قسطرة دوالي الخصية هل هي العلاج الأمثل لتحسين الخصوبة دون جراحة؟
تبلغ نسبة نجاح قسطرة دوالي الخصية أكثر من 90%، وتُعدّ بديلًا مثاليًا للجراحة التقليدية؛ إذ لا تتطلّب شقًا جراحيًا، كما يُتاح للرجل العودة إلى منزله في نفس اليوم بعد العملية، ولكن هل يعني ذلك أنّ قسطرة دوالي الخصية تخلو من الآثار الجانبية؟ ومتى تتحسّن الخصوبة عند الرجال بعد هذا الإجراء؟
دوالي الخصية
دوالي الخصية، اضطراب يتسبّب في تضخم الأوردة في كيس الصفن، وعادةً ما تكون غير مؤلمة، لكن أحيانًا قد تُسبِّب ألمًا في الخصية، كما قد تُسبِّب العُقم أو مشكلات الخصوبة عند بعض الرجال، حسب "Cleveland Clinic".
دوالي الخصية والخصوبة عند الرجال
تُسهِم دوالي الخصية في نحو 40% من أسباب العُقم عند الرجال، حسب "Cleveland Clinic"، ومع ذلك فإن كثير من الرجال لا يشتكون من مشكلات فيما يتعلّق بالإنجاب.
ولا يفهم الخبراء بعد دور دوالي الخصية في حدوث العُقم، لكن من الممكن أن درجة الحرارة داخل كيس الصفن ترتفع، بسبب تراكم الدم في الأوردة، والحرارة المرتفعة قد تؤثِّر بدورها في عدد الحيوانات المنوية أو إنتاجها داخل الخصيتين.
ما هي قسطرة دوالي الخصية وكيف تُجرى للرجال؟
عملية مُوجَّهة من خلال التصوير بالأشعة السينية، تتضمّن استخدام قسطرة لوضع لفائف صغيرة أو مادة سائلة في وعاء دموي، لتحويل تدفّق الدم بعيدًا عن دوالي الخصية، بما يخفّف الألم والتورّم المُصاحبَين لدوالي الخصية، بالإضافة إلى تحسين جودة الحيوانات المنوية.
وتُجرَى عملية قسطرة دوالي الخصية للرجال على النحو التالي:
- يقوم اختصاصي الأشعة التداخلية بتوجيه سلك دقيق في الأوردة غير الطبيعية، ثُمّ يُمرِّر أنبوبًا صغيرًا (قسطرة) فوق السلك لسد الأوردة.
- يتم ذلك من خلال شق صغير (3 - 4 مم)؛ إمّا في الجزء السفلي من الرقبة أو في الفخذ.
- تُخدّر منطقة الرقبة أو الفخذ تخديرًا موضعيًا، حسب موضع دخول القسطرة.
- عند انتهاء العملية، يزيل الطبيب القسطرة، ولا تُوجَد غرز مرئية على الجلد، ولكن تُغطّى الشقوق الصغيرة في الجلد بضمادة.
ومن خلال سد الوريد المُصاب المسؤول عن تصريف الدم، يتوقف تدفق الدم غير الطبيعي إلى الخصية، ويتحوّل مساره إلى الأوردة السليمة ليخرج من الخصية عبر المسارات الطبيعية، ما يؤدِّي إلى تقليل التورّم والضغط داخل الخصية.
اقرأ أيضًا:هل تؤدي دوالي الخصية إلى انعدام الحيوانات المنوية؟
مميزات قسطرة دوالي الخصية عن الجراحة التقليدية
تتميّز قسطرة دوالي الخصية ببعض المميزات، التي تجعلها خيارًا مُفضّلًا لعلاج دوالي الخصية، والتي منها على سبيل المثال:
- عدم الحاجة إلى شقٍ جراحي، باستثناء شقٍ صغير في الجلد، لا يحتاج إلى غرز.
- وقت التعافي بعد العملية أقصر، مقارنةً بالجراحة التقليدية.
- تبلغ نسبة نجاح قسطرة دوالي الخصية نحو 90%، وهي نفس نسبة النجاح مع الإجراءات الجراحية التدخلية.
- قلة فرص الإصابة بالعدوى.
- عدم الحاجة إلى تخديرٍ كُلّي.
نسب نجاح القسطرة مقارنة بالجراحة التقليدية عند الرجال
تتقارب نسب نجاح كلٍ من القسطرة والجراحة التقليدية لدوالي الخصية؛ إذ تبلغ نحو 90%، كما أشارت دراسة نشرت عام 2025 في دورية "CVIR Endovascular"، إلى أنّ نسبة نجاح قسطرة دوالي الخصية تتراوح بين 93.75 - 96%، وأنّ 51% من المرضى الذين عُولِجوا من ضعف الخصوبة، نجحوا في الإنجاب بعد قسطرة دوالي الخصية.
كذلك اقتربت نسبة حدوث الحمل إلى نحو 70%، بعد عملية استئصال دوالي الخصية التقليدية، حسب "Cleveland Clinic"، لكن الألم بعد الجراحة التقليدية أكبر، مقارنةً بقسطرة دوالي الخصية.
مدة التعافي بعد القسطرة ومتى تعود الخصوبة للرجل؟
يُنصَح المريض بالراحة في السرير لمدة ساعتين بعد العملية وقبل العودة إلى المنزل، ويمكِن لمعظم الرجال استئناف أنشطتهم الطبيعية غير الشاقة في اليوم التالي، أمّا التعافي الكامل، فقد يستغرق بضعة أيام.
أمّا عودة الخصوبة، فيُتوقّع أن تبدأ الحيوانات المنوية في التحسّن بعد 3 أشهر من إصلاح دوالي الخصية، حسب "الجمعية الأمريكية للمسالك البولية".
هل قسطرة دوالي الخصية مؤلمة؟
يستخدم الطبيب مخدرًا موضعيًا قبل إجراء العملية، ومِنْ ثمّ لا يشعر المريض بأي ألمٍ بعدها، كما أنّ الأوردة داخل الجسم لا تشعر بحركة الأسلاك الدقيقة.
لكن قد تشعر ببعض الدفء بعد حقن الصبغة، وقد تشعر وكأنّك تتبوّل، أمّا بعد العملية، فقد تكون لديك كدمة صغيرة في الجلد، لكن العملية نفسها غير مؤلِمة.
اقرأ أيضًا:دواء كلوميفين في الميزان: هل يعالج نقص التستوستيرون عند الرجال بطريقة آمنة؟
المخاطر والآثار الجانبية المحتملة للقسطرة
رغم أنّ قسطرة دوالي الخصية تحمل مخاطر أقل، مقارنةً بالجراحة التقليدية، فإنّها لا تخلو من بعض الآثار الجانبية، مثل:
- كدمة جلدية.
- ألم حول موضع إدخال القسطرة، والذي قد يزداد أحيانًا خلال الأيام التي تلي الإجراء.
- ألم الظهر لمدة 48 - 72 ساعة بعد العملية.
- عدوى في موضع إدخال القسطرة، بما قد يتطلّب تناول مضادات حيوية أو تصريف جراحي.
- عودة دوالي الخصية، بما قد يتطلّب قسطرة دوالي الخصية مجددًا أو تدخلًا جراحيًا مختلفًا.
- هجرة اللفائف الصغيرة (نادر)؛ إذ قد ينتقل لإغلاق الوريد إلى الرئتين، ما قد يسبّب سعالًا خفيفًا أو ألمًا في الصدر، وغالبًا لن يُسبِّب مشكلات كبيرة.
الفرق بين القسطرة والجراحة الميكروسكوبية لدوالي الخصية
تختلف قسطرة دوالي الخصية للرجال عن الجراحة الميكروسكوبية، التي تعتمد على استخدام مجهر جراحي عالي الطاقة، للتعرف الدقيق على الأنسجة المهمة خلال العملية، ما يقلّل خطر حدوث المضاعفات، وفيما يلي جدول يوضِّح الفرق بين القسطرة والجراحة الميكروسكوبية لدوالي الخصية:
هل تعود دوالي الخصية بعد القسطرة؟
رغم أنّ قسطرة دوالي الخصية لا تتطلّب تدخلًا جراحيًا بالمعنى المعروف، فإنّ 5 - 10% من المرضى الذين يخضعون لعملية قسطرة دوالي الخصية، تعود دوالي الخصية إليهم مُجددًا.
تعليمات التعافي بعد قسطرة دوالي الخصية
ثمّة بعض النصائح التي تحتاج إلى اتّباعها وفق توجيهات الطبيب لضمان التعافي الأمثل بعد العملية، ومن أهم تلك النصائح والتعليمات:
- الراحة: في الأيام القليلة الأولى بعد العملية، بالإضافة إلى الامتناع عن الأنشطة البدنية الشديدة.
- تسكين الألم: وذلك من خلال تناول مسكّنات الألم الموصوفة من قِبل الطبيب، خاصةً مع الشعور بألم أو انزعاج.
- أكياس الثلج: قد تساعد على تخفيف الألم والتورّم، عند استخدامها في موضع الشعور بالألم بعد العملية.
- ارتداء ملابس داعمة: يُنصَح بارتداء ملابس داخلية داعمة، لتخفيف الألم ودعم المنطقة المُعالَجة.
- تجنّب العلاقة الحميمة: يُنصَح أيضًا بتجنّب العلاقة الحميمة أو النشاط الجنسي لمدة أسبوع بعد قسطرة دوالي الخصية.
- تجنّب الأنشطة البدنية الشاقة: وكذلك حمل الأوزان الثقيلة، وذلك لمدة أسبوعٍ على الأقل بعد العملية.
- تعليمات النظافة: الحفاظ على المنطقة جافة ونظيفة، مع تجنّب الحمامات الدافئة أو نزول حمامات السباحة، لمدة أسبوعٍ على الأقل.
اقرأ أيضًا:كيف تستعيد ثقتك بنفسك وتعالج انخفاض الرغبة الجنسية طبيعيًا بخطوات فعالة؟
نصائح للحفاظ على جودة الحيوانات المنوية بعد إصلاح دوالي الخصية
يساعد إصلاح دوالي الخصية على استعادة الخصوبة عند الرجال، الذين تأثّرت خصوبتهم بفعل هذه الدوالي، وفيما يلي بعض النصائح للحفاظ على جودة الحيوانات المنوية بعد إصلاح دوالي الخصية:
- تناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية، مثل الأسماك الدهنية والمكسرات؛ إذ يرتبط نقص أوميجا 3 بانخفاض جودة الحيوانات المنوية.
- تناول الأطعمة الغنية بالأرجينين، مثل اللحوم والمكسرات؛ إذ يُسهِم في تحسين حركة الحيوانات المنوية وجودتها.
- تناول الأطعمة الغنية بالزنك ومضادات الأكسدة.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لكن دون إفراط؛ إذ تساعد ممارسة التمارين باعتدال على تحسين مستويات الهرمونات وتنظيم إنتاج الحيوانات المنوية.
- الإقلاع عن التدخين.
- تجنّب التوتر قدر الإمكان، لأنّ التوتر المستمر، قد يقلّل مستويات هرمون التستوستيرون، بما قد يضرّ إنتاج الحيوانات المنوية.
