دراسة تكشف: ماذا يحدث لو توقفنا عن الإنجاب؟
نشرت مجلة Human Nature News Weekly دراسة جديدة تحاكي سيناريو مرعبًا: ماذا لو توقف البشر فجأة عن إنجاب الأطفال؟ وفقًا للنماذج التي طوّرها فريق من الباحثين، فإن البشرية قد تواجه الزوال خلال أقل من قرن، ليس بسبب حرب أو كارثة طبيعية، بل بسبب ما أسموه "الركود البيولوجي".
تبدأ القصة في صمت غرف الولادة، حيث لا يُولد أي طفل جديد. ومع أن المجتمعات قد تواصل عملها لعقود بفعل الزخم السكاني، فإن غياب الأجيال الشابة سيتسبب في تعطل تدريجي لجميع الأنظمة الحيوية.
بداية من الزراعة، فالخدمات الصحية، مرورًا بشبكات الطاقة والنقل، وكل ما تعتمد عليه الحضارة الحديثة. ومع بلوغ السنة السبعين أو الثمانين من هذه الحقبة الافتراضية، تبدأ المجتمعات في الانهيار الكامل.
يشير الباحثون إلى أن ندرة اليد العاملة ستعني توقف الحقول، شلل المستشفيات، وانقطاع الكهرباء والماء، إذ لن يتوافر من يدير هذه القطاعات الحيوية. ويضيف التقرير: "سيتحول العالم إلى مكان عاجز عن إنتاج الطعام أو تقديم العلاج أو حتى إدارة البنى التحتية، ببساطة لأن لا أحد بقي ليقوم بذلك".
اقرأ أيضاً الإنجاب يطيل العمر في هذه الحالة
خصوبة الرجال تتراجع.. والهجرة لا تكفي
ورغم أن هذا السيناريو يبدو أقرب للخيال العلمي، فإن جذوره تمتد إلى وقائع حالية. ففي الولايات المتحدة مثلًا، انخفض عدد المواليد من 4.1 ملايين في 2004 إلى 3.6 ملايين في 2024، بينما ارتفع عدد الوفيات من 2.4 ملايين في 2002 إلى أكثر من 3.3 ملايين في 2022. أما في كوريا الجنوبية، فانخفض معدل الولادات إلى أقل من 0.8 طفل لكل امرأة، وهو رقم بعيد جدًا عن معدل الإحلال البالغ 2.1. وفي الهند، التي تجاوزت الصين في عدد السكان، تواصل الخصوبة هبوطها بسبب العوامل الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية.
الدراسة حذرت أيضًا من تدهور خصوبة الذكور. فوفقًا لتحليل نُشر في 2022 بمجلة Human Reproduction Update، انخفض عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال بنسبة تتجاوز 50% منذ سبعينيات القرن الماضي. وقد عُزي هذا الانخفاض إلى التلوث، والبدانة، ونمط الحياة الحديث.
أما اقتراحات تعويض النقص السكاني عبر الهجرة، فتبقى محدودة بسبب العقبات السياسية والثقافية، لا سيما في الدول ذات الدخل المرتفع التي تواجه مقاومة مجتمعية تجاه المهاجرين.
نهاية الإنسان.. فرصة الكوكب أم خسارة الحضارة؟
تناولت الدراسة أيضًا سؤالًا فلسفيًا: ماذا لو اختفى الإنسان؟ رغم أن غياب البشر قد يمنح الأرض فرصة للتعافي البيئي من آثار التلوث والتغير المناخي، إلا أن الباحثين يحذرون من "رومانسية مفرطة" في تصور ذلك. فغياب البشر يعني أيضًا غياب الطب، والفنون، والاكتشافات، والأثر الثقافي والإنساني الذي راكمته البشرية عبر آلاف السنين.
ولتجنّب هذا المصير، توصي الدراسة بمجموعة من الإجراءات العاجلة:
- دعم العائلات اقتصاديًا وتوفير رعاية أطفال مرنة.
- تعزيز الصحة الإنجابية والتعليم المرتبط بها.
- التصدي لتغير المناخ كعامل مؤثر في صحة الإنسان وخصوبته.
