العلم يحسم الجدل.. كيف تتفوق العادات اليومية على الجينات في بناء العضلات؟
كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يجدون صعوبة في زيادة كتلتهم العضلية ليسوا ضحايا لعوامل وراثية كما يعتقد البعض، بل لأن السبب متعلق بطرق تدريبهم، ونظامهم الغذائي، وأسلوب حياتهم اليومي.
شارك في الدراسة 55 شخصًا لم يسبق لهم ممارسة تمارين المقاومة. تم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى لم تمارس أي نشاط جديد، أما الثانية فخضعت لبرنامج تدريبي من تمارين رفع الأثقال لمدة 10 أسابيع، تلتها فترة راحة، ثم تدريب جديد لمدّة مماثلة. وقام المشاركون بأداء تمارين أساسية مثل الضغط، وتمارين الساق، ورفع الأوزان للأذرع والصدر.
أظهرت النتائج المنشورة في مجلة European Journal of Sport Science، أن كل من التزم بتمارين المقاومة زادت عضلاته بطريقة ملحوظة مقارنة بالمجموعة التي لم تتدرب، رغم أن بعض الأشخاص حققوا نتائج أسرع من غيرهم. اللافت أنه لم يكن هناك أي شخص لم يستفد إطلاقًا من التمارين، ما يعني أن "ضعيفي النمو العضلي" مجرد وصف خاطئ، وأن بطء النتائج يعود غالبًا إلى التمارين غير الكافية، أو التغذية غير المناسبة.
وبيّن الباحثون أن الفروقات بين الأفراد ترجع إلى اختلاف استجابات الجسم وليس إلى الجينات، فالمثابرة على التدريب والتغذية الجيدة يمكن أن تمنح الجميع فرصة للنمو العضلي. كما وجدوا أن الأشخاص الذين ينمون عضلاتهم بسرعة يفقدونها بسرعة أيضًا، بينما يحتفظ الآخرون بنتائجهم لفترة أطول.
كيف تُحسن من نتائج تمارينك
تنصح الدراسة من يرغب ببناء عضلاته بالتركيز على عوامل بسيطة لكنها فعالة، مثل النوم الكافي من 7 إلى 9 ساعات يوميًا، والحصول على ما يكفي من البروتين والسعرات الحرارية، وتدريب الجسم بجدية حتى الاقتراب من حد التعب في كل مجموعة. كما تشدد على مبدأ "التمارين بشكل تدريجي"، أي زيادة الوزن أو عدد التكرارات تدريجيًا لتحفيز العضلات على النمو.
ويؤكد الخبراء أن بناء العضلات ليس عملية سريعة، بل يتطلب صبرًا واستمرارية، فنتائج التحول الجسدي الحقيقي تأتي من التزام مستمر بالتدريب، والتغذية المناسبة، والتعافي الجيد للجسم.
