دراسة حديثة تكشف مفاجأة بشأن علاقة البروتين الحيواني بالسرطان
عرضت دراسة حديثة رؤية جديدة حول العلاقة بين استهلاك البروتين الحيواني وخطر الإصابة بالسرطان، لتكسر بذلك التصورات التقليدية التي طالما ربطت بين اللحوم والمنتجات الحيوانية وزيادة معدلات الأمراض المزمنة.
نُشرت نتائج البحث في دورية Applied Physiology, Nutrition, and Metabolism، حيث اعتمد فريق العلماء على بيانات المسح الوطني للصحة والتغذية الأميركي (NHANES) التي جُمعت بين عامي 1988 و1994، وغطت ما يقرب من 16 ألف شخص بالغ فوق سن 19 عامًا.
وتمت متابعة المشاركين حتى عام 2006 لتقييم العلاقة بين تناول البروتين ومعدلات الوفاة من مختلف الأسباب، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان.
هل يوجد علاقة استهلاك البروتين الحيواني و معدل الوفيات؟
خلص الباحثون إلى أنه لا توجد علاقة مباشرة بين زيادة استهلاك البروتين الحيواني وارتفاع معدل الوفيات بشكل عام. بل على العكس، أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا كميات أكبر من البروتين الحيواني سجلوا انخفاضًا ملحوظًا في معدلات الوفاة المرتبطة بالسرطان، وهو ما يعد مفاجأة بالنظر إلى الاعتقادات السائدة حول تأثير اللحوم سلبًا على الصحة.
وقال الدكتور ستيوارت فيليبس، المشرف على الدراسة وأستاذ في جامعة ماكماستر الكندية، في تصريحات لموقع Science Daily: "هناك الكثير من الالتباس حول البروتين؛ كم يجب أن نستهلك، وما نوعه، وما تأثيره على الصحة على المدى الطويل. هذه الدراسة تضيف وضوحًا مهمًا يساعد الأفراد على اتخاذ قرارات غذائية مستندة إلى الأدلة."
ولضمان دقة النتائج، استخدم الباحثون نماذج إحصائية متقدمة تأخذ في الاعتبار التغيرات اليومية في العادات الغذائية، وأكدوا أن النتائج بقيت ثابتة لدى كل من الشباب وكبار السن.
على الرغم من أن الدراسة لا يمكنها إثبات علاقة سببية مباشرة بين البروتين الحيواني وانخفاض وفيات السرطان، فإنها تقدم أدلة داعمة على أن إدراج البروتين الحيواني ضمن نظام غذائي متوازن قد يكون مفيدًا.
وأوضح الباحث الرئيسي ياني بابانيكولاو، الحاصل على ماجستير الصحة العامة: "عند جمع البيانات الرصدية مثل هذه مع نتائج التجارب، يتضح أن كلًا من البروتين الحيواني والنباتي يمكن أن يعزز الصحة وطول العمر."
اقرأ أيضًا: دراسة جديدة تربط السمنة بزيادة خطر سرطان الكبد لدى الرجال
تأتي هذه النتائج في وقت تتزايد فيه النقاشات حول الأنظمة الغذائية المثالية، خصوصًا مع انتشار الدعوات للحد من استهلاك اللحوم الحمراء.
الدراسة الحالية تعيد تسليط الضوء على أهمية التوازن الغذائي بدلًا من الإقصاء التام لمجموعات غذائية بعينها، مؤكدة أن البروتين – سواء حيواني أو نباتي – له دور محوري في بناء الجسم ودعم الصحة.
وتضيف الدراسة منظورًا جديدًا في ملف معقد لطالما أثار الجدل بين الخبراء والمستهلكين. وبينما يحتاج الأمر إلى مزيد من الأبحاث لإثبات السببية بشكل قاطع، فإن الرسالة الواضحة تبقى أن البروتين الحيواني والسرطان ليسا على علاقة مباشرة سلبية كما كان يُعتقد، بل قد يكون البروتين الحيواني عنصرًا مساعدًا في تعزيز الصحة إذا ما استُهلك ضمن نظام غذائي متوازن.
