لحياة خالية من الهواجس.. 9 طرق تحمي بها نفسك من "سرطان البروستاتا"

يمثِّل الرابع من فبراير كل عام اليوم العالمي لمكافحة السرطان، ويُعد "سرطان البروستاتا" رابع أكثر أنواع السرطان شيوعًا حول العالم، والثاني من حيث الشيوع بين الرجال، فيما يتوقّع أن تتضاعف أعداد المصابين به، لتصل إلى 2.9 مليون شخص بحلول عام 2040.
وغالبًا ما يصِيب هذا المرض الخبيث الرجال، الذين تتراوح أعمارهم بين 65 - 74 عامًا، لذا يجب على كل رجل التعرف على كيفية حماية نفسه من "سرطان البروستاتا"، خاصة مع تزايُد نسبة الإصابة العالمية بهذا المرض، فكيف يمكنك فعل ذلك؟
خلال السطور التالية سنتعرف بإيجاز على كل ما يخص سرطان البروستاتا، مع تقديم نصائح قد تقلل من الهواجس المرتبطة بهذا المرض.
اليوم العالمي لمكافحة السرطان
يحتفل العالم كل عام بيوم 4 فبراير باعتباره اليوم العالمي لمكافحة السرطان، حيث يصادف اليوم مرور خمسة وعشرين عامًا من التوقيع على ميثاق باريس لمكافحة السرطان في القمة العالمية لمكافحة السرطان في الألفية الجديدة، ويمثّل هذا اليوم تذكيرًا بالالتزام الجماعي والتوعية ضد خطورة السرطان، خاصةً أنّه أحد أكثر الأمراض شيوعًا حول العالم وأشدّها خطورة.
كم تبلغ نسبة الإصابة بسرطان البروستاتا؟
أشارت "JAMA Network"، إلى أنّه من المتوقّع أن يتضاعف عدد من يتم تشخيصهم بسرطان البروستاتا في العقدَين القادمَين عالميًا، من 1.4 مليون في عام 2020 إلى 2.9 مليون بحلول عام 2040، حسب نتائج "Lancet Commission"، مع تقدير زيادة الوفيات بسرطان البروستاتا بنحو 700,000 مريض بحلول عام 2040، مقارنةً بـ375,000 مريض عام 2020.
لماذا يُصاب بعض الرجال بسرطان البروستاتا؟
لا يُوجَد سبب واضح مُحدّد للإصابة بسرطان البروستاتا، لكن قد تزيد بعض العوامل خطر الإصابة به، مثل:
- كبر السن.
- العرق، فهو أكثر شيوعًا لدى الرجال السود منه لدى الرجال البيض، كما أنّه أقل شيوعًا بين الآسيويين.
- سبق إصابة أحد أفراد الأسرة بسرطان البروستاتا.
- مشكلات وراثية، مثل تشوهات جينات BRCA1 وBRCA2 أو "متلازمة لينش".
- السمنة وزيادة الوزن.
- المبيدات الحشرية.
- التهاب البروستاتا.
هل لسرطان البروستاتا علامات مميّزة؟
ثمّة علامات مبكرة قد تدلّ على الإصابة بسرطان البروستاتا (أو غيره من المشكلات الصحية)، مثل:
- مشكلات التبول، كضعف تدفق البول أو بطئه، أو كثرة الحاجة إلى التبوّل، خاصةً بالليل.
- نزول دم في البول أو السائل المنوي.
كما قد يُسبِّب سرطان البروستاتا في المراحل اللاحقة أو المتأخرة أعراضًا إضافية، مثل:
- ضعف الانتصاب.
- ألم الورك أو الظهر أو الصدر أو أي مكان آخر، خاصةً إذا انتشر السرطان في العظام.
- ضعف أو تنميل في القدمين.
- فقدان القدرة على التحكّم في المثانة البولية، ومِنْ ثَمّ عدم التحكّم في البول.
- فقدان الوزن.
اقرأ أيضًا:أعراض تضخم البروستاتا البسيط عند الرجال وأحدث طرق العلاج
كم تبلغ نسبة الشفاء من سرطان البروستاتا؟

بناءً على البيانات من 2014 إلى 2020، فإنَّ معدّل البقاء النسبي على قيد الحياة لمدة 5 سنوات لمرضى سرطان البروستاتا هو 97.5%.
ومع ذلك فإنّ معدلات الوفيات أعلى لدى الرجال:
- السود.
- الأكبر سنًا.
- من يُعانُون انتشار سرطان البروستاتا في أعضاء الجسم الأخرى.
وعمومًا يبلغ معدل البقاء النسبي على قيد الحياة لمدة 5 سنوات حوالي 100%، لمن انحصر سرطان البروستاتا لديهم في البروستاتا ولم ينتشر إلى غيرها من أعضاء الجسم، لكن ينخفض ذلك المعدل إلى نحو 36.6% فقط لمن انتشر السرطان لديهم بالفعل إلى مناطق أبعد في الجسم.
كيفية الوقاية من سرطان البروستاتا
تهدف طرق الوقاية إلى تقليل احتمال الإصابة بسرطان البروستاتا، إذ يمكن تفادي بعض عوامل الخطر التي تؤدي إلى سرطان البروستاتا، بينما قد لا يمكن تفادي بعضها، وفيما يلي أهم طرق الوقاية من سرطان البروستاتا، حسب "Healthline":
1. تناول الفواكه الحمراء والخضراوات:
تحتوي الطماطم والبطيخ وغيرها من الأطعمة الحمراء على مضاد الأكسدة "ليكوبين"، وقد أظهرت مراجعة نشرت عام 2020 في "Biomedicine & Pharmacotherapy"، لعديد من الدراسات أنّ "الليكوبين" يُسهِم بفاعلية في تقليل نمو خلايا البروستاتا السرطانية.
كما وجدت دراسة نشرت عام 2020 في "Cancer Causes & Control"، أنَّ تناول الطماطم المعلّبة والمطبوخة أكثر من 4 مرات أسبوعيًا، كانت مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 28%، مقارنةً بمن لم يتناولها البتة، وإن كانت هناك حاجة إلى مزيدٍ من الدراسات.
2. تناول منتجات الصويا:
ترتبط بعض العناصر الغذائية بتقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ومن تلك العناصر "الايسوفلافون"، وذلك حسب مراجعة نشرت عام 2014 في "BJU International"، ومن الأطعمة الغنية بهذا العنصر الغذائي:
- التوفو المصنوع من فول الصويا وغيره من منتجات الصويا.
- العدس.
- الحمص.
- الفول السوداني.
3. احتساء القهوة:

هل تعلم أنّ فنجان القهوة الذي تحتسيه صباح كل يوم يُسهِم في تقليل خطر إصابتك بسرطان البروستاتا؟
نعم، فقد بيّن تحليل تلوي، نشر عام 2014 في "Cancer Causes & Control"، لعديد من الدراسات السريرية، أنّ تناول 4 - 5 فناجين من القهوة يوميًا، يُقلِّل خطر الإصابة العام بسرطان البروستاتا، بالإضافة إلى تقليل خطر الوفاة بفعل سرطانات البروستاتا ذات المراحل المتأخرة.
فيما أظهر تحليل تلوي ثانٍ، نشر عام 2014 في "Annals of Oncology"، أنَّ خطر الإصابة بسرطان البروستاتا المميت انخفض بنسبة 11% لكل 3 فناجين من القهوة، كما أكّدت ذلك مراجعة أحدث أجريت عام 2021 ونشرت في "BMJ Open"؛ إذ كانت العلاقة واضحة بين زيادة تناول القهوة وأثر ذلك في تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
لكن يجب الحذر من عمومًا من تناول كميات كبيرة من القهوة؛ إذ يُوصَى بعدم تناول أكثر من 400 ملليجرام من الكافيين يوميًا، وهو ما يعادِل 4 - 5 فناجين من القهوة المُحضَّرة.
4. شُرب الشاي الأخضر:
ليست القهوة وحدها المشروب المُفضّل لتقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، بل الشاي الأخضر له أثر كذلك، فقد وجدت دراسةٌ نشرت عام 2017 في "Nature"، أنَّ خطر الإصابة بسرطان البروستاتا كان أقل لدى الرجال الذين يتناولون كميات كبيرة من الشاي الأخضر.
كما كشف تحليل تلوي نشر عام 2017 في "Journal Medicine"، انخفاض فرص حدوث سرطان البروستاتا مع كل كوبٍ إضافي من الشاي الأخضر، كما هو الحال مع القهوة، فقد كان تناول أكثر من 7 أكواب يوميًا متناسبًا بصورةٍ طردية مع مزيد من انخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ومع ذلك فهناك حاجة إلى دراساتٍ أكبر.
5. تقليل تناول الدهون:
لا يكمن خطر الدهون في سعراتها الحرارية المرتفعة، ولا أثرها على صحة القلب والشرايين فقط، بل قد تُسهِم في زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، ومن مصادر تلك الدهون:
- اللحوم الحمراء.
- الكعك والمعجنات.
- الأطعمة المُعدّة مسبقًا.
- الوجبات السريعة.
فقد لاحظت مراجعة نشرت عام 2014 في مجلة "Nutrients"، أنَّه قد يكون هناك علاقة بين تناول الدهون الحيوانية والدهون المشبعة، وزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
لذا يُفضّل الاعتماد على الدهون النباتية قدر الإمكان، بدلًا من الدهون الحيوانية والمشبعة، ومن الدهون النباتية مثلًا:
- زيت الزيتون بدلًا من الزبدة.
- البذور والمكسرات بدلًا من الجبن.
كذلك ينبغي تجنّب طهي اللحوم بصورةٍ مفرطة، لأنّ ذلك قد يؤدي إلى تكوين مواد مُسبِّبة للسرطان.
6. الإقلاع عن التدخين:

بيّنت دراسة نشرت عام 2011 في "JAMA Network"، أنَّ الأشخاص الذين يُدخِّنون، بينما تم تشخيصهم بسرطان البروستاتا، أنّهم أكثر عُرضةً لأن يعود إليهم سرطان البروستاتا مرة أخرى.
وحسب دراسةٍ أخرى نشرت عام 2019 في "Nature"، فإنَّ المُدخِّنين الذين تم تشخيصهم بسرطان البروستاتا، أكثر عُرضةً للوفاة بسبب سرطان البروستاتا أو أسباب أخرى، لذا فإنّ الإقلاع عن التدخين قد يُسهِم في تقليل مخاطر هذا النوع من السرطان، أو حتى غيره من السرطانات الأخرى، التي قد يُسبِّبها التدخين، مثل "سرطان الرئة".
7. ممارسة التمارين الرياضية:
السمنة أو زيادة الوزن مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بعديد من أنواع السرطان، وقد وجدت دراسةٌ نشرت عام 2020 في "BMC Cancer"، أنّ زيادة مؤشر كتلة الجسم مرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، لدى الذين لديهم محيط خصر كبير.
كذلك فإنّ السمنة لها أثر سيئ حال التشخيص بسرطان البروستاتا في وجودها، فقد تزيد خطر انتشار سرطان البروستاتا أو عودته.
لأجل ذلك، فإنّ ممارسة التمارين الرياضية للحفاظ على الوزن ومنع زيادته، روتين شديد الأهمية لتقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، خاصةً مع الانتظام في ممارستها، ومن أمثلة التمارين التي قد تكون مفيدة لك:
- المشي.
- ركوب الدراجات.
- الجري.
- السباحة.
8. الحفاظ على النشاط الجنسي:
حسب "Hopkinsmedicine"، فإنّ الرجال الذين لديهم مُعدّل أعلى للقذف، كانوا أقل عُرضةً للإصابة بسرطان البروستاتا، بما يصل إلى الثلثين، ويظنّ بعض الخبراء أنّ القذف يزيل السموم والمواد الأخرى التي قد تسبِّب الالتهاب من الجسم.
9. الفحص الدوري:

يُنصَح بزيارة الطبيب بصورةٍ دورية، خاصةً لمن بلغت أعمارهم 55 عامًا، أو من تتراوح أعمارهم بين 40 - 54 عامًا، ولديهم أحد أقاربهم سبقت إصابته بسرطان البروستاتا من قبل، فالاختبارات الدورية من شأنها أن تكشف سرطان البروستاتا -إن وُجِد لا قدّر الله- مبكرًا، ومِنْ ثمَّ سهولة علاجه، مقارنةً بتأخّر التشخيص، الذي يجعل علاج سرطان البروستاتا أكثر صعوبة مع انتشاره.