نتائج غير متوقعة في عالم التدريب.. ما علاقة سرعة التكرار بنمو العضلات؟
أظهرت دراسة علمية حديثة أن سرعة التكرارات أثناء أداء تمارين بناء العضلات، سواء نُفذت بوتيرة سريعة أو بطيئة، لا تُحدث أثرًا جوهريًا في عملية تضخم العضلات، مما يناقض الاعتقاد الشائع بين الرياضيين بأن البطء في الحركة وإطالة فترة الشد العضلي يؤديان إلى نتائج أفضل في نمو الكتلة العضلية.
ونُشرت الدراسة في مجلة أبحاث القوة والتدريب البدني، حيث أجرى فريق من العلماء تحليلًا شاملاً لنتائج 14 دراسة علمية موثوقة، بهدف استكشاف أثر سرعة أداء التكرارات خلال مرحلتي الانقباض والانبساط العضلي على عملية تضخم العضلات، مع تثبيت جميع العوامل الأخرى مثل شدة التمرين، وزن الأثقال، عدد الجولات التدريبية، وفترات الراحة بين المجموعات.
وركز الباحثون في دراستهم على مقارنة أداء التمارين وفق سرعات متفاوتة، إذ بلغ متوسط زمن التكرارات البطيئة نحو 3.5 ثوانٍ للحركة الواحدة تراوح بين 1.7 و4.5 ثانية، بينما سجلت التكرارات السريعة متوسطًا قدره ثانية واحدة لكل حركة تراوح بين 0.3 و2 ثانية، بهدف تحديد أثر اختلاف السرعة في عملية النمو العضلي بدقة علمية.
وكشفت النتائج أن الفروقات في معدل نمو العضلات بين المجموعتين كانت ضئيلة وغير ذات دلالة إحصائية، ما يعني أن التقدم في الكتلة العضلية لا يعتمد أساسًا على السرعة.
أفضل تمارين بناء العضلات
وتناول التحليل كذلك مقارنة تأثير أنماط متعددة من التمارين، شملت التدريبات الانقباضية فقط (Concentric) والتمارين الانبساطية فقط (Eccentric)، إلى جانب التمارين التي تجمع بين المرحلتين في آن واحد.
كما امتدت المقارنة لتشمل الفروق بين تمارين الجزء العلوي للجسم ونظيراتها الخاصة بالجزء السفلي، إضافة إلى دراسة أثر التدريب حتى الوصول إلى الفشل العضلي مقابل التدريب المتحكم فيه الذي يتوقف قبل بلوغ هذه المرحلة.
وبيّنت النتائج أن التمارين التي تجمع بين مرحلتي الانقباض والانبساط العضلي هي الأكثر فاعلية في تعزيز البناء العضلي مقارنة بالتمارين أحادية المرحلة.
كما أظهرت البيانات أن الفروق بين المجموعات في بقية المقارنات كانت طفيفة أو غير كافية لتأكيد وجود فروق مؤثرة في النمو العضلي.
وخلص الباحثون إلى أن بناء العضلات يعتمد بشكل أساسي على الاستمرارية في التدريب، وزيادة الحمل التدريجي، والاقتراب من حدود الإرهاق العضلي مع الحفاظ على التقنية الصحيحة، بينما تُعد سرعة التكرارات عاملاً ثانويًا.
وأوصت الدراسة المدربين والمتدربين بعدم الانشغال المفرط بسرعة الأداء، بل بإعطاء الأولوية لسلامة المفاصل، وتوازن الحركة، وكفاءة الجهد المبذول داخل الجلسة التدريبية.
وأكدت النتائج أن النجاح في تحقيق نمو عضلي ملحوظ لا يرتبط بعدد الثواني التي تستغرقها كل حركة، بل بجودة الممارسة والانضباط في التدريب على المدى الطويل.
