أدوية السمنة أم الصيام المتقطع؟ اكتشف الطريقة الأنسب لخسارة الوزن بأمان
تُحقّق أدوية السمنة خسارة سريعة للوزن، قد تصل إلى 15 - 20% من وزن الجسم، فيما يُلزم الصيام المتقطع، الامتناع عن تناول الطعام فترةً من الوقت، بما يضمن أيضًا خسارة الوزن، لكن بمشقة أكبر مقارنةً بأدوية السمنة.
ومع ذلك، فإنّ فاعلية أدوية السمنة -في جُل الدراسات- كانت مقترنة بالنشاط البدني والنظام الغذائي الصحي، لذا إن أردت خسارة الوزن، فأي الخيارَين أفضل صحيًا وأقل ضررًا؛ الصيام المتقطع أم أدوية التخسيس؟ وهل يمكِن الجمع بينهما معًا؟
أدوية GLP-1 لخسارة الوزن
هي أدوية تشبِه عمل الببتيد الشبيه بالجلوكاجون "GLP-1"، الذي يرسِل إشارة إلى الجسم بالإحساس بالشبع، كما يبطِئ إفراغ المعدة للطعام، ما يقلّل الشهية ويساعد على خسارة الوزن.
ويُعدّ "سيماجلوتايد" من أشهر الأدوية في هذا المجال، إذ يعمل بتلك الآلية على المساهمة في إنقاص الوزن، وهو معروف تجاريًا أيضًا باسم "أوزمبك" و"ويجوفي"، وقد طورت هذه الأدوية في البداية لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، لكنّها تساعد على خسارة الوزن كذلك.
الصيام المتقطع: آلية التأثير وأنواعه
أمّا الصيام المتقطع، فهو نهج يعتمد على تقليل تناول السعرات الحرارية التي تتناولها خلال فترة زمنية معينة، مع إتاحة تناول الطعام بصورة طبيعية خارج تلك الفترات الزمنية.
وهذا يشجّع الجسم على حرق مخازن الدهون لإنتاج الطاقة خلال فترات الصيام، بدلًا من الاعتماد على السعرات الحرارية للطعام، ما يساعد على خسارة الوزن.
وثمّة العديد من طرق الصيام المتقطع، يمكِنك اختيار ما يناسِبك من بينها:
- تقييد الأكل بفترةٍ زمنية: يتضمّن تحديد مُدّة معيّنة كل يوم للصيام، وتناول الطعام بشكلٍ طبيعي خارج تلك الفترة الزمنية، ومن أمثلة ذلك صيام الـ12 ساعة أو الـ16 ساعة كل يوم.
- نظام 5:2: يعتمد على تقسيم الأسبوع، حيث تتناول الطعام المُعتاد خلال خمسة أيام في الأسبوع، مع تقليل تناول السعرات الحرارية إلى نحو 500 - 600 سعر حراري فقط في اليومين المتبقيين.
- الصيام يومًا بعد يوم: يعتمد على الصيام في يوم وتناول الطعام بصورةٍ طبيعية في اليوم التالي، مع الاستمرار على هذا النهج.
- صيام الـ24 ساعة أسبوعيًا: يتضمّن الصيام لمدة 24 ساعة متواصلة؛ إمّا مرة واحدة أو مرّتين أسبوعيًا.
أيهما أفضل لفقدان الوزن: حقن التخسيس أم الصيام المتقطع؟
أثبتت الدراسات العلمية قدرة دواء "سيماجلوتايد" على إنقاص الوزن؛ وفي دراسة نشرت عام 2021 في دورية "The New England Journal of Medicine"، ضمّت 2,000 شخص مصابين بالسمنة المفرطة، بعد مرور 68 أسبوعًا؛ فقد نِصف المشاركين الذين استخدموا "سيماجلوتايد" 15% من وزن الجسم، وفقد ما يقرب من الثلث 20% من وزن الجسم.
ما يعني أنّ دواء "سيماجلوتايد"، ساعد على فقدان نحو 15 - 20% من وزن الجسم بعد مرور 68 أسبوعًا، عند دمجه مع التمارين الرياضية والنظام الغذائي.
أمّا الصيام المتقطّع، فقد أظهرت مراجعة عام 2020 من قِبل "Canadian Family Physician"، أنه ساعد المشاركين على خسارة 0.8 - 13% من الوزن، خلال تجربة استمرّت 2 - 12 أسبوعًا.
اقرأ أيضًا:هرمون "GLP-1" الذي تستهدفه أدوية السمنة.. كيف تزيده بطرق طبيعية؟
الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة: بين الصيام والأدوية
قد تتفوّق أدوية السمنة -مع التزام ممارسة التمارين الرياضية والنظام الغذائي الصحي- على الصيام المتقطع في حجم الوزن الذي تفقده، لكن لكل منهما آثاره الجانبية المحتمَلة وعيوبه:
- الآثار الجانبية لأدوية السمنة:
قد تسبّب أدوية السمنة بعض المشكلات -رغم فاعليتها في إنقاص الوزن- مثل:
- الغثيان، عسر الهضم، الإسهال في الحالات الخفيفة، أمّا في الحالات الشديدة، فقد تسبِّب التهاب البنكرياس، مشكلات الغدة الدرقية أو المرارة.
- قد تشجعك على إهمال العادات الغذائية الصحية والنشاط البدني، رغم سُرعتها في إنقاص الوزن.
- احتمال فقدان الكتلة العضلية وكذلك كتلة العظام، حسب دراسةٍ نشرت عام 2021 في دورية "Journal of The Endocrine Society"، ما قد ينعكس سلبًا على قوة جسمك، كما قد تبطئ عمليات التمثيل الغذائي لديك.
- إعادة اكتساب الوزن الزائد من جديد بعد التوقف عن استخدام حقن التخسيس، وغالبًا ما يكون ذلك بسبب عدم إحداث تغييرات في نمط الحياة، فيما يتعلّق بالنظام الغذائي أو النشاط البدني.
- الآثار الجانبية للصيام المتقطع:
لا يعتمد الصيام المتقطع على استخدام دواءٍ بمادة فعالة لها آثار جانبية، وإنّما يُعدّ نهجًا طبيعيًا لخسارة الوزن، ومع ذلك فقد يكون له بعض العيوب أيضًا، مثل:
- الشعور بالجوع والتعب، انخفاض التركيز، لكن يمكِن لكثير من الصائمين التكيّف والتغلب على هذه المشكلات بمجرد العثور على نظام الصيام المتقطع الأنسب لهم.
- صعوبة الالتزام على بعض الأشخاص، خاصةً مع الحاجة إلى البقاء لفتراتٍ طويلة دون تناول الطعام، وهذا قد يكون أشد صعوبة على من لديه وظيفة تتطلّب جهدًا بدنيًا أو من يمارِس نشاطًا بدنيًا شاقًا كل يوم.
- غير مناسب لكل الناس، فقد يكون الصيام المتقطع غير آمن لمن يعانُون أمراض القلب أو هبوط ضغط الدم أو من يتناولون أدوية معينة، ما يتطلّب استشارة الطبيب قبل تجربة الصيام المتقطع.
كيف يؤثِّر الصيام في هرمون GLP-1؟
أدوية التخسيس ليست هي الطريقة الوحيدة لزيادة هرمون أو نشاط GLP-1، إذ أظهرت دراسات، منها دراسة نشرت عام 2020 في دورية "Endocrine Connections"، أنَّ هرمون GLP-1، يزداد إفرازه في الجسم خلال فترات الصيام، وهذا بدوره قد يساعد على زيادة الشبع، ما قد يسهِم في خسارة الوزن.
هل يمكِن دمج الصيام المتقطع مع حقن التخسيس؟
قد يساعد الصيام المتقطع من يستخدمون أدوية السمنة على خسارة قدرٍ أكبر من الوزن، خاصةً أنّه يعزّز إفراز هرمون GLP-1 بصورة طبيعية في الجسم، لكن ذلك لا يعني أنّ دمج الصيام المتقطع مع أدوية السمنة آمن بنسبة 100%.
بل قد يكون ضارًا، خاصةً لمرضى السكري؛ إذ قد تنخفض مستويات السكر في الدم لديهم دون المعدل الطبيعي، خاصةً مع الصيام، كما أنّ تلك الطريقة غير آمنة للحوامل والمرضِعات.
من ناحيةٍ أخرى، فقد تكون أكثر عرضةً للآثار الجانبية، مثل الغثيان أو القيء أو الجفاف، حال الجمع بين الصيام المتقطع وأدوية التخسيس، ومِنْ ثمّ يجب استشارة الطبيب قبل استخدام حقن التخسيس، وتتأكّد الحاجة إلى استشارته حال الرغبة في الجمع بين الصيام المتقطع وأدوية التخسيس.
اقرأ أيضًا:كيف يمكنك الجمع بين الصيام المتقطع وبناء العضلات بشكل مثالي؟
نصائح لتعزيز نتائج خسارة الوزن
سواء اعتمدت على أدوية التخسيس أو الصيام المتقطع، فإن هُناك عادات ثابتة، تعزّز خسارة الوزن، والتي ينبغي الالتزام بها بعد الانتهاء من استخدام الأدوية، وكذلك بعد الانتهاء من الصيام المتقطع لضمان الحفاظ على وزنٍ صحي، ومن ذلك:
- تناول مزيدًا من الفواكه والخضراوات، فهي غنية بالفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى الألياف التي تعزّز الشعور بالشبع.
- تقليل أحجام الوجبات التي تتناولها كل يوم؛ منعًا للإفراط في تناول السعرات الحرارية.
- زيادة النشاط البدني بممارسة التمارين الرياضية كل يوم، مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات أو غيرها.
- الحصول على قسطٍ كاف من النوم، فالنوم الجيد يساعد على خسارة الوزن الزائد.
- تجنّب التوتر قدر الإمكان؛ إذ ثمّة علاقة خفية بين التوتر وزيادة الوزن، ومما قد يساعدك على تخفيف التوتر؛ التنفّس العميق أو الذهاب للتنزّه أو ممارسة الرياضة.
