دراسة تكشف أسرار "ذاكرة العضلات" واستراتيجيات الحفاظ على القوة أثناء الشيخوخة
قدمت دراسة حديثة صادرة عن جامعة إلينوي في أوربانا-شامبين وأُنشرت في مجلة American Journal of Physiology-Cell Physiology أخبارًا مشجعة لمن توقفوا عن ممارسة التمارين الرياضية لفترة.
وأظهرت الدراسة أن المشاركين في التجربة الذين مارسوا الركض على عجلة تمرين لمدة أربعة أسابيع، توقفوا لأربعة أسابيع، ثم عادوا للركض لأربعة أسابيع إضافية شهدوا نموًا أكبر في ألياف العضلات مقارنة بالفترة الأولى، رغم أن جهودهم الثانية كانت أقل شدة.
وأشار الباحث دييغو هيرنانديز-سافيدرا إلى أن هذا الاكتشاف يطرح السؤال حول ما إذا كان الجسم "يتذكر" التمارين السابقة بطريقة تساعد على تعزيز القوة والصحة على المدى الطويل.
اقرأ أيضًا: ودّع الألم العضلي.. مدرب يكشف طرقًا بسيطة وفعالة للتعافي وتحسين الحركة
تعزيز الذاكرة العضلية
تشير الدراسات السابقة إلى أن "ذاكرة العضلات" تعتمد على "خلايا الأقمار الصناعية" التي تندمج مع ألياف العضلات، ما يضيف نوى جديدة ويسمح بالاستجابة القوية للتمارين اللاحقة. لكن الدراسات حول استمرار هذه النوى بعد توقف التمرين كانت متباينة.
اعتمد الباحثون في الدراسة الجديدة على تحليل التعبير الجيني خلال مراحل التجربة، مع إدخال فترة "غسل" لمدة أسبوع لتجنب تأثير التمارين المباشر، ما سمح لهم بتقييم ما إذا كانت العضلات تحتفظ بالتأثيرات الأولية. ووجد الباحثون أن معظم التكيفات تختفي بعد التوقف، لكن الدورة الثانية من التدريب كانت لها تأثيرات كبيرة ومستدامة على نمو العضلات.
زيادة حجم العضلات حتى مع تقليل المسافة المقطوعة
بعد الجولة الثانية من التمارين، حقق المشاركون زيادة تصل إلى 30% في حجم عضلات الأرجل مقارنة بمن مارسوا دورة واحدة فقط، رغم أن المجموعة الثانية ركضت مسافة 6 كيلومترات يوميًا مقابل 10 كيلومترات في الدورة الأولى.
اقرأ أيضًا: 150 دقيقة أسبوعيًا قد تغيّر حياتك.. العلم يكشف أسرار الرياضة وطول العمر
وأظهرت تحليلات الجينات تعزيزًا كبيرًا للوظائف الميتوكوندرية بعد الجولة الثانية، ما يشير إلى أن العضلات تستفيد من "الذاكرة" المخزنة في الميتوكوندريا، وهو ما يزيد من قدرتها على النمو بسرعة أكبر عند العودة للتمرين.
تضمنت الدراسة أيضًا مقارنة بين من اتبعوا نظامًا غذائيًا عاديًا وآخرين تناولوا نظامًا عالي الدهون لإحداث السمنة، وأظهرت النتائج زيادة مماثلة في نمو العضلات، ما يعكس قدرة تمرين التحمل على تجاوز تأثير النظام الغذائي السيئ.
وأكد الباحثون أن التمارين الهوائية تساهم في بناء العضلات، على الرغم من أنها ليست بنفس فعالية تمارين المقاومة. وأوضح هيرنانديز-سافيدرا أن هذه النتائج قد تساعد في تطوير استراتيجيات للحفاظ على صحة العضلات أثناء الشيخوخة ومواجهة آثار النظام الغذائي السيئ، وفتح الطريق لتدخلات جديدة ضد الضعف العضلي والأمراض الأيضية.
