دراسة تُظهر كيف تؤثر تجارب المرأة في تغيير نظرة الرجل
أشارت دراسة حديثة من جامعة يورك في كندا نُشرت في Social Psychological and Personality Science إلى أن العلاقات العاطفية قد تلعب دورًا مهمًا في جعل الرجال أكثر وعيًا بما تتعرض له النساء من مواقف صعبة في الحياة.
وتبيّن أن الرجال يصبحون أكثر تفهّمًا عندما تشاركهم شريكاتهم مواقف مرّت بها، مثل الشعور بالتهميش أو التفاوت في الفرص داخل بيئة العمل أو المجتمع.
وتقول الباحثة المسؤولة عن الدراسة، إيميلي كروس، إن القرب العاطفي بين الطرفين يجعل الرجل أكثر استعدادًا للاستماع، ويدفعه إلى تخيّل كيف شعرت شريكته في تلك اللحظة، وهو ما يفتح أمامه زاوية جديدة لفهم الواقع.
كيف تؤثر تجارب الشريكة على وعي الرجل؟
تضمنت الدراسة تجربتين شارك فيهما أكثر من ألف رجل في علاقات عاطفية دامت عامًا على الأقل. في التجربة الأولى، قرأ المشاركون سيناريوهات تصف مواقف غير عادلة حدثت لامرأة، وتمّ تغيير صفة هذه المرأة بين شريكة، أو صديقة، أو غريبة.
اللافت أن الرجال تفاعلوا بشكل أعمق مع السيناريو عندما قيل لهم إن المرأة المعنية هي شريكتهم، وأظهروا تفهمًا أكبر لما شعرت به، واعتبروا الموقف غير منصف بشكل أوضح مقارنة بالمجموعات الأخرى.
أما التجربة الثانية، فاعتمدت على مواقف حقيقية حدثت فعلًا، حيث روى الرجال وقائع سابقة شاركتهم فيها شريكاتهم أحداثًا مؤلمة أو مزعجة. وكان الرجال الذين استمعوا بانتباه وتخيلوا ما شعرت به شريكتهم أكثر إدراكًا لما تمرّ به، وأكثر اهتمامًا بالبحث أو الحديث عن قضايا تؤثر على حياة النساء عمومًا.
هل تكفي العلاقة العاطفية لتغيير المعتقدات؟
تُبرز الدراسة أهمية الاستماع داخل العلاقة، وتؤكد أن الحوار الصادق حول ما تمر به المرأة يمكن أن يكون بداية لتغيّر نظرة الرجل. ورغم أن العلاقة العاطفية ليست وحدها كافية لحل جميع التحديات، إلا أنها تُعد بيئة مثالية لتبادل التجارب وفهم الطرف الآخر بعمق.
اقرأ أيضاً دراسة تربط بين الانفصال العاطفي والعزلة القاتلة لدى الرجال
تقول الباحثة إن الأمر لا يتعلق فقط بالمواقف التي تمرّ بها المرأة، بل أيضًا بطريقة تفاعل الرجل معها، ومدى استعداده لوضع نفسه في مكانها. وتشير النتائج إلى أن هذا النوع من التفاعل قد يُساعد الرجال على التفكير بطريقة مختلفة، ويجعلهم أكثر وعيًا بالتفاصيل التي ربما لم ينتبهوا لها من قبل.
الدراسة تقترح أيضًا أن فهم الطرف الآخر يبدأ من القرب العاطفي، ويكبر مع الوقت إذا كان قائمًا على الاحترام الحقيقي والتواصل الفعّال.
