هل تؤثر عادات النوم على الإنتاجية بالعمل؟.. دراسة جديدة تكشف مفاجأة
كشفت دراسة حديثة عن علاقة وثيقة بين النوم والعمل، مؤكدة أن جودة النوم تؤثر بشكل مباشر على قدرة الأفراد على أداء وظائفهم اليومية، كما أن متطلبات العمل نفسها تترك أثرًا بالغًا على أنماط النوم.
وهذه العلاقة المتبادلة تُعدّ، وفقًا للخبراء، إحدى الركائز المهملة في بيئات العمل الحديثة رغم تأثيرها العميق على الإنتاجية والالتزام المهني.
اضطراب الحواس العميقة.. السر الخفي وراء خلل النوم لدى مرضى الأرق
الباحثة ماريون لوغيد، أستاذة الأنثروبولوجيا في جامعة يورك الأمريكية، أوضحت في مقال نشرته عبر موقع Psychology Today، أن ثقافة النوم مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالمعايير المهنية والاجتماعية، معتبرة أن النظام الاقتصادي برمته يقوم على انتظام النوم لدى العاملين والمستهلكين على حد سواء.
النوم مورد استراتيجي في الشركات
وتُشير لوغيد إلى أن تحسين الأداء في بيئة العمل بات حافزًا أساسيًا للحصول على نوم أفضل، بل إن بعض الدراسات باتت تصنّف النوم كمورد استراتيجي بالنسبة لأرباب العمل.
فمن خلال تعزيز عادات النوم الصحية، يصبح الموظفون أكثر قدرة على اتخاذ قرارات مدروسة، ويزداد التزامهم بالقيم المهنية في بيئة العمل.
وفي المقابل، ترى الباحثة أن غياب النوم المنتظم يؤدي إلى تراجع واضح في التركيز والمشاركة الفعّالة داخل المؤسسة.
وهذه النتيجة البديهية، كما تصفها، تستدعي إعادة النظر في هيكلة جداول العمل وظروفه.
وتُظهر نتائج الدراسة أن اتساق جداول النوم مع أوقات العمل المعتادة يمكّن أصحاب الشركات من تحقيق أقصى استفادة اقتصادية، حيث تصبح القدرة على توقع أنماط السلوك والاستهلاك ممكنة، مما ينعكس مباشرة على تقليل التكاليف وزيادة الإيرادات.
وترى لوغيد أن اعتماد جداول زمنية موحّدة للجميع قد يخدم بعض المؤسسات التي تعتمد على التزام جماعي، لكنه ليس بالضرورة النموذج الأمثل في جميع البيئات.
وتعود الباحثة إلى تساؤل شائع بين قادة المؤسسات: هل يجب على الموظفين النوم والاستيقاظ في نفس التوقيت من أجل تحقيق الإنجاز؟ وتجيب استنادًا إلى دراسة قديمة اقترح فيها فريدريك سنايدر عام 1966، أن وجود شخص مستيقظ دائمًا داخل المجموعة يعود بالنفع على الأداء الجماعي.
هل يُحسن النوم المنفصل العلاقة الزوجية؟ دراسة تكشف نتائج مفاجئة
وتُعزز هذه الفرضية بنتائج دراسة ميدانية أُجريت في مجتمعات الصيد في تنزانيا، أظهرت أن أفراد القبيلة لم يناموا في وقت واحد إلا لمدّة 18 دقيقة فقط خلال عشرين يومًا، ما يعني أن عنصر "التيقّظ الدائم" كان متوفّرًا باستمرار ضمن المجموعة.
وتُختم الدراسة بإشارة الباحثة إلى ما أكده عالم الأنثروبولوجيا الثقافية ماثيو وولف-ماير في كتابه الجماهير النائمة، حين كتب: "وجود النوم وإيقاعاته يُشكّل حياتنا اليومية، وفي الوقت نفسه، يؤثر هيكل حياتنا اليومية على نومنا".
