دراسة: قلق الأب في فترة ما حول الولادة قد يؤثر في الصحة النفسية للأطفال
كشفت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يعاني آباؤهم من القلق خلال فترة الحمل أو بعد الولادة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشكلات نفسية وسلوكية لاحقًا. وأوضح الباحثون أن قلق الآباء في المرحلة المحيطة بالولادة (المرحلة السابقة واللاحقة للولادة) يُعد عاملاً خطرًا لم يُولِه البحث العلمي ما يكفي من الاهتمام مقارنةً بصحة الأم النفسية التي حظيت بتركيز واسع في الدراسات السابقة.
اقرأ أيضَا: كيف تؤثر الأطعمة على رائحة الجسم؟ دراسات تكشف الإجابة
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة Development and Psychopathology، التي أُجريت باستخدام بيانات من "دراسة أخرى مطولة للآباء والأبناء" ، تم تتبّع الحالة النفسية للآباء خلال الأسبوع الثامن عشر من الحمل، ثم بعد 8 أسابيع من الولادة، ومقارنتها بالحالة النفسية والسلوكية للأطفال عند سن 3.5 و7.5 سنوات. وجرى تصنيف الآباء إلى أربع مجموعات بحسب وجود القلق وتوقيته، ثم جرى تحليل تأثير ذلك على صحة الأبناء.
تأثير قلق الأب في الأبناء
أظهرت النتائج أن الأطفال الذين تعرّض آباؤهم للقلق أثناء الحمل فقط، دون استمرار القلق بعد الولادة، سجّلوا معدلات أعلى من المشكلات السلوكية والعاطفية في عمر ثلاث سنوات ونصف. أما في عمر سبع سنوات ونصف، فتبين أن أعلى معدلات الإصابة بالاضطرابات النفسية كانت لدى الأطفال الذين عاشوا مع آباء يعانون القلق قبل الولادة وبعدها معًا، لا سيّما اضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه والمشكلات السلوكية الأخرى.
وتقول الباحثة الرئيسية في الدراسة، فرانسيسكا زكّيناتّو من جامعة ساوثهامبتون: "ما يلفت الانتباه هو أهمية توقيت القلق لدى الأب؛ إذ إن التعرض للقلق في فترة واحدة يترك أثرًا محدودًا، لكن استمرار القلق في المرحلتين يبدو أكثر ارتباطًا بالمشكلات النفسية في وقت لاحق من الطفولة". وأضافت أن مشاعر التوتر عند الآباء الجدد ظاهرة شائعة، تتأثر بعوامل اقتصادية واجتماعية وشخصية، إلا أنها قد تُهمل في ممارسات الرعاية النفسية.
حتى بعد احتساب عوامل مثل الحالة النفسية للأم، وطباع الطفل، والوضع الاجتماعي والاقتصادي للأسرة، ظلّ ارتباط قلق الأب بمشكلات الأبناء النفسية قائمًا. ولاحظت الدراسة أن الذكور كانوا أكثر تأثرًا بالقلق الأبوي الممتد مقارنةً بالإناث، ما قد يعكس فروقات في التفاعل الأسري أو في الاستجابة البيولوجية بين الجنسين.
وأكدت زكّيناتّو أن النتائج لا تعني أن قلق الأب يُسبب بشكل مباشر اضطرابات نفسية لدى الطفل، بل إن التأثيرات قد تكون غير مباشرة، مثل زيادة التوتر في بيئة الأم، أو ضعف التفاعل العاطفي مع الطفل. لكنها شددت على أن دعم الصحة النفسية للآباء خلال هذه المرحلة الحساسة قد يُشكّل فارقًا كبيرًا في الوقاية من مشكلات مستقبلية.
