هل الزواج مفيد حقًا؟ دراسة تكشف مفاجآت عن الشيخوخة والصحة النفسية
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة International Social Work أن الزواج لا يُعد العامل الحاسم وراء الشيخوخة الصحية كما كان يُعتقد، إذ تبين أن تأثيره يختلف بين الرجال والنساء.
فقد أوضحت النتائج أن الرجال المتزوجين كانوا أكثر عرضة بأربع مرات لتحقيق "شيخوخة ناجحة" مقارنة بغير المتزوجين، بما يشمل عمرًا أطول وحالة نفسية وجسدية أفضل.
في المقابل، لم تُظهر النساء المتزوجات نفس الفوائد، بل أشار البحث إلى أن غير المتزوجات منهن قد يكنّ أكثر توازنًا نفسيًا واستقلالًا مع تقدمهن في العمر.
كيف يؤثر الزواج على صحة الزوجين؟
اعتمد الباحثون في دراستهم على تحليل بيانات أكثر من 7000 مشارك تجاوزت أعمارهم 60 عامًا، وجرى تقسيمهم إلى ست فئات مختلفة من الحالات الزوجية: المتزوجون حديثًا، المتزوجون باستمرار، المنفصلون حديثًا، المطلقون أو المنفصلون باستمرار، الأرامل باستمرار، وغير المتزوجين مطلقًا.
أظهرت المقارنات أن الرجال يعتمدون غالبًا على شركائهم عاطفيًا ونفسيًا، في حين أن فقدان هذا الدعم نتيجة الطلاق أو الترمل يؤدي إلى تدهور واضح في صحتهم وسعادتهم.
أما النساء، فغالبًا ما يتحملن مسؤوليات منزلية ورعائية أكبر، مما قد يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر وتقليل الوقت المخصص للعناية بالنفس.
تأثير العلاقات الاجتماعية
أحد أبرز استنتاجات الدراسة أن جودة العلاقات الاجتماعية والرفقة الصادقة هي العامل الأكثر تأثيرًا في الشيخوخة الصحية، أكثر من الزواج نفسه.
فسواء كان الشخص متزوجًا أو أعزب، فإن الشعور بالدعم العاطفي والروابط الاجتماعية المتينة مع الأصدقاء أو العائلة يسهم في تحسين الحالة النفسية وتقليل الشعور بالوحدة، بل ورفع مستويات المناعة وفق التجارب الحديثة.
وقد توصل الباحثون إلى أن نحو 70% من المشاركين في الدراسة حققوا معايير "الشيخوخة الناجحة"، مما يشير إلى أن نمط الحياة والمشاركة الاجتماعية يلعبان دورًا مكافئًا للحالة الزوجية.
خلصت الدراسة إلى أن الزواج يظل عاملاً إيجابيًا لصحة الرجال، لكنه ليس ضروريًا بنفس القدر للنساء، اللواتي قد يجدن توازنًا نفسيًا ورفاهية أكبر عبر الاستقلال وبناء صداقات قوية.
ويرى الخبراء أن الرسالة الأساسية تتمثل في أهمية الارتباط الإنساني الإيجابي، سواء من خلال شريك حياة أو من خلال دائرة اجتماعية داعمة، فذلك هو الطريق الحقيقي نحو شيخوخة صحية وسعيدة.
