هل تقودك قلة النوم إلى ألزهايمر؟!
كشفت دراسة حديثة نُشرت في Journal of Clinical Sleep Medicine أن انخفاض نسب النوم العميق ونوم حركة العين السريعة (REM) يرتبط بانكماش في مناطق معينة من الدماغ، وهي المناطق ذاتها التي تُظهر علامات مبكرة على الضمور في مرض ألزهايمر.
وأشارت النتائج إلى أن جودة النوم —ليس كميته فقط—قد تكون عاملًا رئيسيًا في الوقاية من التدهور المعرفي والشيخوخة العصبية.
خلافًا لأبحاث سابقة، اعتمدت هذه الدراسة على قياسات دقيقة لمراحل النوم، مع التركيز على النوم العميق ونوم حركة العين السريعة، اللذين يلعبان دورًا محوريًا في الذاكرة وإصلاح الدماغ.
استند الباحثون إلى بيانات من دراسة Atherosclerosis Risk in Communities (ARIC)، حيث خضع المشاركون إلى فحص نوم منزلي عبر جهاز تخطيط النوم (Polysomnography) بين عامي 1996 و1998، ثم إلى تصوير بالرنين المغناطيسي عالي الدقة بين عامي 2011 و2013، ما أتاح تحليل العلاقة بين نوعية النوم وبنية الدماغ على مدى زمني طويل.
اقرأ أيضًا: صدق أو لا تصدق.. علاج ألزهايمر يبدأ من الأمعاء؟
ضمور في مناطق ألزهايمر المبكرة
تبيّن أن انخفاض النوم العميق كان مرتبطًا بتقلص في الفص الجداري السفلي ومنطقة (Cuneus)، في حين أن انخفاض نوم حركة العين السريعة ارتبط بانكماش في منطقتي "الجداري السفلي" و(Precuneus) هذه المناطق معروفة بتعرضها المبكر للتدهور في مرض ألزهايمر، خصوصًا تلك المعنية بالذاكرة والإدراك المكاني والانتباه.
رغم أن النتائج تدعم فرضية أن ضعف النوم يساهم في تغيّرات بنيوية بالدماغ، لا يمكن تأكيد علاقة السببية. وأكدت الباحثة الرئيسية غاوون تشو من كلية الطب في جامعة ييل أن الدراسة لا تثبت أن قلة النوم "تُسبب" الضمور، لكنها ترجح هذه العلاقة بناءً على تراكم الأدلة من أبحاث سابقة.
المثير أن العلاقة بين قلة النوم وتقلص الدماغ لم تتأثر بعوامل وراثية مثل حمل جين APOE4 المرتبط بألزهايمر، ما يعزز أهمية النوم بوصفه عامل خطر "قابلاً للتعديل"، بغض النظر عن الخلفية الجينية.
تشير الأدلة إلى أن مراحل النوم العميقة تساعد في تنظيف الدماغ من بروتين "أميلويد-بيتا" المتراكم في ألزهايمر.
كما تلعب هذه المراحل دورًا في إصلاح الخلايا وتثبيت الذاكرة. وبالتالي، فإن اختلالها قد يُعجّل في التدهور البنيوي للدماغ.
