هل الإعجاب بشخص آخر يهدد علاقتك؟ دراسة تكشف المفاجأة
توصّلت دراسة علمية حديثة إلى أن الإعجاب بشخص خارج العلاقة لا يعني بالضرورة تراجع جودة العلاقة الأساسية، إذ أظهرت النتائج أن تأثير هذه المشاعر يختلف باختلاف طبيعة العلاقة، لكنها قد تؤدي في بعض الحالات إلى انخفاض ملحوظ في الرضا العاطفي، خاصة عندما يكون مستوى الرضا بين الشريكين منخفضًا منذ البداية.
ويصف الباحثون هذه الحالة بمصطلح "الإعجاب خارج العلاقة"، وهو الشعور بانجذاب عاطفي تجاه شخص ليس الشريك الأساسي في علاقة حصرية.
وتشير الدراسة التي نُشرت في مجلة العلاقات الشخصية، إلى أن الإعجاب خارج العلاقة غالبًا ما ينشأ نتيجة لعوامل مثل الجِدة والإثارة، أو القرب المكاني، أو الاستجابات البيولوجية الطبيعية عند مقابلة أشخاص جدد جذابين.
غير أن هذه المشاعر تميل إلى التزايد عندما تقل درجة التفاهم أو الارتباط بين الشريكين، أو في فترات الإجهاد والروتين، أو حين يشعر أحد الطرفين بغياب التقدير أو ضعف التفاعل العاطفي داخل العلاقة.
ويختلف الأفراد في تفسير هذه المشاعر وفق شخصياتهم وقيمهم وأنماط ارتباطهم؛ فبعضهم يشعر بالذنب ويتجنب الشخص محل الإعجاب، بينما يحاول آخرون تبرير مشاعرهم أو التقليل من شأنها.
تأثير الإعجاب على العلاقة
قاد البحث الدكتورة لوسيا إف. أوسوليفان، بهدف دراسة تأثير الإعجاب خارج العلاقة على جودة العلاقة الأساسية على المدى الطويل، ومدى تغيّر شدة هذا الإعجاب مع الزمن.
وشملت الدراسة 567 مشاركًا، تتراوح أعمارهم بين 22 و35 عامًا من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات العمل الجماعي، مع وضع شرط بأن يكونوا في علاقة عاطفية قائمة منذ ثلاثة أشهر على الأقل تتسم بالحصرية، وأن يشعروا بالإعجاب تجاه شخص خارج العلاقة لم يسبق لهم الارتباط به.
واستخدم الباحثون مقياسًا خاصًا لقياس شدة الإعجاب وجودة العلاقة الأساسية، وأظهرت النتائج أن متوسط الإعجاب لم يتغير كثيرًا خلال عام الدراسة، لكن التباين بين الأفراد كان واضحًا؛ إذ تراجعت المشاعر لدى بعضهم بينما ازدادت لدى آخرين.
وتبيّن أن المشاركين الذين استمر إعجابهم بالشخص نفسه كانت مستويات انجذابهم الأولية منخفضة، واستمرت في التراجع بمرور الوقت، في حين أن من تنقلت مشاعرهم بين أكثر من شخص احتفظوا بمستويات مرتفعة من الإعجاب، وربطهم الباحثون باستعداد عام للإعجاب المتكرر.
وأشارت التحليلات إلى أن معظم المشاركين لم يُظهروا تدهورًا في رضاهم أو التزامهم بالعلاقة، بينما ارتبط الإعجاب في بعض الحالات بانخفاض الرضا العاطفي، خاصة حين كانت العلاقة ضعيفة منذ البداية.
كما سُجلت حالات لعلاقات بدأت بمستوى مرتفع من الرضا، لكنها شهدت لاحقًا تراجعًا واضحًا في الانسجام العاطفي، وخَلصت النتائج إلى أن الإعجاب خارج العلاقة قد يتطور دون الإضرار بالعلاقة الأساسية، ما لم تتوافر عوامل داخلية تُضعفها من الأصل.
