دراسة جديدة: استخدام الشاشات قد يؤخر تعافي الأطفال نفسيًا
في واحدة من أضخم الدراسات النفسية التي أُجريت على الأطفال، كشف باحثون في جامعة كوينزلاند الأسترالية أن استخدام الشاشات الإلكترونية قد يُسبب مشاكل نفسية وعاطفية على المدى الطويل.
الدراسة التي نُشرت في مجلة Psychological Bulletin اعتمدت على تحليل 117 دراسة طولية امتدت لعقود وشملت بيانات أكثر من 292,000 طفل دون سن العاشرة.
وأظهرت النتائج وجود ارتباط ثنائي الاتجاه: فالأطفال الذين يستخدمون الشاشات بكثرة هم أكثر عرضة لاحقًا لمشاكل عاطفية، كما أن الأطفال الذين يعانون من مشكلات نفسية يُظهرون ميلًا متزايدًا لاستخدام الشاشات بمرور الوقت.
كيف تؤثر الشاشات على الأطفال؟
أظهرت الدراسة أن تأثير الشاشات على الصحة النفسية للأطفال قد يكون بسيطًا في البداية، لكنه يزداد بمرور الوقت، فكلما زادت السنوات بين بداية استخدام الشاشات ومتابعة الطفل نفسيًا، كان التأثير أكبر.
فعلى سبيل المثال، عندما تمت متابعة الأطفال بعد أربع سنوات أو أكثر، ظهر أن الاستخدام الطويل للشاشات كان مرتبطًا بتدهور أكبر في حالتهم النفسية.
كما أوضحت النتائج أن ألعاب الفيديو كانت أكثر تأثيرًا على نفسية الأطفال مقارنة بمشاهدة الفيديوهات أو البرامج العادية. ليس هذا فحسب، بل إن الأطفال الذين كانوا يعانون بالفعل من مشكلات نفسية، كانوا أكثر ميلًا لاستخدام الألعاب الإلكترونية كوسيلة للهروب أو التسلية، وهو ما جعلهم أكثر عرضة للوقوع في حلقة مفرغة من التوتر والإفراط في استخدام الشاشات.
اقرأ أيضًا: دراسة تكشف: صحة الطفل النفسية تبدأ من توازن والديه العاطفي
كيف يختلف تأثير الشاشات حسب العمر والجنس؟
لاحظ الباحثون اختلافات واضحة بين الفئات العمرية، حيث أظهرت الفتيات في سن الطفولة المتوسطة تأثرًا أكبر بالمحتوى الرقمي، في حين كان الأولاد الأكبر سنًا أكثر استخدامًا للشاشات كآلية للهروب والتعامل مع التوتر.
كما كشفت النتائج عن فروقات عرقية، حيث كانت العلاقة بين الشاشات والمشاكل النفسية أقوى لدى العينات التي تضم أطفالًا من خلفيات غير بيضاء، وهو ما قد يعود إلى تفاوت في نوعية المحتوى أو الدعم الاجتماعي المتاح.
وأكد الباحث مايكل نوتل، قائد الفريق، أن "الشاشات ليست شرًا مطلقًا، لكنها ليست محايدة أيضًا". وأضاف: "مثل الوجبات السريعة، بعض الاستخدام قد يكون مقبولًا، لكن الإفراط يزاحم الأنشطة الصحية مثل النوم واللعب والتفاعل الحقيقي".
ودعا الآباء إلى عدم الاكتفاء بوضع حدود زمنية، بل التساؤل عن الأسباب النفسية التي تدفع الطفل للبقاء طويلًا أمام الشاشة.
