هل البلاستيك الصديق للبيئة يهدد توازن جسمك؟ دراسة تكشف العلاقة المقلقة
في ظل تصاعد القلق العالمي من تلوث البيئة، تبرز الملوثات البلاستيكية بوصفها أحد أكبر التحديات التي تواجه صحة الإنسان والكوكب، حيث كشفت دراسة جديدة نشرت في دورية Journal of Hazardous Materials، أن عملية إعادة تدوير البلاستيك، التي يُنظر إليها غالبًا بوصفها حلاً بيئيًا، قد تكون مصدرًا خفيًا لتسريب مواد كيميائية ضارة إلى البيئة.
أضرار البلاستيك المعاد تدويره
وتشير الدراسة إلى أن البلاستيك المعاد تدويره لا يخلُ من المخاطر، بل قد يُعيد تدوير أكثر من 4200 مركب كيميائي مصنف كخطير، من أصل 16 ألف مادة تُستخدم عالميًا في صناعة البلاستيك.
الأخطر من ذلك، أن إعادة التدوير نفسها قد تنتج مركبات كيميائية جديدة ذات تأثيرات سامة.
اقرأ أيضًا: دراسة: البلاستيك المنزلي مرتبط بوفاة مئات الآلاف بأمراض القلب
ولفهم مدى خطورة ذلك، قام فريق بحثي سويدي بجمع حبيبات بلاستيكية مُعاد تدويرها من مادة البولي إيثيلين من مصادر متعددة حول العالم، ثم غمرها في الماء لمدة 48 ساعة.
وبعدها، تم تحليل المياه الناتجة، ليجد الباحثون أكثر من 80 مادة كيميائية تسربت إلى البيئة المائية.
ولاحقًا، تم تعريض يرقات أسماك الزرد لتلك المياه لمدة خمسة أيام، وأظهرت التجربة تغيرات في التعبير الجيني المرتبط بعمليات أيض الدهون، وتكوين الخلايا الدهنية، بالإضافة إلى التأثير على نظام الغدد الصماء، ما يعكس اضطرابات هرمونية خطيرة محتملة.
وصرحت الدكتورة آزورا كونيج كاردغار، الباحثة الرئيسية من جامعة غوتنبرغ السويدية، أن بعض المواد التي كُشف عنها تُستخدم كمضافات معروفة في تصنيع البلاستيك، مثل مثبتات الأشعة فوق البنفسجية والملدنات، بينما عُثر على مواد أخرى غير متوقعة، مثل بقايا مبيدات حشرية وأصباغ، يُرجح تسربها خلال عمليات التدوير ذاتها.
اقرأ أيضًا: البلاستيك القابل للتحويل.. تقنية ثورية لتحسين حياة الإنسان على الأرض
ورغم أن تركيز معظم المواد المكتشفة كان أقل من المستويات السامة المعروفة لكل مادة على حدة، إلا أن مزيج هذه المركبات أظهر آثارًا بيولوجية ضارة في التجارب، ما يطرح تساؤلات حول التقييم الفردي للمواد الكيميائية، ويعزز الحاجة إلى دراسة الأثر التراكمي للخليط.
استخدامات البلاستيك المعاد تدويره
وبحسب كاردغار، فإن بعض المواد المكتشفة أظهرت تأثيرًا مباشرًا على مسارات حيوية لدى الأسماك تشمل مستقبلات الإستروجين والأندروجين، والغدة الدرقية، فضلاً عن الجينات المرتبطة بالسمنة، ما يعزز الفرضية القائلة إن بعض المواد المضافة للبلاستيك قد تكون مسببة للسمنة لدى البشر أيضًا.
وبناءًا على نتائج الدراسة، أوصى الفريق البحثي بضرورة فرض الشفافية المطلقة حول جميع المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة البلاستيك.
كما دعوا إلى تصميم المنتجات بطريقة أكثر أمانًا، تقلل من المواد الكيميائية المستخدمة، وتسهّل إعادة التدوير من دون خطر.
اقرأ أيضًا: دراسة صادمة.. البلاستيك يدخل جسم الإنسان مع الغذاء
وكذلك شددت التوصيات على أهمية إنشاء معايير دولية موحّدة لضمان سلامة البلاستيك المعاد تدويره، إضافة إلى تعزيز أنظمة تتبّع المواد الكيميائية عبر مراحل الإنتاج والتدوير، وتحسين إدارة النفايات وفصلها لتقليل فرص التلوث المتبادل بين أنواع البلاستيك المختلفة.
