كيف تؤثر صدمات الطفولة على حياتنا الحميمة؟ دراسة تكشف رابطاً خفيًا

أوضحت دراسة جديدة نشرتها مجلة Archives of Sexual Behavior في يونيو 2025 أن الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات في الطفولة، مثل الإهمال أو سوء المعاملة، يميلون إلى اختبار مشاعر سلبية، وانخفاض في المشاعر الإيجابية خلال النقاشات المتعلقة بالخلافات الجنسية مع شركائهم. 

وقد أظهرت الدراسة أن العامل الأساسي الذي يفسّر هذه الاستجابات العاطفية يتمثل في ما يُعرف بـ "القلق التعلّقي" وليس "التجنّب التعلّقي"، ما يشير إلى أن الخوف من الهجر هو المحرك الأساسي وراء هذه الانفعالات، وليس النفور من القرب العاطفي.

اقرأ أيضًا: دراسة تكشف: ماذا يحدث لو توقفنا عن الإنجاب؟

شملت الدراسة 151 زوجًا يعيشون في كندا، من خلفيات ثقافية متنوعة، وقد طُلب من كل ثنائي إجراء حوار مصوّر لمدة ثماني دقائق حول أبرز مشكلة جنسية يواجهونها، ثم خضع كل مشارك لتقييم انفعالي فوري باستخدام أدوات رقمية دقيقة تقيس المشاعر لحظة بلحظة، مثل أداة "عصا التقييم الانفعالي"، كما خضعت التسجيلات لتحليل خارجي من باحثين مستقلين لتقييم تعبيرات الوجه والصوت، ما أتاح قراءة متعددة الأبعاد للخبرة العاطفية.

المشاعر تمتد للشريك الآخر

بيّنت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون من قلق تعلّقي أظهروا تفاعلات عاطفية أكثر سلبية وأقل إيجابية، كما أثّر هذا القلق في مشاعر الشريك، حيث انخفضت فترة المشاعر الإيجابية التي اختبرها الطرف المقابل خلال النقاش، ما يسلّط الضوء على الطابع التبادلي للتأثير العاطفي داخل العلاقة.

أشارت البيانات إلى أن النساء عبّرن عن مشاعر سلبية أكثر من الرجال، بينما أظهر المشاركون غير الثنائيين مشاعر أكثر إيجابية وأقل سلبية، رغم محدودية عددهم في العينة، ما يدعو إلى التوسّع مستقبلاً في دراسة هذه الفئة.

اقرأ أيضًا: دراسة تكشف عن أقوى عاطفة تقود حياتنا.. ليست السعادة!

أكّد الباحثون أن القلق التعلّقي يُعد العامل الوسيط الأبرز بين صدمات الطفولة والتجارب العاطفية السلبية خلال الخلافات الجنسية، داعين إلى تطوير تدخلات علاجية تركز على هذا النمط من الاضطراب النفسي، لا سيما لدى الأفراد الذين يحملون تاريخًا من الإهمال أو الإساءة في الطفولة.

 ولفتت مؤلفة الدراسة الباحثة نومي بيغراس إلى ضرورة اعتماد منهجيات طويلة الأمد في الأبحاث المستقبلية، ترصد التفاعلات العاطفية في سياقات إيجابية أيضًا، وليس في النقاشات الصراعية فقط، لفهم أعمق للديناميكيات النفسية بين الشريكين.