دراسة: النوم يعزز تذكر الصور السلبية لدى اليافعين الذين يعانون من القلق
كشفت دراسة أن النوم قد يفاقم لدى الأطفال والمراهقين الذين يعانون مستويات عالية من القلق ميلهم إلى ما يُعرف بـ"التعميم السلبي"، أي إسقاط تجربة سلبية على مواقف مشابهة لكنها غير ضارة.
ويرى الباحثون أن النوم يلعب دورًا محوريًا في معالجة الذكريات العاطفية، إذ يميل الدماغ أثناء النوم إلى إعادة تنشيط التجارب الحديثة وتثبيتها، مع إعطاء أولوية للذكريات المشحونة عاطفيًا.
وبينما يمكن أن يكون ذلك مفيدًا للتعلم من الأحداث المهمة، فإنه قد يصبح غير ملائم عند الأفراد القلقين، حيث يتركز التثبيت على المحتوى السلبي، مما يعزز الميل إلى ربط المواقف الجديدة بمشاعر سلبية سابقة.
شملت الدراسة المنشورة في مجلة في Journal of Child Psychology and Psychiatry، عدد 34 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 9 و14 عامًا، جرى تقييم مستويات القلق لديهم من قبل مختصين.
وقُسموا عشوائيًا إلى مجموعتين: مجموعة النوم، التي خضعت لاختبار بعد ليلة نوم، ومجموعة اليقظة، التي خضعت لاختبار بعد فترة استيقاظ نهارية.
من السهر إلى "الساعة البيولوجية": قادة الشركات يعيدون اكتشاف النوم
في المرحلة الأولى، شاهد المشاركون 145 صورة (سلبية، حيادية، وإيجابية)، وقيموا معناها من دون علمهم بوجود اختبار لاحق، وبعد فترة تتراوح بين 10 و12 ساعة، أُجري اختبار ذاكرة تضمن صورًا مكررة، وأخرى جديدة لكنها مشابهة، وصورًا جديدة بالكامل.
هل يؤثر القلق بالصور السلبية؟
النتائج أظهرت أنه بين المشاركين الذين ناموا، ارتبطت مستويات القلق الأعلى بزيادة تعميم الصور السلبية، أي الاعتقاد بأن الصور الجديدة والمشابهة سلبيًا قد شوهدت سابقًا.
وهذا التأثير لم يظهر لدى مجموعة اليقظة، وكان أوضح لدى من لديهم قلق مرتفع، بينما في مستويات القلق المنخفضة ظهر أحيانًا أثر معاكس حيث خفّض النوم من التعميم السلبي.
وتوضح هذه النتائج أن النوم لا يقتصر على تثبيت الذكريات فحسب، بل يشارك في تشكيل طريقة إدراك اليافعين للعالم من حولهم، خصوصًا من الناحية العاطفية.
وتفتح هذه المعطيات الباب أمام إمكانية تطوير تدخلات علاجية موجهة أثناء النوم، من خلال تعديل محتوى الذاكرة لتعزيز الارتباطات الإيجابية أو الحيادية، وتقليل تعميم التجارب السلبية.
هل تؤثر عادات النوم على الإنتاجية بالعمل؟.. دراسة جديدة تكشف مفاجأة
لكن الباحثين أشاروا إلى أن شدة القلق لم تؤثر بشكل ملحوظ على دقة التعرف على الصور السلبية، وهو ما اعتبروه مفاجئًا مقارنة بتوقعاتهم، كما لفتوا إلى أن حجم العينة الصغير واعتمادهم على أجهزة قياس النوم المحمولة واليوميات، بدلًا من تسجيل النشاط الدماغي المفصل، يحد من قوة تعميم النتائج، مما يستدعي دراسات أكبر وأكثر دقة.
ويخطط فريق البحث لدراسة المراحل الدقيقة للنوم والإيقاعات الدماغية المرتبطة بتعميم الذكريات العاطفية، ولمتابعة المشاركين على المدى الطويل لمعرفة ما إذا كان هذا النمط يتنبأ بظهور أعراض القلق لاحقًا، أو إذا كان تعديل عادات النوم يمكن أن يخفف منه.
