حبّ مستمر: تطوّر طرق الرجل في إظهار مشاعره لزوجته عبر السنوات
دوام الحال من المُحال، ينطبق هذا المثل على كل شيءٍ في الحياة تقريبًا، بما في ذلك الحبُّ نفسه، فبينما يكون الحبُ في أوج قمّته في بداية الزواج، وترى الزوجة زوجها لا يتوانى في إخبارها بمدى حبّه لها، وتتكرّر منه الأفعال الدالّة على ذلك، ليس الأفعال ذاتها، بل الحرارة والمحبّة المصاحبة لها، التي تتطلّع إليها الزوجة.
ولكن بعد سنوات الزواج، لا يتغيّر شكل الزوجين فحسب، بل تتغيّر طريقة التعبير عن الحُب، وربّما ما عادت حرارة التعبير عن الحب كما كانت في السابق. ومع ذلك، فالرجل هو الرجل، يعبّر عن حبّه، لكن بطرقٍ مختلفة عمّا كان عليه الأمر في بداية الزواج، والسؤال هو هل يختلف تعبير الرجل عن الحب بعد سنوات من الزواج؟ وإذا كان كذلك، فكيف يكون تعبيره عن الحب؟
هل يختلف تعبير الرجل عن الحب بعد سنوات من الزواج؟
الحبُّ نفسه يتغيّر بعد سنوات من الزواج، فليس كما يكون في بدايته، ومِنْ ثمّ يتغيّر تعبير الرجل عن الحب بالتأكيد، وربّما يكون هذا التغيير لانتهاء مرحلة شهر العسل، التي تنتهي في غضون شهور من بداية الزواج، فمال البال بسنوات؟!
فبعد أن تتلاشى الإثارة والمُتعة في حفل الزفاف، وتبدأ الحياة في الظهور على حقيقتها. يستيقظ الزوجان من نومهما، يذهب الرجل إلى العمل، يقومان بالأنشطة اليومية، ثُمّ يذهبان إلى النوم.
أمّا التشوّق لرؤية كل من الزوجين للآخر، تتلاشى لأنّهما بالفعل يقضيان كل وقتهما مع بعضهما، مما قد يجعل الملل السمة الأبرز للعلاقة، ويتلاشى كذلك التعبير عن الحُب، أو بالأحرى لا يكون بنفس ما كان عليه الأمر في بداية الزواج.
أسباب ضعف الحب بعد سنوات من الزواج
قد يضعف التعبير عن الحب بعد سنوات من الزواج، لا لشيءٍ مختلف قد طرأ، ولكن هذا هو المسار الطبيعي للعلاقة الزوجية، وربّما يعود ضعف التعبير عن الحب لأي من الأسباب الآتية:
1. ضعف التواصل العاطفي
من الطبيعي أن يعتاد الزوجان بعضهما بعد مرور سنوات، بل حتى شهور من الزواج، وربّما حدثت كثير من الخلافات والمشاحنات، التي أضعفت العلاقة العاطفية بينهما.
وهذه الرابطة العاطفية غير المستقرّة، قد تنعكس سلبًا على ضعف الاتصال الجسدي، مثل اللمس أو المعانقة أو غير ذلك، وما لم يُتدارَك الأمر سريعًا، فإنّ العلاقة العاطفية تتدهور أكثر.
2. الأنشطة اليومية
لكل من الزوجين مسؤوليات في الحياة اليومية، قد تطغى على العلاقة العاطفية بينهما، مما يترك قليلا من الطاقة للتواصل العاطفي، خاصةً إذا مضى على الزواج سنوات، وتراكمت المسؤوليات يومًا تلو الآخر.
لذا قد يحتاج المتزوجون إلى تخصيص بعض الوقت لبعضهما، بعيدًا من مشاغل العمل أو الأعمال المنزلية أو رعاية الأطفال، لتجديد الحب بينهما.
اقرأ أيضًا:دراسة تكشف تفضيلات الرجال والنساء في التعبير عن الحب
3. قضاء وقت أقل معًا
وسط كلّ تلك المشاغل، من الطبيعي أن يقضي الزوجان وقتًا أقل معًا، مقارنةً بما كان عليه الحال في بداية الزواج، إذ تزداد الفجوة العاطفية يومًا وراء آخر، خاصةً إذا كان الزوجان لا يريان بعضهما بشكلٍ متكرر، لانشغالهما بأمور أخرى.
4. صعوبة إظهار الرجل لمشاعره
من الطبيعي بين الزوجين أن تكون المشاعر واضحة، فهذا يعزّز الارتباط العاطفي، ولكن قد يخاف الرجل من إظهار مشاعره، ربّما لاعتقاده أنّ هذا ضعف أو لأي سببٍ كان.
وبغض النظر عن سبب ذلك، فإنّ الخوف من إظهار المشاعر وعدم المكاشفة، قد يؤدِّي إلى ضعف المودّة والتقارُب العاطفي بين الزوجين.
وبدلاً من ذلك ينبغي لكل من الزوجين أن يكونان منفتحَين، وأن يتقبّل كل منهما مشاعر الآخر، فالتعبير عن المشاعر بوضوح عنصر مهم في أي علاقة صحية.
إشارات استمرار الحب رغم مرور السنوات
رغم مرور سنوات على الزواج، وتغيّر طريقة الرجل في التعبير عن الحبّ، فهُناك بعض العلامات المُوكّدة، التي تدلّ على محبّة الرجل لزوجته، منها على سبيل المثال، حسب موقع "Marriage":
1. تقديم الهدايا
ربّما لم يعُد الرجل يقول الكثير من كلمات الحب المُعتادة، لكنه قد يأتي بهدية ولو بسيطة بين الحين والآخر. نعم، هذه طريقة مختلفة للتعبير عن الحب، بل هي دليل على اهتمام الرجل بزوجته، خاصةً إذا كرّر عادة تقديم الهدايا.
2. الإنصات إلى الزوجة
قد لا يقدِّم الرجل كثيرًا من الهدايا، لكنّه قد يستمع جيدًا إلى زوجته عندما تتكلّم، أو تخبِره بما يزعجها أو تُفصِح عن مشاعرها. هذا الإنصات دليل على استمرار الحب، إذ لا يرغب الرجل في مقاطعة زوجته في أثناء حديثها أو إزعاجه، بل ربّما التقط الرجل التفاصيل المهمة في المحادثة، كي تُدرِك زوجته أنّه مهتم فعلا بما تقوله، وأنّ السنوات لم تُضعِف حبّه لها.
اقرأ أيضًا: دراسة حديثة: تعبير الأزواج عن المودة علنًا يحسّن الصحة النفسية وجودة الحياة
3. الاهتمام بشغف الزوجة
دليل آخر على استمرار الحب، هو اهتمام الرجل بما تحب زوجته، وتشجيعه لها فيما تقدّمه، بل توفير الموارد والدعم الذي تحتاج إليه الزوجة كي تستمرّ.
علاوة على ذلك، قد يسأل الرجل زوجته عن التقدّم أو الإنجاز الذي أحرزته في هوايتها أو مهارتها، وما الذي تحتاجه لمزيد من التقدّم، كي يعودها على ذلك. فكلّ هذه الأمور تدلّ على أنّ شُعلة الحب لم تنطفئ، وأنّ الرجل لا يزال حريصًا على إسعاد زوجته.
4. الحفاظ على التواصل البصري
العينُ مرآة النفْس، فالزوجة لا ترى نفسها في عينَي زوجها وحسب، بل ترى الحبّ وكل ما تعجز عنه الكلمات في نظرة مُعيّنة، تدرِكها كل زوجة من زوجها.
وقد لا يميل كثيرٌ من الرجال إلى التعبير عن الحب بالكلمات، لكن العين تفضح المُحبّ، فعندما يتحدّث الرجل مع زوجته، قد يكون من الصعب عليه أن يرفع عينيه عنها، وهذه إحدى الطرق التي يعبّر بها الرجل عن مدى ارتباطه بزوجته ورغبته في مشاركتها فيما يهتمّ به.
5. تلبية احتياجات الزوجة وحمايتها
تكمن بما يفعله الرجل لزوجته كل يوم، وهو أن يحميها، ويتأكّد من توفير كل ما تحتاج إليه زوجته، وأنّها لا ينقصها شيء، إذ يبذل الرجل قصارى جهده لتلبية تلك الاحتياجات، حتى تلك التي تبدو صغيرة.
كذلك رغبة الرجل المستمرّة في حماية زوجته من علامات الحب، فمثلا إذا كُنتما تمشيان في الشارع، فقد يسير الرجل على الجانب القريب من الطريق لحماية زوجته، كما أنّه يدافع عنها عندما يضايقها أو يهدّدها أي شخص.
نعم، يختلف تعبير الرجل عن الحب بعد سنوات من الزوج، وربّما لا يعبّر بالكلمات كما اعتادت الزوجة في بداية الزواج، لكنّها حتمًا سترى الحبّ في مثل هذه السلوكيات اليومية التي ربّما ترى زوجها يفعلها بتلقائية، لكن الحقيقة أنّ كل سلوك وكلّ تلبية لاحتياجات الزوجة، لهو أصدق تعبير عن الحُب.
