دراسة حديثة تحذر من مخاطر تغليف الأطعمة بالبلاستيك.. تأثيرات صادمة
في تحذير علمي لافت، كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة NPJ Science of Food أن فتح أو تمزيق أغلفة الطعام البلاستيكية—سواء للحوم أو الفاكهة أو الخضراوات—قد يؤدي إلى تسرّب جزيئات بلاستيكية دقيقة ونانوية إلى الطعام، ما يشكّل مصدرًا غير مرئي وخطيرًا للتلوث الغذائي.
مخاطر تغليف الأطعمة بالبلاستيك
الدراسة التي قادتها الباحثة ليزا زيمرمان من مؤسسة Food Packaging Forum السويسرية غير الربحية، أوضحت أن مجرد فتح أغطية الزجاجات والبرطمانات البلاستيكية أو المعدنية المطلية بطبقات بلاستيكية يمكن أن يُطلق كميات هائلة من الجسيمات المجهرية إلى المشروبات، خصوصًا مع الاستخدام المتكرر.
وقالت زيمرمان: "تُظهر الأبحاث أن عدد الجسيمات الدقيقة يزداد مع كل مرة يُفتح فيها الغطاء، لذا يمكن القول إن مواد التغليف ذاتها هي التي تُطلق هذه الجسيمات في الطعام".
وقيّم الباحثون محتوى الجسيمات في منتجات عديدة شائعة مثل العصائر، والمياه المعدنية، والأسماك المعلبة، وملح الطعام، وأكياس الشاي، وحتى الأطعمة الجاهزة والمشروبات الغازية.
اقرأ أيضًا:كم يأكل الإنسان من البلاستيك في الأسبوع؟
في امتداد لهذا القلق، أشارت الدراسة إلى نتائج تحقيق سابق أجرته المؤسسة نفسها كشف عن تسرب أكثر من 3,600 مادة كيميائية إلى الطعام خلال مراحل التصنيع والمعالجة والتغليف والتخزين، مما يُدخلها إلى الجسم البشري.
وعلّق الدكتور ديفيد أندروز، القائم بأعمال كبير العلماء في منظمة Environmental Working Group، على الدراسة قائلاً: "بينما كنا نعلم منذ زمن بخطر المواد الكيميائية السامة في البلاستيك، فإن الخطر الأكبر اليوم يكمن في الجزيئات الدقيقة والنانوية التي تنبع من التغليف نفسه، والتي لم تُدرس بما يكفي بعد".
وأشار إلى أن هذه الجسيمات قد تدخل الجسم عبر الفم أو الجهاز التنفسي، وتنتقل لاحقًا عبر الدم إلى مختلف الأنسجة، مما يزيد من احتمالية التأثيرات السامة على المدى الطويل.
بلاستيك لا يُرى.. ولكن يصل
وبحسب تصنيفات العلماء، فإن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تتراوح بين أقل من 5 مليمترات إلى ميكرومتر واحد، أما الجزيئات النانوية فهي أصغر من ذلك بكثير، ويقاس حجمها بجزء من مليار من المتر، ما يجعلها قادرة على اختراق خلايا الجسم بسهولة.
وأوضحت شبكة CNN نقلًا عن الخبراء أن هذه الجسيمات النانوية قادرة على عبور أنسجة الجهاز الهضمي أو الرئتين لتصل إلى مجرى الدم، وهناك، قد تحمل معها مواد كيميائية صناعية ضارة إلى أعضاء الجسم المختلفة، بل وحتى إلى داخل الخلايا نفسها.
رغم صعوبة تفادي التعرّض الكامل لهذا النوع من التلوث، يوصي الأطباء والمختصون باتخاذ خطوات وقائية مثل استخدام عبوات زجاجية أو من الفولاذ المقاوم للصدأ بدلًا من البلاستيكية، وتجنب تسخين الطعام أو المشروبات داخل عبوات بلاستيكية في الميكروويف، خصوصًا حليب الأطفال وحليب الأم، إضافة إلى عدم وضع البلاستيك في غسالة الصحون لتفادي تسرب المواد الكيميائية بفعل الحرارة.
