دراسة: فارق العمر في العلاقات العاطفية يتغير مع الوقت
أظهرت دراسة نفسية حديثة نُشرت في دورية Personal Relationships أن فارق العمر بين الشريكين في العلاقات طويلة الأمد ليس ثابتًا، بل يتغير تدريجيًا مع تقدم الأشخاص في السن.
وأوضحت الدراسة أن الرجال بشكل خاص يميلون إلى الارتباط بنساء أصغر سنًا كلما كبروا، بينما يظهر هذا التوجه لدى النساء بشكل أضعف.
تحليل بيانات من 29 دولة
اعتمدت الدراسة على بيانات من مشروع SHARE الأوروبي، وشملت ما يقرب من 36 ألف شخص تتجاوز أعمارهم 50 عامًا من 28 دولة أوروبية.
ركّز الباحثون على الأفراد الموجودين حاليًا في علاقات طويلة الأمد، ودرسوا تاريخ بدء العلاقة وفارق العمر عند التكوين، بدلًا من التركيز فقط على الفروق الحالية في السن.
اقرأ أيضاً العمر مجرد رقم في الحب... مشاهير تزوجوا رغم فارق السن بينهم (صور)
الرجال يميلون للأصغر.. والنساء تتجه للمساواة
كشفت النتائج أن الرجال، في بداية حياتهم العاطفية، يميلون للارتباط بشريكة تصغرهم بثلاث سنوات في المتوسط.
لكن مع التقدم في السن، يتزايد الفارق لصالح الرجل، ليصل أحيانًا إلى عقد كامل.
أما النساء، فيملن إلى الارتباط برجال أكبر منهن بقليل في المراحل المبكرة، لكن مع بلوغ سن الستين تقريبًا، تتغير تفضيلاتهن ويمِلن إلى الارتباط بشركاء من العمر نفسه تقريبًا.
تفسيرات تطورية وثقافية
تُعزى هذه الفروقات إلى عوامل تطورية واجتماعية، فالرغبة في شركاء أصغر سنًا قد تكون ناتجة عن مفاهيم مرتبطة بالخصوبة أو المكانة الاجتماعية، خاصة لدى الرجال.
أما النساء، فربما يكنّ أكثر اهتمامًا بالاستقرار والمشاركة في المسؤوليات عند التقدم في العمر، ما يبرر تراجع تفضيلهن للرجال الأكبر سنًا.
اقرأ أيضاً فارق السن بين الزوجين.. هل يثري العلاقة الزوجية أم يسبب حواجز فكرية؟
الفروق بين الجنسين ودور السوق العاطفي
يرى الباحثون أن عوامل مثل عدم التوازن في عدد النساء والرجال في الفئات العمرية المتقدمة قد تؤثر على الخيارات.
فبما أن النساء يعشن لفترة أطول في المتوسط، فإن عدد الرجال المتاحين في الأعمار الأكبر يصبح أقل، ما يدفع النساء للانفتاح على علاقات مع رجال أصغر منهن.
تحديات مستقبلية في فهم العلاقات
ورغم أهمية النتائج، أقر الباحثون بوجود بعض القيود، منها أن الدراسة لم تتناول التفضيلات النظرية للشركاء، بل اقتصرت على البيانات الواقعية، كما أنها لا تشمل سوى دول أوروبية، ما يحد من إمكانية تعميم النتائج عالميًا.
ودعوا إلى دراسات مستقبلية تشمل ثقافات وسياقات اجتماعية أكثر تنوعًا.
