ما العلاقة بين الهلوسة الذهنية واستخدام الهواتف؟ دراسة تكشف
كشفت دراسة جديدة عن علاقة مثيرة بين الهلوسة الذهنية العفوية، والتي تحدث عندما يتنقل ذهننا بشكل غير مقصود إلى أفكار بعيدة عن مهمتنا الحالية، وزيادة استخدام الهواتف الذكية لأغراض اجتماعية. ووفقًا للدراسة، فإن الأشخاص الذين يعانون من الهلوسة الذهنية العفوية يميلون إلى قضاء وقت أطول على هواتفهم، خصوصًا في تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وتيك توك.
هدفت الدراسة المنشورة في في مجلة "Psychological Reports"، إلى فهم العلاقة بين استخدام الهواتف الذكية والانتباه، مع التركيز على كيف تؤثر أنواع الهلوسة الذهنية المختلفة (العفوية والعمدية) على سلوك المستخدمين. فقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من الهلوسة العفوية كانوا أكثر تفاعلًا مع الهواتف الذكية، خاصة في بيئات تزداد فيها الحاجة للتواصل الاجتماعي، مثل فترة جائحة كوفيد-19 عندما كان العديد من الطلاب يعتمدون على الهواتف الذكية لأغراض الدراسة والتواصل.
اقرأ أيضًا: ما الذي يجعلنا نرى وجوهًا في الأشياء حولنا؟ دراسة تفسر الظاهرة
ما العلاقة بين الهلوسة الذهنية واستخدام الهواتف ؟
أجرى الباحثون تجارب على 188 طالبًا جامعيًا باستخدام تطبيقات تتبع نشاط الهواتف لقياس استخدامهم الفعلي للتطبيقات الاجتماعية. كما تم قياس الهلوسة الذهنية العفوية والعمدية من خلال استبيانات موجهة للمشاركين. النتائج أظهرت أن المشاركين الذين يعانون من الهلوسة الذهنية العفوية كانوا يقضون وقتًا أطول على تطبيقات التواصل الاجتماعي مقارنة بأوقات استخدامهم للتطبيقات الترفيهية أو الإنتاجية.
وأوضح الدكتور "لورا جونز"، الباحث في الدراسة، أن هذه النتائج توضح أن الهلوسة الذهنية العفوية قد تجعل الأشخاص أكثر انشغالًا بالعالم الرقمي، ما يؤدي إلى استخدام أكبر للهواتف الذكية في أغراض التواصل الاجتماعي. كما أظهرت النتائج أن هناك علاقة بين الهلوسة الذهنية العفوية وزيادة الاهتمام بالمحتوى على الإنترنت، خصوصًا في الأوقات التي يشعر فيها الأفراد بزيادة في الحاجة الاجتماعية أو الاقتصادية.
وأظهرت الدراسة أيضًا أن الوعي الذهني يمكن أن يكون له تأثير على هذا السلوك. على الرغم من أن الوعي الذهني لم يكن له تأثير مباشر على مقدار الوقت الذي يقضيه الأشخاص على هواتفهم، إلا أن الأشخاص الذين يتمتعون بمستوى أعلى من الوعي الذهني كانوا أقل عرضة للاستجابة للانشغال الذهني بمحتوى الإنترنت. وهذا يعني أن الوعي الذهني قد يعمل كدرع وقائي ضد الإفراط في استخدام الهواتف الذكية.
