ضغط الدم بين يديك: كيف تكتشفه وتقي نفسك من مخاطره؟
لم يُسمّ ارتفاع ضغط الدم بـ"القاتل الصامت" مجازًا، إذ إنّ أكثر من 40% من المصابين به لا يعرفون حتى أنّهم مُصابون بارتفاع ضغط الدم، بحسب مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها "CDC".
لكن ليست هذه هي المشكلة الوحيدة، بل تكمن المشكلة في أنّ ضغط الدم المرتفع باستمرار، يُتلِف الأوعية الدموية بهدوء، بما قد يؤول في النهاية إلى مضاعفات خطيرة، مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية.
وما لم يُتدارك الأمر سريعًا بفحصٍ دوري لضغط الدم، ومعرفة العلامات المبكرة التي قد تدلّ على ارتفاع ضغط الدم، فقد تكون العواقب غير سارّة، لذا كيف يعرف الرجل أنّه معرض لارتفاع ضغط الدم؟ والأهم كيف يحمي نفسه من مخاطر ضغط الدم المرتفع؟
لماذا لا يسبّب ارتفاع ضغط الدم أعراضًا عادةً؟
يحدث ارتفاع ضغط الدم، عندما تكون قوة ضغط الدم على جدران الشرايين مرتفعة للغاية باستمرار، وهذا بحد ذاته لا يبسّب أعراضًا، بل يتراكم هذا الضغط الزائد ببطء على مرّ السنين، مما يتسبّب تدريجيًا في تمزّقات صغيرة في بطانات الشرايين.
وقد تلتصق الدهون والكوليسترول بهذه المناطق التالفة وتتراكم، فتتكوّن اللويحات وتضيق الأوعية الدموية، مما يقيد تدفّق الدم في الجسم ويزيد الضغط على القلب، الذي يضطر للعمل بجهد أكبر لضخ الدم.
كيف يعرف الرجل أنه معرّض لارتفاع ضغط الدم؟
غالبًا لا يعاني المصابون بارتفاع ضغط الدم أي أعراض، لكن مع ارتفاع ضغط الدم الشديد أو المفاجئ، فقد يلاحظ الرجل واحدة أو أكثر من العلامات الآتية، حسب "National Council on Aging":
1. صداع الصباح الباكر
يمكن أن يكون الصداع المستمر الخفيف أو غير الحاد، الذي تشعر به في الجزء الخلفي من الرأس عند الاستيقاظ، مرتبطًا بارتفاع ضغط الدم في أثناء الليل، وهذا الصداع أكثر شيوعًا عندما يرتفع ضغط الدم بسُرعة أو يصل إلى مستويات شديدة.
2. عدم وضوح الرؤية
تحتوي عيناك على أوعية دموية حساسة، وبمرور الوقت، يمكن لارتفاع ضغط الدم أن يؤدي إلى تلف شبكية العين، بما يسبّب عدم وضوح الرؤية أو ازدواجها أو حتى فقدان الرؤية.
اقرأ أيضًا:رجيم داش.. كيف يحافظ على صحة قلبك ويمنع ارتفاع ضغط الدم؟
3. الدوخة أو الدوار
كذلك قد يؤدّي ارتفاع ضغط الدم إلى تقليل تدفّق الدم إلى الدماغ، بما قد يسبّب الدوار أو الدوخة، وربّما لا يدري الرجل أن ذلك بسبب ارتفاع ضغط الدم.
4. إحساس بالخفقان أو النبض في الأذنين أو الصدر أو الرقبة
هذا الإحساس قد يكون ناتجًا عن زيادة الضغط الناتج عن تدفّق الدم عبر الشرايين، خاصةً إذا كانت لديك أعراض أخرى لارتفاع ضغط الدم.
5. نزيف الأنف
عادةً لا يستدعي نزيف الأنف بين الحين والآخر أي قلق، لكن حدوث ذلك بشكل متكرّر أو بدون سبب واضح، قد يكون دلالة على ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم.
صحيح أنّ نزيف الأنف ليس علامة مبكرة موثوقة لضغط الدم المرتفع، لكن تكراره قد يستدعي فحص ضغط الدم للتأكّد من عدم ارتفاعه.
6. الإرهاق أو الارتباك
مع ضعف تدفق الدم إلى الدماغ بسبب ضغط الدم المرتفع، قد ينعكس أثر ذلك في صورة بعض الأعراض، مثل التعب المستمر أو صعوبة التركيز أو حتى الارتباك.
اقرأ أيضًا:فوائد البنجر للرجل.. تحسين الأداء الرياضي وخفض ضغط الدم
7. الخفقان
كذلك قد يؤدّي ارتفاع ضغط الدم إلى تضخم أو إجهاد عضلة القلب، مما يُسهِم في عدم انتظام ضربات القلب، ومِنْ ثم فقد يشعر الرجل وكأن قلبه يرفرف أو يتسارع أو يتخطّى النبضات، من دون أن يدري أنّ ضغط الدم المرتفع قد يكون سبب ذلك.
8. طنين الأذن
وجد باحثون حسب دراسةٍ عام 2021 في دورية "Clinics"، أنَّ 45.8% من الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم، يعانُون أيضًا طنينًا في الأذن، مقارنةً بـ39.2% من الأشخاص الذين لا يعانُون ارتفاع ضغط الدم.
ربّما يكون لطنين الأذن أسبابًا متعددة، لكن الإصابة بها مؤخرًا أو تفاقُمها، قد يكون دليلاً على الحاجة إلى فحص قراءة ضغط الدم لديك.
عوامل الخطر الأكثر شيوعًا عند الرجال
قد يكون بعض الرجال أكثر عُرضةً من غيرهم لارتفاع ضغط الدم، فبعض العوامل قد تزيد خطر الإصابة بذلك الداء، مثل:
1. العُمر
تزداد فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع التقدُّم في العُمر، إذ تزداد سماكة الأوعية الدموية وتصلّبها بشكلٍ طبيعي مع مرور الوقت، وهذه التغيّرات بذاتها، تزيد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
لكن ذلك لا يعني أنّ الأطفال والمراهقين غير معرّضين له، بل قد يكونون مُعرّضين لارتفاع ضغط الدم أيضًا، خاصةً في حالة زيادة الوزن أو السمنة.
2. التاريخ العائلي
ترتبط العديد من الجينات بزيادات طفيفة في خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما أنّ ارتفاع ضغط الدم عادةً ما يكون منتشرًا في بعض العائلات، ومِنْ ثمّ قد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم حسب العوامل الوراثية.
اقرأ أيضًا: أفضل 5 فيتامينات تساعد على خفض ضغط الدم
3. أسلوب نمط المعيشة
قد تزيد بعض العوامل المرتبطة بأسلوب الحياة ذاته خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، مثل:
- تناول الأطعمة غير الصحية بشكل متكرر، خاصةً الأطعمة المليئة بالأملاح ومنخفضة بالبوتاسيوم.
- شُرب الكثير من الكافيين.
- عدم ممارسة النشاط البدني.
- عدم الحصول على نوم عالي الجودة.
- المرور بمواقف أو أحداث حياتية تزيد التوتر.
4. الأدوية
يمكن لتناول بعض الأدوية أن يجعل من الصعب على جسمك التحكّم في ضغط الدم، مثل:
- مضادات الاكتئاب.
- مزيلات الاحتقان (التي تستخدم لتخفيف انسداد الأنف في حالات نزلات البرد مثلا).
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل إيبوبروفين أو الأسبرين.
قراءات ضغط الدم ودلالاتها
تضمّ قراءات ضغط الدم ودلالاتها، حسب جمعية القلب الأمريكية "AHA":
كيف يحمي الرجل نفسه من ارتفاع ضغط الدم؟
الوقاية خيرٌ من العلاج، ولا يزال بالإمكان الوقاية من ارتفاع ضغط الدم والتمتّع بحياةٍ صحية وذلك من خلال:
1. ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام
حاول أن تمارس التمارين الرياضية ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين متوسطة الشدة أسبوعيًا (30 دقيقة يوميًا، 5 أيام في الأسبوع)، مثل المشي السريع أو ركوب الدراجات.
اقرأ أيضًا:هل يساعد المساج على مواجهة ارتفاع ضغط الدم؟
2. تقليل تناول الأملاح
قد يؤدي الإفراط في تناول الصوديوم في نظامك الغذائي إلى ارتفاع ضغط الدم، لذا ينبغي تقليل تناوله قدر الإمكان، وذلك من خلال تناول الأطعمة الكاملة (مثل الفواكه أو الخضراوات أو الحبوب الكاملة)، مع الحد من الأطعمة المصنعة لأنّها تحتوي على نسبة عالية من أملاح الصوديوم.
ويُفضّل تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، حال المعاناة من ارتفاع ضغط الدم، للمساعدة في تقليل ضغط الدم، وذلك مثل الموز، البطاطا، الفاصوليا، الزبادي.
3. الإقلاع عن التدخين
التدخين مُدمّر للأوعية الدموية والقلب، إذ يرفع النيكوتين ضغط الدم، لذا يجب الإقلاع عن التدخين في أقرب وقت ممكن للحفاظ على استقرار ضغط الدم ومنع ارتفاعه.
4. نصائح إضافية
- تقليل التوتر قدر الإمكان، وقد يساعد على ذلك، المشي في الخارج أو التنفس العميق.
- الحصول على قسطٍ كاف من النوم، بمعدّل 7 ساعات على الأقل كل ليلة.
- السيطرة على مستويات الكوليسترول والسكر في الدم.
- الحفاظ على الوزن، بالنشاط البدني والنظام الغذائي الصحي.
