تجاهل استراحة الغداء قد يكلّفك مسيرتك الوظيفية!
أكد خبراء في علم النفس التنظيمي أن استراحة الغداء في العمل لم تعد مجرد فترة لتناول الطعام، بل تحولت إلى عنصر أساسي يؤثر على الصحة العامة والمسار المهني للموظفين.
وبحسب ما ذكره موقع Times of India، فإن استغلال هذا الوقت في بناء العلاقات أو إنجاز المهام السريعة أو ممارسة نشاط بدني يسهم بشكل مباشر في رفع مستوى الأداء وزيادة فرص الترقية.
وأوضحت أبحاث في علم النفس التنظيمي أن التفاعلات غير الرسمية أثناء الغداء تتيح للموظفين التعرف إلى ثقافة العمل الداخلية بطرق لا تكشفها الاجتماعات الرسمية. فالمشاركة في محادثات الزملاء، أو الاستماع إليها، يساعد على فهم المشاريع الجارية وأولويات الإدارة، ويعزز من القدرة على التعامل مع أنماط مختلفة من الشخصيات.
كما تشير الدراسات إلى أن هذه الحوارات تحفز إفراز هرمون الأوكسيتوسين المرتبط بالثقة، وهو ما يدعم التعاون وفرص النمو الوظيفي.
فوائد المشي أثناء استراحة الغداء
إلى جانب ذلك، يرى خبراء الإنتاجية أن استراحة الغداء تمثل نافذة مثالية للتعامل مع المهام القصيرة التي قد تؤجل عادة. ويستشهد الكاتب "ديفيد ألين" David Allen في كتابه Getting Things Done بما يُعرف بـ"قاعدة الدقيقتين"، التي تنص على ضرورة إنجاز أي مهمة تستغرق أقل من دقيقتين فورًا.
وهذا الأسلوب، عندما يُطبق خلال استراحة الغداء، يخفف من ضغط المهام اليومية ويمنح الموظف وقتًا أكبر للاسترخاء بعد ساعات العمل.
وأظهرت أبحاث طبية أن القيام بمشي قصير لمدة 15 إلى 20 دقيقة أو ممارسة تمارين خفيفة أثناء الغداء يساعد على تنشيط الدورة الدموية وتحسين المزاج.
وأكدت الدراسات أن هذا النشاط البدني يعزز الطاقة والتركيز أكثر من الاعتماد على الكافيين وحده، ويقلل من مستويات التوتر، مما ينعكس إيجابًا على جودة العمل في فترة ما بعد الظهر.
اقرأ أيضًا: ما علاقة النظام الغذائي الغني بالدهون والفركتوز بزيادة القلق؟ دراسة تجيب
أهمية التواصل أثناء استراحة الغداء
استراحة الغداء تُعد أيضًا فرصة ذهبية للتواصل غير الرسمي مع الزملاء والمديرين. وتشير دراسات في علم الاجتماع التنظيمي إلى أن العلاقات التي تُبنى في هذه اللحظات قد تتحول إلى فرص حقيقية للترقي أو المشاركة في مشاريع استراتيجية.
كما أن الثقة المتبادلة التي تُنشأ خلال هذه اللقاءات قد تفتح الباب أمام فرص للإرشاد والتوجيه المهني من قبل القيادات العليا.
ومن الناحية العصبية، بيّنت بحوث حديثة أن منح العقل استراحة قصيرة خلال اليوم يعيد تنشيط الذاكرة ويحسن القدرة على اتخاذ القرارات. الموظفون الذين يبتعدون عن مكاتبهم أثناء الغداء يعودون بأفكار أوضح وحلول أكثر إبداعًا، وهو ما ينعكس مباشرة على أدائهم ويدعم فرصهم في النمو المهني.
ويحذر الخبراء من أن الاستمرار في العمل دون استراحة يعزز احتمالات الإرهاق ويؤثر على جودة الإنتاج، الأمر الذي قد يبطئ مسار التقدم الوظيفي على المدى الطويل. لذلك، فإن استراحة الغداء لم تعد رفاهية، بل أداة استراتيجية لتعزيز الأداء وتحقيق التوازن بين العمل والحياة.
