تقرير جديد يحذّر من مخاطر الذكاء الاصطناعي على الصحة النفسية
أصدرت الجمعية الأمريكية لعلم النفس تقريرًا جديدًا يُحذّر من الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في الصحة النفسية، مؤكدًا أن روبوتات الدردشة وتطبيقات العافية أصبحت مقصدًا شائعًا للأشخاص الباحثين عن دعم عاطفي سريع، رغم افتقار هذه الأدوات للأدلة العلمية واللوائح التنظيمية التي تضمن سلامة استخدامها.
ويأتي التقرير في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة أزمة حادة في خدمات الصحة النفسية، دفعت الكثيرين إلى الاعتماد على حلول رقمية يسهل الوصول إليها مقارنة بالرعاية التقليدية.
تعامل أدوات الذكاء الاصطناعي مع الأزمات
بحسب التقرير، تبدو برامج الدردشة التفاعلية قادرة على توفير "حوار داعم" للمستخدمين، إلا أنها غير قادرة على التعامل مع حالات الأزمات النفسية، مثل الأفكار الانتحارية أو نوبات الهلع، إذ تظل قدراتها التوجيهية غير متوقعة، وقد تُعرّض بعض المستخدمين لمخاطر إضافية. ويؤكد الخبراء أن التكنولوجيا، رغم إمكاناتها الواسعة، لا يمكن أن تكون بديلًا عن الرعاية المقدمة من متخصصين مؤهلين في مجال العلاج النفسي.

وقال الدكتور آرثر سي. إيفانز الابن، الرئيس التنفيذي للجمعية: "نحن في قلب أزمة صحة نفسية تتطلب إصلاحات جذرية، وليس حلولًا رقمية مؤقتة. الذكاء الاصطناعي في الصحة النفسية يجب أن يكون داعمًا، لا بديلًا عن النظام العلاجي."
روبوتات الدردشة تفشل في تلبية احتياجات الصحة النفسية الحقيقية
وأشار التقرير إلى أن الأطر التنظيمية الحالية لا تواكب التطور السريع لأدوات الذكاء الاصطناعي في الصحة النفسية. ودعا صانعي السياسات إلى تحديث القوانين، ومعالجة ثغرات الرقابة، ومنع أنظمة الذكاء الاصطناعي من انتحال صفة أخصائيين مرخصين، بالإضافة إلى سن تشريعات شاملة لحماية البيانات، خصوصًا لدى الأطفال والمراهقين والفئات الضعيفة.
اقرأ أيضا: أرقام صادمة.. هل يهدد ChatGPT الصحة النفسية لمستخدميه؟
كما ركز التقرير على ضرورة تدريب الأطباء على التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي ومعرفة حدودها، مع مطالبتهم بسؤال المرضى بشكل استباقي عن اعتمادهم على تطبيقات العافية أو روبوتات الدردشة، لتجنب أي تبعات صحية خطرة.
ويؤكد الخبراء أن أدوات الذكاء الاصطناعي، حتى المتطورة منها، لا تزال تفتقر لدراسات سريرية قوية تُثبت فعاليتها كعلاج نفسي، وهو ما يتطلب التزامًا علميًا من الشركات المطورة لتنفيذ تجارب طويلة الأمد قبل طرح الأدوات بشكل واسع.
وفي ختام التقرير، شدد إيفانز على أن مستقبل الرعاية الصحية سيتضمن دورًا مهمًا للذكاء الاصطناعي، لكن بشرط ألا يكون على حساب العنصر البشري: "المهنيون يجب أن يُدعّموا بالذكاء الاصطناعي، لا أن يتم استبدالهم به."
