دراسة تكشف: صحة الطفل النفسية تبدأ من توازن والديه العاطفي
كشفت دراسة حديثة أن صحة الأطفال المصابون بنقص هرمون النمو لا ترتبط فقط بالعلاج الطبي، بل أيضًا بالحالة النفسية والعاطفية لأهاليهم أو مقدمي الرعاية. إذ أثبتت الدراسة وجود علاقة مباشرة بين ما يعيشه الوالدان من قلق أو اكتئاب أو توتر، وبين مستوى الصحة العامة لدى الطفل، سواء على الصعيد الجسدي أو النفسي.
وأفادت نتائج الدراسة الجديدة التي عُرضت خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية للغدد الصماء (ENDO 2025) في سان فرانسيسكو، أن الأطفال الذين يعيشون تحت رعاية والدين يمرّون باضطرابات نفسية، يُظهرون هم أيضًا صعوبات في التأقلم مع العلاج، ويتفاعلون مع المرض بشكل سلبي. أما في الحالات التي عبّر فيها الوالدان عن الأمل أو الثبات العاطفي، فقد انعكس ذلك بشكل واضح على تحسّن مزاج الطفل، بل وقدرته على تخطّي التحديات الصحية.
ثلاثون يومًا من المتابعة الرقمية
الدراسة تابعت 50 من مقدّمي الرعاية لأطفال مصابين بنقص هرمون النمو، ضمن برنامج رقمي طوّرته شركة Adhera Health المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والسلوك الصحي. وعلى مدى ثلاثة أشهر، خضع المشاركون لتقييمات نفسية دقيقة، إلى جانب تسجيل ملاحظات عن الحالة الجسدية والانفعالية لأطفالهم.
الدكتور لويس فرنانديز لوكي، الرئيس العلمي المشارك في Adhera Health، صرّح قائلا: "لطالما أدركنا حجم الضغط الذي يعيشه الآباء، لكن هذه النتائج توضح أن دعم الأهل نفسيًا ليس رفاهية، بل شرط أساسي لتحسّن حالة الطفل". وأضاف: "ما يشعر به الوالد لا يبقى داخله... بل ينتقل للطفل بكل تفاصيله".
المثير في الدراسة أن نسبة القلق أو الإحباط لدى الأطفال كانت تتزايد مع كل ارتفاع في مؤشرات القلق أو الاكتئاب لدى أحد الوالدين، بينما ساهم التفاؤل والهدوء الداخلي لدى الأهل في نتائج إيجابية مباشرة لدى الأبناء، حتى في ما يتعلق بنظرتهم إلى العلاج ذاته.
نهج جديد في الرعاية المزمنة
ريكاردو بيريوس، الرئيس التنفيذي لشركة Adhera وأحد مؤلفي الدراسة، قال: "نتائجنا تؤكد أن علاج الأطفال المصابين بأمراض مزمنة يجب أن يبدأ من الأسرة". وأضاف: "منصتنا صُممت باستخدام الذكاء الاصطناعي، ليس لمراقبة الطفل فقط، بل لمساندة العائلة كلها ككيان واحد".
اقرأ أيضاً الاكتئاب ليس فقط حالة نفسية
وأكد أن التعامل مع الحالات المزمنة لا يمكن أن يكون فرديًا أو منقطعًا عن السياق العاطفي، بل يحتاج إلى مقاربة تشاركية تضع الأهل في قلب العناية، إلى جانب العلاج الدوائي أو الهرموني.
هذه النتائج تمثّل خطوة أولى نحو تطوير أنظمة رعاية صحية رقمية تُعنى بالصحة النفسية للأهل، بوصفها امتدادًا مباشرًا لصحة الطفل، خصوصًا في حالات النمو البطيء واضطرابات الغدد الصماء.
