خمس عادات صامتة تقودك إلى الاكتئاب.. دراسة تكشف العلاقة المخفية بين نمط الحياة والصحة النفسية
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Journal of Affective Disorders أن تراكم العادات غير الصحية مثل قلة النوم، ضعف النشاط البدني، وسوء التغذية يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالاكتئاب.
أسباب الإصابة بالاكتئاب
ووفقًا للبحث الذي قاده فريق من جامعة فودان وجامعة شنغهاي في الصين، فإن وجود أكثر من عادة غير صحية في حياة الشخص لا يضاعف فقط احتمالية إصابته بالاكتئاب، بل يزيد أيضًا من شدته.
الدراسة اعتمدت على تحليل بيانات أكثر من 21 ألف مشارك في الولايات المتحدة بين عامي 1999 و2018، بمتوسط أعمار 46 عامًا، منهم 52% رجال.
صمم الباحثون نظام نقاط يقيس خمس سلوكيات رئيسية تُعتبر غير صحية: النظام الغذائي الرديء، قلة الحركة، اضطرابات النوم، التدخين، والإفراط في تناول الكحول.
وبعد مقارنة نتائج الاستبيانات النفسية، تبيّن أن الأشخاص الذين حصلوا على أعلى درجات في "مؤشر العادات غير الصحية" كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمعدل يقارب الضعف مقارنة بمن يتمتعون بأسلوب حياة صحي.
تأثيرات على الدماغ
وقالت الدراسة إن هذه العادات لا تؤثر فقط على الجسم، بل على الدماغ أيضًا؛ إذ يمكن أن تغيّر من بنيته ووظائفه، وتؤدي إلى ضعف في التواصل الاجتماعي وانخفاض الثقة بالنفس، ما يعزز المشاعر السلبية ويزيد احتمالات الإصابة بالاكتئاب.
ويعتقد الباحثون أن هذا المؤشر الجديد يمكن أن يساعد الأطباء في الكشف المبكر عن الأشخاص الأكثر عرضة للاكتئاب من خلال تقييم أنماط حياتهم إلى جانب الفحوص النفسية المعتادة، مما يتيح التدخل في الوقت المناسب عبر برامج دعم وتوعية.
ومع ذلك، حذر الفريق من أن الدراسة لا تثبت أن العادات السيئة هي السبب المباشر للاكتئاب، إذ من الممكن أن يكون العكس صحيحًا، أي أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب يميلون أكثر لتبني أنماط حياة غير صحية.
اقرأ أيضاً الاكتئاب والضائقة المالية: لماذا يعاني الأغنياء نفسياً رغم وضعهم المادي؟
كما أشار الباحثون إلى أن اعتمادهم على بيانات يقدّمها المشاركون أنفسهم قد يؤثر على دقة النتائج.
لكن رغم هذه التحفظات، تقدم الدراسة منظورًا جديدًا ومتكاملًا لفهم العلاقة بين السلوك اليومي والصحة النفسية، مؤكدة أن الاكتئاب ليس مجرد حالة عقلية، بل نتيجة لتفاعل معقّد بين الجسد، الدماغ، والعادات التي نمارسها كل يوم.
