ما علاقة ضعف القلب في منتصف العمر بالخرف؟ دراسة تجيب
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثو كلية لندن UCL، أن الأشخاص الذين يعانون من علامات ضعف في عضلة القلب خلال منتصف العمر أكثر عرضة للإصابة بالخرف بعد عقود من الزمن.
وتوصل الفريق إلى أن المستويات المرتفعة من بروتين التروبونين القلبي (Cardiac Troponin I) في الدم، والذي يُفرز عند تعرض القلب لضعف حتى لو كان طفيفًا، ارتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 38% مقارنة بمن لديهم مستويات منخفضة.
علاقة القلب بالخرف
ويراقب الأطباء عادة مستويات التروبونين لتشخيص النوبات القلبية، لكن الدراسة الجديدة وجدت أن الارتفاعات البسيطة في هذا البروتين، حتى دون أعراض ظاهرة، قد تشير إلى ضعف في القلب يؤثر تدريجيًا على تدفق الدم إلى الدماغ.
وأوضحت النتائج المنشورة في مجلة European Heart Journal، أن ضعف عضلة القلب يمكن أن يؤدي إلى تراجع تدريجي في القدرات العقلية مثل الذاكرة والانتباه وحل المشكلات، مشيرة إلى أن المشاركين الذين سجلوا أعلى مستويات تروبونين أظهروا تدهورًا أسرع في الأداء المعرفي خلال 25 عامًا من المتابعة.
وقال البروفيسور إريك برونرمن معهد علم الأوبئة والرعاية الصحية في كلية لندن: "ضعف عضلة القلب في منتصف العمر يزيد خطر الخرف لاحقًا، إذ تتراكم أضرار الدماغ تدريجيًا على مدى عقود قبل أن تظهر الأعراض".
وشملت الدراسة أكثر من 6 آلاف شخص من موظفي الخدمة المدنية البريطانية ضمن مشروع Whitehall II الذي بدأ عام 1985، وجرى قياس مستويات بروتين التروبونين لديهم عندما كانت أعمارهم بين 45 و69 عامًا.
وبعد ذلك، تابع الباحثون المشاركين لمدة 25 عامًا، مع إجراء اختبارات منتظمة لقياس الذاكرة والتركيز والقدرات العقلية.
وخلال المتابعة، ظهرت 695 حالة خرف، وتبيّن أن المصابين كانت لديهم نسب أعلى من التروبونين قبل ظهور المرض بسنوات طويلة تصل إلى 25 عامًا.
كما أظهرت فحوصات الرنين المغناطيسي للدماغ أن هؤلاء الأشخاص يملكون انكماشًا في منطقة الذاكرة "الحُصين"، ونقصًا في المادة الرمادية في الدماغ.
وخلص الباحثون إلى أن قياس مستويات "التروبونين القلبي" في الدم يمكن أن يصبح مؤشرًا حيويًا مبكرًا يساعد على تقييم خطر الخرف في المستقبل، ما يفتح الباب أمام استراتيجيات وقائية تستهدف تحسين صحة القلب في منتصف العمر لتقليل خطر الإصابة بالخرف في الكبر.
