دراسة: التوتر يصيب النساء بقوة أكبر.. والهرمونات كلمة السر
كشفت دراسة حديثة أن استجابة النساء للتوتر تختلف جذريًا عن الرجال من حيث التفاعل العصبي والهرموني، ما يفسر سبب ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب بين النساء مقارنة بالرجال. وأوضحت الدراسة أن الهرمونات وتكوين الدماغ والجهاز المناعي جميعها تلعب دورًا في تضخيم آثار التوتر النفسي على النساء.
ففي حين يواجه الرجال والنساء مواقف حياتية مشابهة، فإن النساء غالبًا ما يملن إلى اجترار التجارب السلبية والتفكير العاطفي المكثف، وهو ما يرتبط بفرط نشاط مركز الخوف في الدماغ – اللوزة الدماغية – وارتفاع تفاعل قشرة الفص الجبهي المسؤولة عن التنظيم الانفعالي.
وبحسب دراسة أخري نُشرت في مجلة Psychoneuroendocrinology، فإن مستويات الكورتيزول، وهو ما يُعرف بـ"هرمون التوتر"، تظل مرتفعة لفترة أطول لدى النساء مقارنة بالرجال بعد التعرض لحدث ضاغط، ما يؤدي إلى استنزاف نفسي وبدني أسرع، ويزيد من فرص الإرهاق المزمن، واضطرابات النوم، وحتى نوبات الهلع.
عواقب عقلية وجسدية
وفق بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن النساء أكثر عرضة مرتين لتشخيص اضطرابات القلق والاكتئاب مقارنة بالرجال. وترجع الأسباب إلى التقاء الضغوط الحياتية مع التغيرات الهرمونية والعصبية المتكررة.
اقرأ أيضًا: اكتشاف علمي يربط بين ألزهايمر وسرطان الرئة
وعند غياب الدعم النفسي الكافي أو فترات الراحة، يمكن أن تتطور الحالة إلى أرق مزمن، اضطرابات في المزاج، تعب جسدي مستمر، وحتى اضطراب ما بعد الصدمة.
نحو فهم أعمق للرجل والمرأة
توصي الدراسة بمجموعة من الإجراءات لكلا الجنسين، لمواجهة التوتر بطريقة واعية:
النوم المنتظم: إذ ينعكس اضطراب النوم مباشرة على قدرة الجسم في تنظيم هرمونات التوتر.
الفهم الذاتي: التعرّف على طبيعة استجابتك الشخصية للضغوط، سواء كنت رجلًا أو امرأة، يمكن أن يسهّل التعامل معها.
طلب الدعم المهني: اللجوء إلى مختص نفسي لا يجب أن يكون خيارًا متأخرًا، بل خطوة أولى نحو الاتزان.
تمارين التنفّس والاسترخاء: مثل اليوغا أو التأمل، تُعد أدوات فعالة لتقليل الكورتيزول واستعادة الهدوء الذهني.
