كيف يختلف اضطراب ما بعد الصدمة بين الرجال والنساء؟ دراسة تكشف
أظهرت دراسة حديثة أن اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، وهو اضطراب نفسي يظهر بعد التعرض لأحداث صادمة أو تهدد الحياة، يختلف جذريًا بين الرجال والنساء من الناحية البيولوجية.
وقادت الدراسة المنشورة في مجلة Progress in Neuropsychopharmacology & Biological Psychiatry، الباحثة بريمفيرا أ. سبانيولو من قسم الطب النفسي بمستشفى "بريغهام آند وومينز" وجامعة هارفارد.
وأوضحت أن الرجال المصابين بالاضطراب يظهرون نقصًا في الجزيئات الدهنية المنظمة للتوتر، وهي جزيئات تساعد الدماغ على معالجة الخوف والعودة إلى حالة هدوء بعد التوتر.
اختلاف تأثير اضطراب ما بعد الصدمة
وبالمقابل، تظهر لدى النساء علامات ارتفاع الالتهابات في الجسم، ما قد يفسر سبب تشخيص النساء بالاضطراب بمعدل يقارب ضعف معدل الرجال، مع استمرار الأعراض لفترات أطول وارتفاع معدلات المشاكل الصحية المصاحبة، مثل الأمراض المناعية.
ويركز الباحثون عادة على شبكتين أساسيتين في الجسم لمعرفة تأثير الصدمات: الأولى جهاز Endocannabinoid، الذي يعمل كحاجز طبيعي ضد التوتر باستخدام رسائل تساعد في تنظيم المشاعر والسيطرة على الخوف، والثانية الجهاز المناعي الذي يفرز بروتينات تسمى Cytokines عند التوتر أو الإصابة، وتؤثر الالتهابات المزمنة على عمل الدماغ وتوازن المزاج والانتباه.
وتختلف هذه الدراسة عن الدراسات السابقة لأنها حللت الجهازين معًا وركزت على اختلاف الجنس، على عكس الدراسات القديمة التي جمعت بيانات الرجال والنساء معًا أو درست كل نظام بمفرده.
وقد أظهر التحليل أن الاختلافات بين الجنسين ظلت واضحة حتى عند المرضى المصابين بالاكتئاب المصاحب للـPTSD، حيث ظهر لدى الرجال انخفاض جزيئات الدهون المنظمة للتوتر، بينما أظهرت النساء ارتفاع الالتهابات.
وتكشف هذه النتائج سبب فشل بعض التجارب السابقة التي ركزت على زيادة الجزيئات الدهنية المنظمة للتوتر، إذ غالبًا ما شملت النساء، اللواتي لا يعانين عادة من نقص في هذه الجزيئات.
وبناءً على هذه النتائج، قد يكون العلاج القائم على تعزيز الجزيئات فعالًا للرجال، بينما تحتاج النساء لعلاج يركز على خفض الالتهابات.
ومع ذلك، هناك بعض القيود على الدراسة، مثل الاعتماد على السجلات الصحية السابقة وعدم قياس مستويات الهرمونات مثل الإستراتديول، والتي تؤثر على الجهاز المناعي.
ويوصي الباحثون بإجراء المزيد من الدراسات التي تتبع هذه العلامات البيولوجية مباشرة أثناء التعرض للتوتر، لاختبار فعالية العلاجات وتطوير استراتيجيات علاجية دقيقة تناسب كل جنس.
