"التوازن" يحكم علاقة الأزواج بعد الزواج.. كيف يحدث ذلك؟
كشفت دراسة حديثة عن نتائج غير متوقعة توضح أن الترابط بين الجاذبية الجسدية والمكانة الاجتماعية لا يتوقف عند اختيار الشريك، بل يستمر ويتطور بعد الزواج بشكل متوازن بين الزوجين.
وأجرت الدراسة المنشورة في مجلة "Economics & Human Biology"، الباحثة جوانا سيردا (Joanna Syrda) من جامعة باث البريطانية، وشملت الدراسة عينة تضم 3,744 زوجاً وزوجة خلال الفترة من 1999 إلى 2019.
واعتمدت الدراسة مؤشر كتلة الجسم (BMI) كمقياس تقريبي للجاذبية الجسدية ومستوى اللياقة البدنية، مقارنة بمستويات الدخل بين الطرفين.
تغير العلاقة بعد الزواج
وبيّنت النتائج أن الرجال يبدون اهتمامًا أكبر بجاذبية الشريكة عند بداية العلاقة، بينما تركز النساء في الغالب على القدرة الاقتصادية للشريك.
ومع ذلك، تتحول هذه العلاقة بعد الزواج إلى تفاعل مستمر، إذ ينخفض مؤشر كتلة جسم أحد الزوجين عندما يزيد دخل الطرف الآخر.
وعندما يحصل الزوج على دخل أكبر، تميل الزوجة إلى فقدان الوزن وتحسين مظهرها، والعكس صحيح؛ إذ يسعى الزوج إلى تحسين لياقته البدنية عندما تزداد مساهمة الزوجة المالية في الأسرة.
ويشير هذا التفاعل إلى نوع من "التوازن المستمر" بين الطرفين للحفاظ على جاذبية العلاقة.
وأوضحت الدراسة أن هذا الانخفاض في الوزن يرتبط عادة بزيادة النشاط البدني لدى الطرف الذي يتقاضى دخلاً أقل، ما يدل على أنه سلوك مقصود للحفاظ على الجاذبية وليس نتيجة عرضية.
كما وجد الباحثون أن زيادة دخل أحد الزوجين ترتبط بارتفاع معدل ممارسة الرياضة لدى الآخر، في محاولة للحفاظ على التوازن في العلاقة الزوجية.
وتقول الباحثة سيردا إن الزواج لا يُعد اتفاقًا ثابتًا بل علاقة متجددة تتطور ديناميكيًا مع تغيّر الظروف.
وأضافت: "كانت النظريات القديمة تصف الزواج بأنه تبادل بين الجمال والمكانة، لكن نتائجنا تظهر أن هذا الترابط يستمر بعد الزواج بطريقة أكثر مساواة بين الطرفين".
وأظهرت الدراسة أن تأثير العلاقة بين الدخل والجاذبية الجسدية يختلف بين الجنسين؛ فبين النساء ذوات التعليم العالي، يرتبط ارتفاع الدخل غالبًا بزيادة بسيطة في الوزن، نتيجة ضيق الوقت المتاح للعناية بالمظهر بسبب ضغوط العمل.
أمّا الرجال المتعلمون، فكان تأثير ارتفاع دخل الزوجة عليهم أقل وضوحًا إذ يميلون إلى تعويض فارق الدخل بالتركيز على تطورهم المهني بدلاً من الاهتمام الزائد بشكلهم الخارجي.
وتشير النتائج إلى أن العلاقات الزوجية اليوم تعتمد على توازن متغير بين الجاذبية والمكانة الاقتصادية، حيث يحاول كل طرف الحفاظ على صورته وجاذبيته بما يضمن استمرار التكافؤ.
كما توضح الدراسة أن تغير الأدوار الاقتصادية، وخاصة صعود دور النساء في سوق العمل، أعاد تشكيل العلاقة التقليدية بين الجمال والمكانة الاجتماعية.
