بين الصحّة والخصوبة: قوة الأشواجندا للرجال
لطالما عُرفت الأشواجندا بتأثيرها المهدئ وقدرتها على تقليل توترك وتحسين نومك، لكن ثمّة جوانب أخرى للصحة تتعامل معها الأشواجندا، فهي لا تكتفي بتخفيف التوتر، بل قد يكون لها إسهام في تحسين خصوبة الرجال وتعزيز جودة السائل المنوي، بل حتى زيادة مستويات هرمون التستوستيرون، فكيف تحقّق الأشواجندا ذلك؟ وما الكمية الآمنة منها لتناولها من دون آثارٍ جانبيّة؟
ما هي الأشواجندا؟
الأشواجندا هي عشبة استُخدمت في الطب الهندي التقليدي لعِدّة قرون، وتُصنّف على أنّها مادة مُكيّفة، يعني أنّها تساعد جسمك على التعامل مع التوتر بشكلٍ أفضل، وقد ربطها العلم الحديث بفوائد صحية، مثل تقليل التوتر والقلق، وتحسين المزاج والذاكرة ومستويات السكر في الدم وغير ذلك.
فوائد الأشواجندا لخصوبة الرجال
ربطت الأبحاث الأخيرة بين مكملات الأشواجندا وتحسين الخصوبة عند الرجال، بسبب القوة المضادة للأكسدة الموجودة في تلك العشبة، حسب مراجعة منهجية عام 2022 في دورية "Current Drug Discovery Technologies". وفيما يلي تفصيل العلاقة بين الأشواجندا وخصوبة الرجال:
الأشواجندا وعدد الحيوانات المنوية
قد تساعد الأشواجندا في زيادة عدد الحيوانات المنوية عند الرجال، وهذا لا شكّ أنه من أهم معايير الخصوبة، إذ قارن الباحثون في دراسة عام 2018 في دورية "Andrologia" بين تأثير الأشواجندا والبنتوكسيفلين.
وأظهرت المجموعة التي تناولت الأشواجندا زيادة متوسطة بنسبة 12.5% في عدد الحيوانات المنوية، وتحسّنًا بنسبة 21% في الحركة التقدّمية، بل تحسّن أيضًا بنسبة 25% في شكل الحيوانات المنوية.
الأشواجندا وجودة الحيوانات المنوية
تساعد الأشواجندا على تقليل الإجهاد الأكسدي، مما يُسهِم في تحسين جودة السائل المنوي، حسب ما أشارت إليه دراسة عام 2010 في دورية "Fertility & Sterility".
والإجهاد التأكسدي، يمكن أن يؤدي إلى إتلاف غشاء الحيوانات المنوية، مما يؤثِّر في حركتها ويسبّب تلف المادة الوراثية لها.
كما أظهرت مراجعة عام 2011 في دورية "Reproductive Biomedicine Online"، أُجريت على مدار ثلاثة أشهر، تحسّن جودة السائل المنوي من خلال مكافحة الإجهاد التأكسدي، فضلا عن تحسين تركيزات الأيونات المعدنية الأساسية.
لكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات، رغم النتائج الواعدة حتى الآن فيما يتعلّق بتحسين جودة السائل المنوي ومكافحة الإجهاد التأكسدي.
اقرأ أيضًا:مكملات الأشواجندا أم الميلاتونين: أيهما الأفضل لنوم مثالي؟
الأشواجندا وهرمون التستوستيرون
يقود هرمون التستوستيرون إنتاج الحيوانات المنوية عند الرجال، ومِنْ ثَمّ فاستقرار مستوياته وعدم نقصه من المؤشّرات الدالّة على استقرار إنتاج الحيوانات المنوية، فيما قد يؤثِّر نقص مستويات هرمون التستوستيرون سلبًا على تلك العملية.
والأشواجندا قادرة على أن تزيد مستويات هرمون التستوستيرون بدرجة واضحة عن طريق زيادة نشاط مضادات الأكسدة الطبيعية.
وفي دراسة عام 2019 في دورية "Medicine"، ارتبط تناول الأشواجندا بانخفاض أكبر في مستويات الكورتيزول الصباحي وزيادة مستويات هرمون التستوستيرون، ولم يُبلَغ عن أي آثارٍ جانبية.
ودلّت دراسة أخرى عام 2019 في المجلة الأمريكية لصحة الرجال على أنّ تناول الأشواجندا لمدة 8 أسابيع لدى الرجال المُسنّين الذين يعانون زيادة في الوزن، أدّى إلى ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون عند الرجال.
بل توصّلت دراسة أحدث عام 2022 في دورية "Health Science Reports" إلى وجود زيادة ذات دلالة إحصائية في مستويات هرمون التستوستيرون مع تناول الأشواجندا لمدة 8 أسابيع، بما أظهر أيضًا زيادة في الإدراك الذاتي للرفاهية الجنسية أو الحالة الجنسية الجيدة.
هل تعالِج الأشواجندا ضعف الانتصاب عند الرجال؟
في حين تشير بعض الأبحاث إلى أنّ الأشواجاندا قد تساعد في تحسين ضعف الانتصاب عن طريق تقليل التوتر وموازنة الهرمونات وتحسين الدورة الدموية، فإنّ هناك نقص في الدراسات التي تتعلّق بهذا الأمر تحديدًا.
صحيح أنّ الأشواجندا قد تزيد مستويات هرمون التستوستيرون، بما يُسهِم في تحسين الوظيفة الجنسية عند الرجال، لكن ذلك لا يعني حتمية تحسّن الانتصاب، لأنّ هناك عوامل أخرى تُسهِم في إمكانية تحقيق الانتصاب والحفاظ عليه.
ومع ذلك فقد أشارت دراسة عام 2024 في دورية "Journal of Ethnopharmacology" إلى أنّ الأشواجندا عزّزت الإثارة الجنسية والقدرة على تحقيق الانتصاب والحفاظ عليه، لدى الفئران الذكور التي تعاني التوتر وانخفاض النشاط الجنسي.
لكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيدٍ من الدراسات البشرية لتوضيح مدى تأثير الأشواجندا على الانتصاب عند الرجال.
هل من أضرار صحيّة؟
تُعدّ الأشواجندا آمنة لناحية تناولها، لكنها قد تسبّب بعض الآثار الجانبية أحيانًا، مثل:
- اضطراب المعدة.
- الغثيان.
- الدوخة.
متى يجب الحذر قبل تناول مكملات الأشواجندا؟
يُوصَى بتجنّب مكملات الأشواجندا في بعض الحالات، مثل:
- الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
- مرض السكري من النوع الأول.
- التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو.
- الأمراض المناعية.
- سرطان البروستاتا.
كما يجب استشارة الطبيب قبل تناول مكملات الأشواجندا إن كُنت تتناول أي أدوية، إذ قد تتفاعل مع بعض الأدوية.
اقرأ أيضًا:"الأشواغاندا".. العُشبة التي قد تغير حياتك
الكمية الآمنة لتناول الأشواجندا يوميًا
تُعدّ الأشواجندا آمنة التناول لمدة قد تصل إلى 3 أشهر، كما يمكن تناولها بجرعات يومية تصل إلى 1,250 مجم من دون آثار جانبية.
لكن ليس هناك دراسات كافية توضح تأثير تناول الأشواجندا على المدى الطويل، كما أنّ الجرعات الزائدة قد تزيد احتمالية الإصابة بآثار جانبية.
