العلماء يكشفون أفضل مدة تمرين لتحسين المزاج والصحة النفسية
أفادت دراسة علمية حديثة بأن التمرين لتحسين المزاج لا يحتاج إلى مجهود شاق أو ساعات طويلة في صالات الرياضة، إذ بيّنت النتائج أن ممارسة 20 دقيقة فقط من النشاط البدني المعتدل أو الشديد، خمس مرات في الأسبوع، كفيلة بتحقيق تحسن واضح في المزاج، وتقليل أعراض الاكتئاب، وخفض خطر الإصابة به على المدى البعيد.
الدراسة، التي نُشرت في مجلة JAMA Network المرموقة، اعتمدت على بيانات مستخلصة من "الدراسة الطولية الأيرلندية حول الشيخوخة"، وهي دراسة شاملة تناولت مؤشرات الصحة الجسدية والنفسية، ومستويات النشاط البدني، وأعراض الاكتئاب لدى مجموعة واسعة من المشاركين.
وهدف الباحثون من خلالها إلى تحديد المدة المثالية من التمارين القادرة على إحداث أثر إيجابي في الصحة النفسية.
أقرأ أيضًا: دراسة تبرز فوائد تمارين الوجبات الخفيفة لتحسين اللياقة البدنية
تأثير النشاط البدني على الاكتئاب
أوضح فريق البحث أن ممارسة أنشطة بدنية بسيطة مثل المشي السريع، أو الجري، أو ركوب الدراجة، أو حتى التمارين المنزلية، لمدة 20 دقيقة يوميًا وعلى مدار خمسة أيام في الأسبوع، يمكن أن تقلل أعراض الاكتئاب بنسبة 16%، وتخفض خطر الإصابة به بنسبة تصل إلى 43%، ولا تقتصر الفائدة على التمارين المكثفة، بل يمكن تحقيق نتائج جيدة من خلال أنشطة يومية معتدلة يسهل دمجها في جدول الحياة المزدحم، مثل صعود الدرج بدلًا من المصعد، أو القيام بجولات مشي في الهواء الطلق.
وأشارت الدراسة أيضًا إلى أن التمرين لتحسين المزاج يكون أكثر فعالية عند زيادة مدته أو شدته، إذ لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين يمارسون النشاط البدني بمعدل أكبر يتمتعون بتحسن أوسع في الصحة النفسية، ويواجهون خطرًا أقل بكثير للإصابة بالاكتئاب.
كما لفتت النتائج إلى أن التمارين القصيرة المدة متوفرة بخيارات متنوعة، منها برامج تدريبية منزلية أو في الهواء الطلق، مثل تمارين البطل العالمي في كمال الأجسام "أرنولد شوارزنيغر" Arnold Schwarzenegger التي لا تتجاوز 20 دقيقة وتشمل كامل الجسم.
أقرأ أيضًا: دراسة: تمرين البنش برس يوميًا يعزز القوة العضلية.. وهذه تحذيرات ضرورية!
وتبرز هذه النتائج أهمية إدراج التمرين لتحسين المزاج كجزء ثابت من الروتين اليومي، حتى لو كانت المدة قصيرة، لما له من أثر مباشر على تعزيز التوازن النفسي، وتحسين جودة الحياة، والمساهمة في الوقاية من الاضطرابات المزاجية. وبذلك يصبح النشاط البدني، بمختلف أشكاله ومستوياته، أداة فعالة للحفاظ على الصحة النفسية والبدنية على حد سواء.
