأقل قدرٍ ممكن من الأخطاء.
اقرأ أيضًا:العلاقة الحميمة: كيف تعزز صحتك الجسدية والنفسية وتطيل عمرك؟
8. التعبير عن الامتنان
بغض النظر عن الأخطاء، لا بد أن يكون التقدير والتعبير عن الامتنان جزءًا أساسيًا من علاقتك بزوجتك، فهذا قد يرمّم الأخطاء فور وقوعها، ويشفي الجروح النفسية التي قد تعانِيها الزوجة.
ومن صور الامتنان الاعتراف بالصفات الإيجابية والمميزات التي تراها في زوجتك، والتعبير عن مدى امتنانك لما تتمتّع به، فهذا يوازن التأثير السلبي للخطأ، كما أنّ التعبير عن الامتنان بانتظام، يخلق بيئة إيجابية مليئة بالحب والوُدّ بينكما.
