اختبارات الوعي التقليدية لا تكفي.. السيلوسايبين يفتح بابًا لتقنيات تقييم جديدة
كشفت دراسة علمية أن مركّب السيلوسايبين – المادة النشطة في بعض أنواع الفطر المعروف بـ"فطر السحر" – يؤثر بشكل واضح على سرعة الاستجابة والوظائف التنفيذية لدى المستخدمين خلال فترة التأثير الحاد.
لكن الدراسة، التي اعتمدت على مراجعة منهجية وتحليل تلوي لـ13 تجربة سابقة، أظهرت أيضًا أن هذه الاختبارات المعرفية قد لا تعكس بالضرورة الصورة الكاملة لتأثير المركب.
اقرأ أيضًا: دراسة ترصد تأثير نقص الفيتامينات على الألم
وشمل التحليل 42 مقارنة بين مشاركين تناولوا السيلوسايبين وآخرين حصلوا على دواء وهمي، حيث تم تقييم الأداء في خمسة مجالات معرفية تشمل: الذاكرة العاملة، مراقبة التعارض، كبح الاستجابات، المرونة الإدراكية، والانتباه. ووجد الباحثون أن مستخدمي السيلوسايبين استجابوا بشكل أبطأ بشكل ملحوظ.
أوضحت الدراسة المنشورة في مجلة Psychopharmacology، أن تأثير السيلوسايبين كان أكثر بروزًا في المهام التي تقيس الأداء العام مثل سرعة الحركة والانتباه العام، بينما كان أقل وضوحًا في المهام المصممة بدقة لاختبار مهارات معرفية محددة. ويفسّر الباحثون ذلك بأن تباطؤ الأداء قد يعود إلى عوامل مثل انخفاض الدافع والتركيز الحسي أكثر من كونه ناتجًا عن ضعف حقيقي في القدرات العقلية.
هل نحتاج اختبارات جديدة لقياس تأثير السيلوسايبين على الدماغ؟
وقال الباحثان مورتن ليتز وبارسا يوسف، المشاركان في إعداد الدراسة: "الاختبارات المعرفية التقليدية صُممت لأشخاص في حالة وعي طبيعية، وقد تكون غير مناسبة تمامًا لتقييم التفكير خلال حالات الوعي المتغيّر الناتجة عن السيلوسايبين".
وأضافا أن طبيعة التجربة النفسية التي يمر بها المستخدم قد تجعله غير مهتم بالمهام الحاسوبية المتكررة، أو ببساطة غير قادر على التركيز وسط تشوّش بصري أو عاطفي كبير.
رغم أن الدراسة ركزت على التأثيرات القصيرة الأمد للمركب خلال أول أربع ساعات من تناوله، إلا أن الباحثين أشاروا إلى أن بعض الدراسات المنفصلة أظهرت تحسنًا في وظائف معرفية معينة بعد أيام أو أسابيع من استخدام السيلوسايبين، وهو ما يتطلب توسيع نطاق الأبحاث لتشمل التأثيرات الطويلة الأمد.
كما كشف الفريق عن مشاريع بحثية جديدة قيد التطوير، من بينها دراسات حول تأثير السيلوسايبين على التفكير الإبداعي، واستخدامه مع تقنيات الارتجاع العصبي لتعزيز الأداء العقلي، إضافة إلى بحث جارٍ حول تأثير مادة LSD على المرونة العصبية لدى كبار السن.
وأكد الباحثون في ختام الدراسة أن فهم التأثير الحقيقي للمواد المهلوسة على العقل يتطلب أدوات تقييم تتواءم مع طبيعة التجربة، بدلًا من فرض معايير صُممت لأشخاص في حالة وعي تقليدية.
