هل يمكن للكرياتين أن ينقذك من آثار السهر؟ دراسة تُجيب
تتجاوز فوائد الكرياتين، أحد أشهر المكملات الغذائية في عالم اللياقة البدنية، حدود بناء العضلات إلى تعزيز الوظائف الإدراكية ودعم الدماغ، وفق نتائج دراسات علمية حديثة كشفت عن دوره الحيوي في مواجهة آثار قلة النوم وتحسين التركيز والقدرات الذهنية.
ووفقًا لما أورده موقع The Manual، يُعد الكرياتين أحد أقدم المكملات الغذائية استخدامًا في عالم اللياقة البدنية، إذ أثبتت دراسات علمية أن تناول كرياتين المونوهيدرات إلى جانب تمارين المقاومة المنتظمة يُسهم في زيادة القوة العضلية خلال أسبوعين فقط، كما يُعزز انخفاض نسبة الدهون في الجسم بشكل يفوق النتائج الناتجة عن التدريب وحده.
غير أن الأبحاث الجديدة وسّعت نطاق الفوائد لتشمل الصحة العصبية ودعم الدماغ في حالات الإجهاد أو السهر.
اقرأ أيضا: هل يشير صداع الكرياتين إلى مشكلة أكبر؟ نصائح لتجنب المضاعفات
وفي دراسة أُجريت على لاعبي الرجبي المحترفين، لوحظ أن من حُرموا من النوم دون تناول الكرياتين انخفضت لديهم دقة الأداء المهاري على الجانبين، بينما حافظ اللاعبون الذين تناولوا جرعات تتراوح بين 50 و100 ملغم/كغم على مهاراتهم المعتادة.
وأظهرت النتائج أن الكرياتين ساعد في تعويض التراجع في الأداء الناتج عن السهر وقلة النوم.
فوائد الكرياتين للدماغ
وفي دراسة نُشرت في مجلة Psychopharmacology، لاحظ الباحثون أن تناول الكرياتين بعد 24 ساعة من الحرمان من النوم حسّن الحالة المزاجية وأداء المهام التي تتطلب جهدًا كبيرًا من الفص الجبهي للدماغ المسؤول عن التركيز واتخاذ القرار.
أما دراسة أخرى نُشرت في مجلة Scientific Reports، فقسّمت المشاركين إلى مجموعتين: الأولى تناولت جرعة عالية تبلغ 0.35 غرام/كغم من الكرياتين، والثانية تناولت دواءً وهميًا.
وأُجريت اختبارات معرفية على المجموعتين خلال 21 ساعة من اليقظة المتواصلة.
وأظهرت النتائج أن المجموعة التي تناولت الكرياتين حافظت على مستويات الطاقة (ATP) داخل الدماغ، ومنعت انخفاض درجة الحموضة (pH)، ما أدى إلى تحسين سرعة المعالجة الذهنية والأداء الإدراكي.
اللافت أن بعض المشاركين أظهروا نتائج معرفية أفضل حتى من أولئك الذين حصلوا على نوم كافٍ.
وخلص الباحثون إلى أن الكرياتين يُعد مكملًا غذائيًا فعّالًا لتقليل آثار التعب الذهني الناتج عن السهر أو الجهد العصبي، إذ يساهم في استعادة النشاط العقلي والحفاظ على الأداء المعرفي في الظروف المجهدة.
كما يمكن أن يكون خيارًا طبيعيًا للراغبين في تحسين طاقاتهم الذهنية والبدنية دون الاعتماد على المنبهات التقليدية.
تؤكد هذه النتائج أن الكرياتين لم يعد حكرًا على الرياضيين، بل أصبح أداة علمية لدعم الدماغ وتعزيز التركيز والإنتاجية، ما يجعله أحد أبرز المكملات متعددة الفوائد في مجالي اللياقة والصحة الذهنية.
