سر تمارين منتصف العمر في تقليل خطر الخرف
أوضحت دراسة علمية حديثة أن الحفاظ على مستوى مرتفع من اللياقة البدنية خلال مرحلة منتصف العمر وما يليها يسهم في خفض خطر الإصابة بالخرف بنسبة قد تصل إلى 45%.
ونُشرت الدراسة في مجلة JAMA Network العلمية، وتُعد واحدة من أكثر الأبحاث شمولاً وطولاً في هذا المجال، إذ تابعت أكثر من 4300 شخص على مدى يقارب أربعة عقود، بهدف تحليل تأثير ممارسة النشاط البدني في ثلاث مراحل عمرية رئيسية: مرحلة الشباب (من 26 إلى 44 عامًا)، منتصف العمر (من 45 إلى 64 عامًا)، ومرحلة كبار السن (65 عامًا فما فوق).
تأثير النشاط البدني على صحة الدماغ
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين حافظوا على ممارسات رياضية منتظمة خلال منتصف العمر كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 41% مقارنة بغير النشطين بدنيًا، فيما سجل كبار السن النشيطون انخفاضًا إضافيًا في الخطر بنسبة 45%.
وتوضح النتائج أن مرحلة منتصف العمر تُعد نقطة تحول حاسمة، إذ تزداد خلالها فعالية التمارين البدنية في دعم القدرات العقلية وتقوية وظائف الدماغ والحد من التدهور المعرفي المرتبط بتقدم العمر.
وأشار الباحث فيليب هوانغ من جامعة بوسطن إلى أن ممارسة النشاط البدني خلال مرحلتي منتصف العمر وما بعده لا تقتصر على تحسين اللياقة البدنية، بل تلعب دورًا مباشرًا في حماية الخلايا العصبية من التلف والتدهور المعرفي مع التقدم في السن.
وأضاف أن تحديد الفترات العمرية الأكثر استفادة من التمارين يساعد في تطوير استراتيجيات وقائية ضد الخرف يمكن تطبيقها على نطاق واسع.
كما أوضحت الدراسة أن ممارسة الرياضة في فترة الشباب لا تؤثر بشكل مباشر في تقليل خطر الخرف، لكنها تضع الأساس لحياة أكثر صحة على المدى البعيد من خلال تقوية القلب ونظام الدورة الدموية وتعزيز العادات الصحية.
وفي المقابل، شدد الباحثون على أن الانتظام في ممارسة التمارين بعد سن الخمسين، سواء كانت مشيًا أو رفعًا للأثقال أو نشاطات جماعية، يُعد عاملًا جوهريًا في دعم وظائف الدماغ والحفاظ على قوة الذاكرة.
ويرى المتخصصون أن الدرس الأبرز من الدراسة هو أن الوقت لا يفوت أبدًا لبدء الحركة، وأن الاستمرار في النشاط البدني هو الاستثمار الأهم للعقل في مواجهة الشيخوخة والتغيرات المعرفية المصاحبة لها.
