ممارسة الرياضة خلال إنقاص الوزن.. العلماء يكتشفون تأثيرًا غير متوقع على العضلات
أجرت مجموعة من الباحثين دراسة علمية حديثة على عدد من الرجال الشباب الأصحاء، بهدف استكشاف تأثير فقدان الوزن المصاحب لممارسة الرياضة على صحة العضلات، وذلك وفقًا لما نشره موقع MedicalXpress.
خضع المشاركون لتجربتين منفصلتين داخل بيئة مختبرية محكمة، امتدت كل منهما لخمسة أيام، في التجربة الأولى، تم تزويدهم بسعرات حرارية كافية للحفاظ على وزنهم الطبيعي، بينما شهدت التجربة الثانية تقليصًا حادًا في السعرات بنسبة بلغت 78%، ما أدى إلى حالة من العجز الطاقي الشديد.
وخلال كلتا الفترتين، مارس المشاركون تمارين ركوب الدراجة لمدة 90 دقيقة في ثلاث جلسات، ولرصد التغيرات الفسيولوجية، تم قياس مؤشرات الدم والهرمونات المرتبطة بالطاقة، إلى جانب أخذ عينات عضلية لتحليل البروتينات باستخدام تقنية "تحليل البروتين الديناميكي"، وذلك لفهم كيفية استجابة العضلات لهذا العجز الطاقي أثناء ممارسة الرياضة.
استجابة العضلات أثناء فقدان الوزن الشديد
خلال فترة العجز الطاقي، فقد المشاركون نحو 3 كجم من وزنهم، وانخفضت مستويات هرمونات "ليبتين" و"T3" و"IGF-1"، ما يدل على دخول الجسم في حالة الحفاظ على الطاقة.
لكن المفاجأة كانت في استجابة العضلات، حيث زادت كمية البروتينات الميتوكوندرية وسرعة إنتاجها، وهي المسؤولة عن تحويل الدهون والكربوهيدرات إلى طاقة، مما يعكس كفاءة عضلية أعلى.
كما انخفض إنتاج بروتين الكولاجين، الذي يتراكم مع التقدم في العمر ويساهم في تيبس العضلات، ما يشير إلى نمط عضلي أكثر شبابًا.
ورغم أن العضلات تتطلب طاقة كبيرة، فإن الجسم يبدو وكأنه يعزز من جودتها حتى في فترات نقص الغذاء، وهو ما قد يرتبط بتكيفات تطورية تعود لعصور الصيد والجمع، حيث كانت الحركة ضرورية للبقاء.
الدراسة تؤكد أن العضلات تستجيب بقوة وتقاوم مظاهر الشيخوخة حتى تحت الضغط.
أهمية ممارسة الرياضة أثناء فقدان الوزن
رغم أن الدراسة شملت عددًا محدودًا من المشاركين الذكور وفي فترة قصيرة، إلا أن نتائجها تفتح الباب أمام أبحاث مستقبلية تشمل النساء وكبار السن وأصحاب الحالات الصحية المزمنة.
والنتائج تشير إلى أن ممارسة الرياضة أثناء فقدان الوزن لا تحمي العضلات فحسب، بل قد تعزز خصائصها المرتبطة بالشيخوخة الصحية، وهذه النتائج تحمل أهمية خاصة لمن يستخدمون أدوية فقدان الوزن، وللرياضيين الذين يخضعون لعجز طاقي، وكذلك لكبار السن المعرضين لفقدان الكتلة العضلية.
الدراسة تؤكد أن العضلات البشرية تتمتع بمرونة مذهلة، وتستجيب بشكل إيجابي حتى في ظل ظروف جسدية قاسية.
